نشر بتاريخ :
14/06/2020
توقيت عمان - القدس
4:58:40 PM
الحقيقة الدولية - عمان
صدر عن شركة دار البيروني للنشر والتوزيع في عمّان، كتاب جديد، بعنوان "رُسُل تحت أزيز الرصاص"؛ يستعرض فيه الباحث الإعلامي المتخصص في الجماعات الإسلامية، والقانون الدولي الإنساني، مروان شحادة؛ موقف الجماعات الإسلامية المسلحة من المنظمات الإنسانية الدولية، وقد جاءت فكرة الكتاب خلال الزيارات الميدانية التي قام بها الكاتب إلى بعض الدول التي تشهد نزاعات مسلحة غير دولية، بهدف تعبئة الفراغ المعرفي والخلل في سلوك بعض المقاتلين أثناء العمليات القتالية.
ويسعى هذا الكتاب إلى تقديم رؤية إسلامية معاصرة تجاه عمل المنظمات الدولية الإنسانية الطبية والإغاثية، وعرض التحديات والمعوقات التي تواجهها في مناطق الحرب، وما تتعرض له من مخاطر، نظراً إلى طبيعة العمل وبيئته، واتهامها من بعض أطراف الصراع بقيامها بأدوار سياسية، أو ثقافية، أو أمنية مشبوهة، ومحاولة إيجاد ميثاق سلوك أخلاقي يستند إلى أحكام الشريعة السمحاء والأعراف والعادات والتقاليد، وبما ينسجم مع معايير القانون الدولي الإنساني، التي تغيب في كل المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة غير دولية، لتنظيم العلاقة بين الجماعات المسلحة من جهة والمنظمات الدولية الإنسانية من جهة أخرى، والإطلاع على بعض التجارب العملية.
وتنبع أهمية الكتاب؛ في أنه يقدم مقترحات عملية لتجنب الشبهات والتحفظات التي تبديها الجماعات المسلحة، لتوفير جو آمن للعاملين في المنظمات الإنسانية الدولية، في المجال الطبي والإغاثي والخيري الإنساني، بكافة تخصصاتهم، في ظل النزاعات المسلحة غير الدولية، بمختلف صورها، والتي غلبت على المشهد في العالم أجمع، مع اختفاء النزاعات الدولية المسلحة في الوقت الراهن، وتنطبق النزاعات على الحروب الأهلية، والصراعات المسلحة بين جماعة واحدة أو أكثر ودولة ما، وكذلك بين تحالف يضم عدة دول وجماعة أو عدة جماعات.
ومن المعروف أن القانون الدولي الإنساني، وضع معايير التعامل مع الأعيان المدنية، في النزاعات التي تجري بين الدول، وغفل عن وضع تلك المعايير في حالة النزاعات المسلحة غير الدولية، وهي ما ينطبق على صورة النزاعات المسلحة التي تشهدها مناطق عدة في العالم في الوقت الراهن، ويقصد بالأشخاص الذين ينطبق عليهم وصف المدنيين من غير المقاتلين، النساء والأطفال والشيوخ، والأماكن المدنية، كالمستشفيات والجامعات والمدارس ودور العبادة، وخزانات المياه ومستودعات الطعام.
ويشمل مفهوم "الرُسُل"؛ العاملين في المجال الإنساني والإعلامي من الأطقم الطبية والإغاثية، ورجال الحماية المدنية أو الدفاع المدني، والصحفيين والمصورين وغيرهم، وكذلك الذين يدخلون في وساطات التفاوض في حالة الحرب، ودلالة هذه التسمية تقترب من المعنى الديني والإنساني معاً، إذ يتمتع من يقوم بهذه المهام بمزايا تشبه إلى حد كبير الحصانة التي يتمتع بها الدبلوماسي، أو صاحب عهد الأمان، ولم يغفل الفقه الإسلامي قديماً وحديثاً عن تناول مفهوم حصانة السفير، أو الرسول.
وسوف يترجم الكتاب إلى ثلاث لغات؛ هي: الإنجليزية والفرنسية والفارسية.
ويتضمن الكتاب خمسة محاور رئيسة، تغطي الموضوعات التالية، أولاً: لمحة تاريخية عن تشكيل المنظمات الدولية، ثانياً: القانون الدولي الإنساني والإسلامي: تكامل أم تنافر، ثالثاً: مساهمات قانون القتال الإسلامي في حماية الأعيان المدنية، رابعاً: الملامح العامة للعلاقة بين المنظمات الدولية والجماعات المسلحة، خامساً: نماذج عملياتية في تعامل الجماعات المسلحة مع المنظمات الدولية الإنسانية، ويحتوي على نتائج وتوصيات ونصائح للعاملين في حقل العمل الإنساني.
ويمكن أن يؤسس الكتاب لدليل عملي لسلوك المقاتلين في الصراعات المسلحة؛ حيث أنه يحوي إطلاق مبادرة تلتزم بالمعايير الأخلاقية والدينية والعرفية لتجنب قتل العاملين في المجال الإنساني، تقيد انتهاك بعض الأشخاص والجماعات لقانون القتال والقانون الدولي الإنساني، تكملة للجهود التي بذلتها بعض مؤسسات المجتمع المدني في هذا الصدد، وكذلك عرض بعض المواثيق لسلوك المقاتلين أثناء العمليات العسكرية، والتي أصدرتها والتزمت بها بعض الجماعات المسلحة المنتشرة في العالم.