نشر بتاريخ :
20/12/2024
توقيت عمان - القدس
5:52:01 PM
محمد ظاهر.. طبيب رفض ترك المرضى رغم استشهاد ابنته حتى اعتقله الاحتلال
رغم استشهاد ابنته والعشرات من أفراد
عائلته، رفض الطبيب الفلسطيني محمد ظاهر مغادرة شمال قطاع غزة، وأصر على البقاء في
مستشفى كمال عدوان، حتى اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي من مقر عمله قبل نحو
شهرين.
وقالت زوجته الطبيبة تهاني أحمد إنها
“لا تعلم حتى الآن أين يوجد زوجها، البالغ من العمر 51 عاما، رغم اعتقاله نهاية
أكتوبر/تشرين الأول الماضي”.
وأضافت “زوجي اعتُقل بتاريخ 26 أكتوبر
من مستشفى كمال عدوان الساعة الرابعة فجرًا، وتم تحويله للمستشفى الإندونيسي،
واحتجزوا الكوادر الطبية هناك، ولا نعرف في أي سجن موجود، والبعض يبلغنا أنه بسجن
عوفر، والبعض يقول إنه بالناصرة”.
رفض المغادرة
وأشارت إلى أن الأسرة حاولت إقناع
زوجها بأن يغادر مستشفى كمال عدوان قبل اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي، لكنه رفض
أن يترك عمله في علاج المرضى والمصابين.
وتابعت “قال لنا إن هذه مهنتي ورسالتي،
وأريد أن أكمل عملي عن روح بنتي (صبا) اللي استشهدت في الحرب، وأنا ما قدرت أسعفها
لكي تبقى على قيد الحياة، ويمكن أقدر أسعف غيرها من المرضى ليبقوا على قيد الحياة،
ولن أغادر الشمال.. إما أن أستشهد أو يأسروني”.
وحذرت زوجته من خطورة وضع زوجها الصحي
داخل سجون الاحتلال، لأنه مصاب بأمراض مزمنة مثل الضغط والسكري، مضيفة “زوجي كان
عنده تسمم بالأنسجة، حتى أيام فيروس كورونا أصيب مرتين بالفيروس والرئتين عنده
تأثروا، وأتمنى من أصحاب الضمائر والمؤسسات الدولية والإنسانية أن يقفوا معه
ويطلقوا سراحه، لأن كل تهمته أنه طبيب مارس مهنته ورفض يغادر الشمال”.
“حاولنا أن نقنعه بالنزوح للجنوب”
أما مرح، ابنة الطبيب محمد ظاهر، فقالت
للجزيرة مباشر “حاولنا كتير نقنعه يطلع وينزح معنا لجنوب غزة، لكنه أصر على البقاء
في مستشفى كمال عدوان بالشمال، وكان يقول لنا ما بقدر أسيب المرضى وأهل مخيم
جباليا، رغم أنه فقد بنته وإخوته وأولاد أخوه، وفقد 56 شخصا من عائلته”.
وعن تفاصيل استشهاد شقيقتها صبا، قالت
مرح “أختي صبا استشهدت في اليوم الـ11 من الحرب، وكنا في بيت جدي في المنطقة
الآمنة، ونزل علينا 4 صواريخ ولحسن الحظ انفجر واحد فقط منهم، وكانت الضحية أختي
و3 من عائلة والدتي”.
وتمنت مرح، أن يخرج والدها من سجون
الاحتلال الإسرائيلي، وتتوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتنتهي معاناة الفقد
والنزوح.
وخلّف العدوان الصهيوني المتوصل على
قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 نحو 45 ألف شهيد، وأكثر من 106 آلاف جريح،
معظمهم من النساء والأطفال، وآلاف المفقودين تحت ركام المباني المدمرة في القطاع.
الحقيقة الدولية - وكالات