الحقيقة الدولية – إربد – زيد المراشده
أكد السفير البريطاني لدى المملكة بيتر ميليت على عمق العلاقات بين المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المتحدة طوال العقود الماضية وأهميتها في المستقبل, وما يربط الشعبين في البلدين الصديقين من علاقات تاريخية متينة وما تقدمه بريطانيا من دعم للأردن في كثير من المجالات.
وقال السفير ميليت خلال لقائه فاعاليات سياسية واقتصادية وشعبية في غرفة صناعة اربد اليوم الثلاثاء اداره رئيسها رائد سمارة واستمع خلاله الى وجهات نظرها حول تداعيات الازمة السورية على محافظة اربد ان قرار رفع الحظر عن تسليح المعارضة السورية الذي اقره الاتحاد الاوروبي هدفه احداث توازن سياسي بين طرفي الصراع في سوريا " النظام والمعارضة " قبل مؤتمر جنيف 2 لبحث تداعيات الازمة.
وبين مليت ان لا خطة لدى الاتحاد لتحديد اي طرف من اطراف المعارضة سيتلقى الدعم العسكري ولا توجد خطة حول الية التسليح وان بلاده حذرة في هذا الجانب من " اللعبة " وغايتها نهاية المطاف دعم المدنيين وحمايتهم في جميع المناطق السورية.
واكد ان تسليح المعارضة من شأنه تقوية موقفها في المؤتمر تجاه اية حلول سياسية لللازمة في ظل عدم وجود توازن في القوى العسكرية على الارض بين قوات المعارضة والنظام.
واشار الى ان بلاده قدمت دعما ماليا من خلال الامم المتحدة للاردن مقداره 40 مليون دولار لكن حصر مشكلة اللجوء بمخيم الزعتري امر لا بد من التنبه له لا سيما وان المشكلة امتدت لتطال محافظة اربد مما يتطلب زيادة هذا الدعم وتدارس الاليات التي تحقق ذلك.
وقال ميلت علينا ان نعترف ان الازمة مستمرة على المدى الطويل مما يفاقم من مشكلات المجتمع المحلي ونقدر الدور الذي يؤديه الاردن تجاه اللاجئين في هذه الفترة الصعبة.
وكان ممثلو الفاعليات طرحوا اثر الازمة السورية على المحافظة في مجالات سياسية واقتصادية واجتماعية طالت مناحي الحياة لافتين الى ان المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في مخيم الزعتري تشكل نزرا يسيرا منها لاسيما وان غالبية اللاجئين سكنوا مدن وقرى المحافظة لاعتبارات الامتدادات والعلاقات الاجتماعية بين البلدين المتجاورين.
ولفتوا الى ان سوريا في الجانب الاقتصادي كانت الرئة والمتنفس للمحافظة من خلال مستورداتها الصناعية والغذائية الامر الذي اسهم بزيادة اسعار هذه المستوردات عن طريق معابر اخرى وانعكس سلبا على المواطن علاوة على ارتفاع اجور المساكن والعقارات وزيادة التنافسية للعمالة المحلية والتاثير على مداخيلها.
وكان السفير ميلت التقى محافظ اربد خالد ابو زيد بحضور رئيس بلدية اربد الكبرى اللواء المتقاعد غازي الكوفحي في مستهل جولته في المحافظة واستمع منه الى شرح حول انعكاسات عملية للجؤ المتزايد من اللاجئين السصوريين الى المحافظة وضغطهم المتواصل على معظم الموارد والقطاعات.
وبين ابو زيد ان عدد اللاجئين السوريين في المحافظة والمعلن عنهم رسميا يزيد عن 100 الف لاجىء بينما العدد الحقيقي يفوق ذلك بكثير على ارض الواقع مشيرا الى تاثير ذلك على قطاعات الطاقة والمياه التي يعاني منها الاردن اصلا الى جانب قطاعات التعليم الصحة والعمالة والطرق والبيئة اضافة الى انعكاساته الاجتماعية.
واكد ابو زيد ن الاردن يتحمل اكثر من طاقته بهذا الخصوص وهو ما يؤكد ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل اكبر واوسع لتمكينه من الاستمرار بهذا الدور الانساني تجاه اشقائه السوريين ولتخفيف الاعباء التي يثتعرض له المواطنين الاردنيين نتيجة الاعباء المترتبة على تدفق اللاجئين بهذه الاعداد التي تشكل حوالي 10 % من مجموع السكان.
وتطرق ابو زيد الى الاحتاجات الفعلية للمحافظة لمواجهة هذه لاعباء في بناء مدارس ومستشفيات ومراكز صحية لاستيعاب اللاجئين وابنائهم وعدمالتاثير على نوعية وجودة مخرجات هذهالقطاعات في مجموع الخدماتالتي تقدم للمواطن الاردني.
وعرض رئيس البلدية للتحديات الكبيرة التي تواجه البلدية في تحمل اعباء اللجؤ السوري المتزايد لاسيما في مجالات الحفاظ على البيئة وادامة اعمال النظافة والضغط المروري اذي يشكل تهديدا فعليا للبنية التحتية في مناطق امتياز البلدية لاسيما في المدينة الى جانب بروز بعض المشاكل الاجتماعية التي تحتاج الى معالجة ومتابعة حقيقية لحد منها ومواجهة اخطارها على المجتمع المحلي.
بدوره اكد ميلت تفهم بلاده للدور الكبير الذي يقوم بهالاردن على الصعيد الانساني لخدمة اللاجئين بما عرف عنه على الدوام من فتح ابوابه لكل باحث عن الامن والامان والحماية الكريمة وهو ما يوكد الحاجة الى تقديم المزيد من الدعم لمختلف القطاعات والسكان المحليين لمواجهة هذا العبىء وعدم الحاق الاذى واضرار بمصالحهم وبمستوى وحجم حصولهم على الخدمات الاساسية والضرورية.
وفي لواء المزار الشمالي رعى السفير اللقاء النهائي للمرحلة الثانية من دوري المناظرات الذي ينفذه مركز الاميرة بسمة للتنمية البشرية بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني وبدعم من السفارة البريطانية ويهدف الى تفعيل لغة الحوار والمناظرة البناءة لوصول كل طرف الى حقوقه على اسس ديموقراطية.
وقال السفير ان البرنامج الذي اعطى مساحة في هذه الدورة الى فئة الاشخاص المعوقين والاقل حظا في كيفية الوصول الى حقوقهم والمطالبة بها واقناع لاخرين بها وفق اسس منهجية وعلمية مدعومة بالحج المنطقية كاساس لممارسات ديموقراطية تدعم المشروع الاصلاحي الذي يسير به الاردن وبعد نموذجا في المنطقة.
واشار بحضور متصرف اللواء علي زريقات ومديرة مركز الاميرة بسمة في اربد فهمية العزام ورئيس جمعية الحنان الدكتور كفاح العمري عدد من المسؤولين وفعاليات شعبية في اللواء ان الاردن يعيش نهضة حقيقية وشاملة تحتاج الى الدعم مشيرا الى ان سفارة تدرس مع حكومة بلاده تقديم مزيد من الدعم للمجتمعات المحلية لمساعدتها في بناء اقتصاديتها وتعزيز فرص التنمية فيها ودعم الفئات الاقل حظا لاسيما الاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
وسلم السفير ميلت كاس المركز الاول لدوري المناظرات لفريق مركز احداث اربد الذي فاز في اللقاء الختامي على فريق جمعية الحنان لذوي الاحتياجات الخاصة في دير يوسف.
يشار الى ان برنامج نوادي المناظرات سيشمل في المراحل القادمة حتى عام 2015 المدراس والجامعات ومؤسسات المجتمع المدني لتعزيزالوعي باهمية الحوار كاساس للمطالبة بالحقوق العادلة والمشروعة