القسم : دولي - نافذة شاملة
نبض تيليجرام فيس بوك
نشر بتاريخ : 28/02/2020 توقيت عمان - القدس 1:46:30 PM
كوريا الشمالية و«كورونا»… وقصة فرار السجّان مع السجينة!
كوريا الشمالية و«كورونا»… وقصة فرار السجّان مع السجينة!

كوريا الشمالية بلد محفوف بالغموض والالتباس والضبابية. وبقدر التكتم الشديد الذي يَسِمُ أحوال البلد، بقدر ما تنتشر حوله الإشاعات والحكايات العجائبية التي يتولى مسؤولون هناك أحيانا تفنيدها وادعاء بطلانها.
ومن هنا، فتعامل وسائل الإعلام العالمية تجاه بلاد الزعيم كيم جون أون، ذي القبضة الحديدية، يتباين ما بين منحاز إلى أسلوب تدبير الحكم ونمط الحياة العامة هناك في ظل حصار دولي مطبق، وما بين مُنتقد لأوضاع الناس المعيشية والحقوقية والاجتماعية.
وبينما تظل أنفاس العالم مشدودة إلى فيروس «كورونا» الذي ينتشر انتشار النار في الهشيم، تحاول كوريا الشمالية التأكيد ـ من جديد ـ أنها تشكل الاستثناء، عبر إثبات خلوّ مواطنيها من أي إصابة بالفيروس المرعب لحد الآن. مصادر إعلامية تُرجع ذلك إلى الصرامة الشديدة التي تتعامل بها سلطات البلاد مع حركة النقل والسفر، علاوة على العزلة الدولية المفروضة عليها. لكن قناة «الحرة» الأمريكية ـ عبر موقعها الإلكتروني ـ أوردت أن سلطات بيونغ يانغ قامت على عجل بحرق جثامين 12 شخص من مواطنيها، كانوا خاضعين للمراقبة الطبية بأحد المستشفيات، لوجود شكوك حول احتمال إصابتهم بالفيروس المدمر. وشمل الإعدام أيضًا ـ في وقت لاحق ـ مسؤولا تجاريا من البلد نفسه، بتهمة توجّهه إلى حمام عمومي، في الوقت الذي كان ينبغي أن يبقى رهن الحجر الصحي.
مصادر إعلامية مختلفة تُفيد أنه في ظلّ ضعف التجهيزات الطبية، تبقى العزلة الحل الأمثل لتجنب أهوال الفيروس. ولذلك، فرضت كوريا الشمالية رقابة شديدة على حركة السياحة، رغم ندرتها، وأغلقت المنافذ في وجه بعض البلدان الجارة التي تشكو من الفيروس القاتل، خاصة الصين، كما حدّت من تنقل ممثلي البعثات الدبلوماسية داخل البلاد، وقيّدت التحرك في الأماكن العامة، وعلقت عودة التلاميذ إلى المدارس.

قصة ناقصة أم عمل غير متوازن؟

بيد أن سلطات «بيونغ يانغ» لم تبق مكتوفة الأيدي، وإنما استنجدت بأصدقائها القليلين ومن بينهم طبعا الروس، فقد استجابت موسكو لطلب جارتها بإرسال معدات طبية لمواجهة خطر الفيروس، ومن ضمنها أساسا أجهزة تشخيص سريع، وفق ما أفادت تقارير صحفية أول أمس (الأربعاء).
العلاقات السياسية والاقتصادية المتبادلة بين البلدين لها تأثير على الجانب الإعلامي. مثال ذلك، أنه منذ بضع سنوات، بثّتْ قناة «آر تي» الروسية متعددة اللغات فيلما وثائقيا بعنوان «الجمهورية الغامضة»، بَدَا في معظمه محكوما بنظرة إيجابية تجاه كوريا الشمالية، حيث تحدث عن تجربة سياسية فريدة ما زالت مستمرة منذ 70 عاما، في ظروف عزلة تامة وخضوع المجتمع بشكل مطلق لقائده. إنه بلد نامٍ في حالة حرب يفتح أبوابه ـ ولو بحذر ـ أمام المستثمرين والسياح. ومع ذلك، يبقى ذا طبيعة غامضة، كما يشير إلى ذلك الفيلم الوثائقي، مُبرزًا السياسة الدفاعية التي تنتهجها كوريا الشمالية ضد التأثير الخارجي «الفاسد»، لاسيما من لدن الليبرالية.
العمل التلفزيوني المذكور سلط الضوء على الاهتمام بالعلماء وبأوضاعهم الاجتماعية، وأبرز الحماس الوطني لدى العمال والمزارعين. لكن الجدير بالانتباه أن مُعدّة الفيلم الوثائقي، الإعلامية الإسبانية «أنغيلا غالاردو برنال»، استعانت بأحد أبناء بلدها الذي يرأس جمعية «أصداء كوريا الشمالية» في بيونغ يانغ، حيث رافقهم في الرحلة، وأدلى لهم بتصريحات كلّها إطراء، واختار لهم عيّنة من المُستجوَبين الذين أدلوا بتصريحات إيجابية محكومة بالهاجس الوطني، تُمجّد الزعيم وتًعبّر عن الاعتزاز بالنظام الاشتراكي. وعَزَا الفيلم الوثائقي ذلك إلى تأثير التربية الإيديولوجية والإخلاص للنظام، وهي عملية تبدأ منذ سنّ مبكر للأطفال. كما قدم الفيلم أمثلة عن النمو الاقتصادي للبلد، حيث «سُمِحَ» لفريق التصوير ـ كما وَرد في التعليق الصوتي المصاحب ـ بالتقاط صور من بعيد لعدد من المنشآت قيد البناء: بُرج سكني جديد للمدرّسين، ومبنى جديد في المطار، وإعادة بناء ملعب رياضي وفندق فخم…

الحقيقة الدولية – وكالات 

Friday, February 28, 2020 - 1:46:30 PM
المزيد من اخبار القسم الاخباري

آخر الاضافات


أخبار منوعة
حوادث



>
جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023