حالة من عدم الإستقرار الجوي تسود المملكة سفارة الإمارات تشرف على تنفيذ مشروع افطار صائم في الاردن بمبادرة من الهلال الاحمر الاماراتي انتهاء المهلة الثانية للاشتراك في "التوجيهي" أنشطة متنوعة تقيمها المراكز الشبابية في الكرك وفيات من الاردن و فلسطين اليوم الجمعة 29 – 3 -2024 مدرب الصين السابق يعترف بقبوله الرشوة بديلا لصلاح ..التعمري على رادار ليفربول الانجليزي اختبارات جديدة للذكاء الاصطناعي تقيم سرعة الاستجابة لاستفسارات المستخدم ‫6 عوامل ترفع خطر تضخم البواسير الكاف يعلن موعد نهائي دوري الأبطال والكونفدرالية الأفريقية اتهام تونالي بمخالفة لوائح المراهنات الأردن يرحب بإصدار محكمة العدل تدابير احترازية مؤقتة جديدة بشأن الحرب على غزة محلل سياسي : السيناريو الاقرب في غزة .. استمرار حرب الاستنزاف - فيديو استبعاد رئيس جنوب إفريقيا السابق من الانتخابات المقبلة صلاح يقنع زميله في ليفربول بتغيير عادته الغريبة قبل المباريات

نشر بتاريخ : 27/11/2014 ----- 8:58:47 PM
سوريا.. ساحة حرب للجميع يدفع ثمنها الابرياء.. تقرير تلفزيوني
سوريا.. ساحة حرب للجميع يدفع ثمنها الابرياء.. تقرير تلفزيوني

 

الحقيقة الدولية - عمان

 

على اعتاب العام الرابع لا تزال دمشق ترزح تحت نير القتل والدم.. حيث انطلقت الثورة في سوريا قبل 3 سنوات سلمية كانت وسرعان ما تحولت "بلاد الشام" الى ساحة حرب اهلية وطائفية والى مسرح لصراعات اقليمية ودولية : بين الشيعة من جهة والسنة من جهة اخرى , بين طهران من جهة وعواصم عربية اخرى من جهة اخرى , وبين موسكو من جهة وواشنطن من جهة اخرى. ذهب ضحيتها اكثر من 140,000 قتيل (من ضمنهم اكثر من ثلثين من المدنيين والباقي من جنود النظام او الثوار), واكثر من 2,500000 لاجئ سوري : في لبنان – حوالي مليون لاجئ, الاردن – حوالي 750000 لاجئ , تركيا – حوالي 540000, العراق – 210000, مصر – 130000 , واوروبا – 47000 لاجئ سوري , حوالي 6 مليون مشرد في الداخل السوري , وخسائر مالية مقدرة باكثر من 3 مليارات دولار للبنية التحتية في سوريا نتيجة الحرب.


بعد 3 سنوات من القتال دون حسم عسكري لصالح احد الاطراف ودون اتفاق سياسي  الدولة السورية تشهد بوادر التفكك الى دويلات او على الاقل الى مناطق تخضع لسيطرة احد اطراف النزاع ميدانيأ وطائفيأ:
فالنظام السوري يسيطر ميدانيا وسياسيا على منطقة اللاذقية – طرطوس الساحلية ذات الغالبية العلوية وكذلك على المدن الرئيسية وفي مقدمتها : العاصمة دمشق وحلب وحمص ودرعا , في حين ان الثوار بفصائلهم المختلفة - المعتدلة من جهة والاسلامية المتطرفة من جهة اخرى - يسيطرون على مناطق في الحدود السورية مع اسرائيل (حوالي 10,000 من مقاتلي المعارضة في هضبة الجولان) والاردن وتركيا والعراق. والاكراد في الشمال الشرق السوري قد اعلنوا نوعأ من الحكم الذاتي في الحسكة والقامشلي.

الازمة في سوريا تشهد حالة اللاحسم ميدانيأ واللاانفراج سياسيأ: كما يبدو أي من طرفي النزاع – النظام والثوار بفصائلهم المختلفة - لا يمكنه حسم المعركة في الظروف الحالية عسكريأ. وربما هناك ايضأ نوع من شراكة المصالح اقليميا ودوليا حول بقاء الموقف على ما هو عليه  بدون حسم لضمان عدم صعود البدائل لنظام الاسد التي قد تكون اسوأ منه بالنسبة للبعض لا سيما اذا تولت السلطة تيارات المتطرفة. ومن ناحية اخرى : المصلحة بضمان عدم حسم المعركة لصالح نظام الاسد الذي قد يعني انتصار محور دمشق – طهران – روسيا – حزب الله.

صمود نظام الاسد بعد 3 سنوات من القتال ورغم التراجع في قوة جيشه وحجمه يرجؤه مراقبون وسياسيون الى الدعم العسكري والمالي من محور روسيا – طهران – حزب الله  . لذلك حزب الله ورغم التفجيرات في معقله الضاحية الجنوبية ورغم تعالي الانتقادات الموجهة اليه من الساحة اللبنانية ورغم الخسائر البشرية التي يتكبدها في سوريا ,لا يعتزم في هذه المرحلة على الاقل سحب مقاتليه المنتشرين في انحاء سوريا والمقدر عددهم بحوالي 3500 مقاتل.


ولان الاسد يستفيد من انقسام المعارضة ومن وهيمنة الجهات المتطرفة عليها ما يسمح له بتسويق فكرة ان البديل عنه اسوأ وان الحديث ليس عن ثورة , بل عن ارهاب مستورد من الخارج. - الاسد مستفيد من سياسة الرئيس الامريكي اوباما المترددة حيال الملف السوري وازاء الشرق الاوسط برمته والتي تركز اولأ على تجنب المواجهات العسكرية وبالتالي تجنب التدخل العسكري في سوريا. وذلك في الوقت الذي تستمر فيهم موسكو وحلفاؤها في دعم نظام الاسد عسكريأ واقتصاديأ. لا سيما ان اتفاق تدمير ترسانة الاسلحة الكيماوية السورية منح الاسد نوعا من الشرعية الضمنية الدولية لان الغرب يتعامل مع النظام وليس مع المعارضة لتطبيق الاتفاق ولذلك اطالة مدة التطبيق من مصلحة النظام.

المعارضة السورية التي انطلقت موحّدة حول فكرة اسقاط نظام الاسد تحولت الى عشرات من المجموعات المسلحة التي تخدم مصالح داخلية واقليمية وطائفية مختلفة مدعومة (ماليا وعسكريا) في غالبية الحالات من عدد من الدول الاقليمية  ومن واشنطن واوروبا وتركيا. اذا كان "الجيش الحر" في بداية الازمة التنظيم العسكري المعارض الابرز وشبه الوحيد فان الساحة السورية تتسم اليوم بكثرة المجموعات المسلحة الخارجة عن سيطرة قياداتها وايضا بكثرة الدول الراعية لها وسط هيمنة المجموعات المسلحة على هذه الساحة وعلى راسها : : "داعش" و"جبهة النصرة". والنتيجة : الجيش الحر والمجموعات الاخرى التي يعتبرها الغرب معتدلة تجد انفسها اليوم مضطرة للقتال على جبهتين : ضد النظام من جهة وضد "داعش" من جهة اخرى. ازمة الانقسامات والانتقادات في صفوف المعارضة بلغت ذروتها مؤخرا باقالة وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة اسعد مصطفى ورئيس اركان الجيش الحر اللواء سليم ادريس.وبلا شك الانقسامات في صفوف المعارضة وهيمنة الجهات المتطرفة  عليها تزيد من التردد الامريكي حيال فكرة دعمها عسكريأ.

الصراع الدموي الذي تشهده سوريا منذ 3 سنوات حول لبنان تدريجيأ الى ساحة صراع مفتوحة على سوريا تتميز بانتقال المقاتلين والسلاح واللاجئين ( مليون لاجئ سوري في لبنان اليوم ) بين الدولتين وسط تجاهل الحدود التي تكتنفها الضبابية اكثر فاكثر. حزب الله موجود اليوم في طرفي الحدود اللبنانية السورية وكذلك الامر بالنسبة للصراع الطائفي السني – الشيعي وايضا بالنسبة للصراع الاقليمي الايراني – السعودي الذي لا يميّز بين دمشق وبيروت متجاهلا الحدود بين الدولتين.

تدخل حزب الله في الحرب في سوريا لصالح نظام الاسد يشكل المحرك الرئيسي اليوم لانتقال تداعيات الحرب السورية الى الساحة اللبنانية التي تشهد اليوم حالة من عدم الاستقرار السياسي والامني وسط توتر طائفي متصاعد بين السنة والشيعة برعاية الرياض من جهة وطهران من جهة اخرى.

المنطقة الحدودية بين سوريا ولبنان تتحول الى ساحة صراع بين مقاتلي حزب الله والجماعات السورية المسلحة المعارضة المحسوبة على "الجهاد العالمي".


مدينة عرسال الحدودية في الجانب اللبناني من الحدود تحولت الى معقل لمقاتلي الجهاد العالمي السني في مواجهة مدينة الهرمل التي تؤي مقاتلي حزب الله الشيعي.ومن هنا ايضأ الاهمية الاستراتيجية لمدينة اليبرود على الجانب السوري من الحدود والتي التي تتعرض لحملة عسكرية واسعة من قبل قوات الاسد مدعومة بحزب الله.

تداعيات الازمة السورية ولا سيما تدخل حزب الله في هذه الازمة لصالح نظام الاسد باتت تطال العمق اللبناني وتحديدا العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية معقل حزب الله التي شهدت العام الماضي وفي بداية العام الجاري سلسلة تفجيرات انتقامية استهدفت حزب الله وايران تبنتها تنظيمات سنية محسوبة على القاعدة. ورغم تفجيرات الضاحية ورغم الخسائر البشرية التي يتكبدها في سوريا, حزب الله متمسك في هذه المرحلة في عدم سحب قواته من سوريا لانه يعتقد بان سقوط نظام الاسد معناه انهيار محور طهران – دمشقحزب الله وسينعكس سلبيأ على موقع الحزب في لبنان وعلى مصيره بشكل عام.


الكيان الصهيوني لم يظهر جليا انه طرف في الصراع في سوريا ولا يتبنى موقفا علنيا من مسألة بقاء الاسد من عدمه. هناك من يعتقد في الكيان الصهيوني بان البدائل لنظام الاسد من شأنها ان تكون اسوء , ومن جهة اخرى بقاء الاسد قد يعني بالنسبة للكيان انجاز لمحور طهران – دمشق – حزب الله.

الكيان الصهيوني له خطوط حمراء وعلى رأسها المساس بامنه وعدم استهداف مواطنيه او جنوده عبر الحدود السورية وان لا تنقل اسلحة استراتيجية ( صواريخ او سلاح كيماوي) من سوريا الى جهات يراها الكيان متطرفة مثل حزب الله او تنظيمات محسوبة على القاعدة.

الصراع الدموي في سوريا يغيّر تدريجيأ قواعد اللعبة على الحدود : بعد اربعة عقود من الاستقرار, هضبة الجولان تشهد منذ اندلاع الحرب في سوريا اعداد متزايدة  من العمليات المسلحة على الحدود وسط عدم استبعاد سيناريو دخول حزب الله بشكل او باخر جبهة الجولان. الخلفية : فقدان نظام الاسد لبعض سيطرته على اجزاء كبيرة من المناطق الحدودية مع الكيان لصالح تنظيمات معارضة معتدلة واخرى متطرفة.


في حال عدم حدوث مفاجآت , الازمة في سوريا مرشحة للاستمرار في حالة اللا حسم ميدانيأ واللا انفراج سياسيأ : كما يبدو ووسط تعثر المسار السياسي , أي من طرفي النزاع – النظام المدعوم من موسكو وطهران وحزب الله , والثوار بفصائلهم المختلفة المدعومون اقليميا لذلك التقديرات اليوم تميل الى الاعتقاد بان التدخل الدولي هو العامل الوحيد القادر على حسم المعركة لصالح احد الطرفين, لكنه يبدو شبه مستبعد في هذه المرحلة على الاقل.

 

حالة اللاحسم الميداني والانفراج السياسي على الرغم من الطلعات الجوية اليومية للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية من يدفع ثمنه سوى المواطن السوري الاعزل الذي اصبح صيدا سهلا للتنظيمات المسلحة والمال العربي المهدور تحت عجلات  الطائرات الامريكية المقاتلة .

الحقيقة الدولية - عمان نشر بتاريخ : Thursday, November 27, 2014 - 8:58:47 PM
جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023