الحقيقة الدولية – عمان - قاسم الخطيب

في وقت قال فيه الكثيرون من المتخصصون أن ضعف التدريب المهني في المملكة كان واضحا في الكثير من السنوات الماضية حتى صدور الإرادة الملكية السامية التي خرجت من رحمها الشركة الوطنية للتشغيل والتدريب والتي تتوافق مع المعايير الدولية في تدريب الأيدي العاملة الأردنية .

وكان مركز التدريب المهني في معان يفتقر إلى الكفاءات التدريبية المهنية ولا يوجد فيه الأعداد الكافية لتشغيله وأصبح في فترة زمنية خاويا على عروشه لتبدأ مطالبة أبناء معان والمعنيين فيها بضم هذه المشاغل إلى الشركة الوطنية للتشغيل والتدريب وهي غير قابلة للمقارنة بأي من المؤسسات التدريبية نظرا للمعايير المتنوعة وكفاءات الكوادر التدريبية المهنية ومستوى نشر البيانات والإحصاءات الحقيقية لأعداد المتدربين وتشغيلهم ،وحرية الاختيار لكل معيار من هذه المعايير يتفرع إلى حرية اختيار المتدرب بالمهنة التي يرغب الالتحاق بها تحت شعار الضبط والربط  .

وقال الرئيس التنفيذي لشركة تطوير معان المهندس حسين كريشان  ان الشركة الوطنية للتشغيل والتدريب في محافظة معان قصة نجاح حقيقية وخطوة في الطريق الصحيح للارتقاء بواقع التدريب المهني في هذه المحافظة التي عانت كثيرا من عدم الاهتمام بالتدريب المهني فيها .

وأضاف المهندس كريشان أن الشراكة المجتمعية والتشاركيه مع الشركة الوطنية أسهمت وبشكل فاعل في عملية تحسين بيئة التدريب المهني للارتقاء بالتدريب المتخصص الهادف إلى خدمة الاستثمارات القائمة والقادمة ، وبما يحقق أهداف الشركة الوطنية التي تسعى للتشغيل والتدريب في خلق جيل متدرب يلبي متطلبات سوق العمل في هذه المحافظة ومنطقتها التنموية .

مشيرا المهندس  كريشان إلى  أن التدريب في هذه الشركة أصبح يشكل فرصة للانتقال بالشباب إلى مستوى أفضل في جميع النواحي ماديا ومعنويا و اجتماعيا ، فالتدريب يقدم معرفة ، ويضيف معلومات ، ويعطي مهارات وقدرات جديدة للشباب الذي جاءت الشركة الوطنية بمكرمة ملكية لهم والذين يعول عليهم قائد الوطن  مستقبل الوطن وتطوره وازدهاره .

مثمنا كريشان للشركة الوطنية للتشغيل والتدريب ومعهدها في محافظة  معان وباديتها الدور الكبير الذي يساهم في إعطاء شباب المدينة والمحافظة والبادية الفرصة في الالتحاق بدورات الاستقطاب التي بدأت للمهن التي يحتاجها سوق العمل.

لافتا كريشان إلى أن الشركة وحسب رأي مسؤوليها تقوم بصرف مبلغ 75 الى 100 دينار لكل متدرب شهريا بدل مصروف جيب  التي توفرها الشركة لأبناء المحافظة وباديتها من خارج مدينة معان  بالإضافة إلى اللباس خلال مراحل التدريب المختلفة .

من جانبه قال رئيس لجنة متابعة قضايا معان الدكتور محمد أبو صالح  انه  وفي الوقت الذي يقف فيه جنودنا على تخوم الوطن يسيجونه كأهداب العين ويتربصون بأعدائه ، تأبى أيادي نشامى جيشنا العربي البطل كبرى مؤسسات الوطن وأنموذج العطاء والوفاء ، إلا أن تساهم في تنمية المجتمع المحلي عبر تنفيذ برامج تدريبيه مهنيه في مناطق جيوب الفقر والبطالة  فكانت  الشركة الوطنية في محافظة معان أنموذج متطورا لتقديم الفرص التدريبية للشباب في هذه المحافظة التي تحتل الأيدي العاملة الوافدة معظم فرص العمل للمهن المطلوبة في سوقها .

مؤكدا ابو صالح ان الشركة الوطنية والتي خرجت من رحم التوجيهات الملكية منحت شباب الوطن فرصة الالتحاق بالبرامج التدريبية في مختلف المهن الفنية التي تتطلبها الأسواق المحلية ومنها كهربائي سيارات وكهربائي تمديدات منزلية ونجار طوبار وبليط وكسير وتركيب قواطع جبس ودهان مباني وحدادة ألمنيوم وحدادة فاصون ولحيم كهرباء وتمديدات صحية وطاقة الشمسية  وهذه المهن تدر دخلاً جيداً في ظل التطور الذي يشهده الوطن والمحافظة .

موضحا أبو صالح أن الشركة الوطنية للتدريب يجب ان تحظى بالدعم من قبل المسؤولين في الحكومة لان مخرجاتها التدريبية والتشغيلية حقيقية وواضحة وليست كأرقام بعض المؤسسات الوطنية الوهمية التي لا نراها إلا على أجهزة الحاسوب في مكاتب المسؤولين فقط .

مشددا ابو صالح على ضرورة استمرارية هذه الشركة التي جعلت التدريب المهني حقيقة وليست خيار من لا خيار له كما كان في السابق فهي قادرة على التوسع في مهن اخرى قادرة على توفر التكامل المهني  للشباب الذين يرغبون في التدريب على مهن أكثر شمولية .

وحذر الخوالدة المسؤولين بعدم المساس بالشركة الوطنية او الانتقاص من دورها الوطني لأهداف وغايات شخصية بعيدة عن المصلحة الوطنية سواء من خلال تجفيف منابع الدعم لهذه الشركة التي تحظى باهتمام قائد الوطن جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يسعى جاهدا لتطوير هذه الشركة المنتشرة فروعها ومعاهدها في مختلف محافظات وألوية واقضيه الوطن وبواديه التي لا يعرفها  معظم المسؤولين الذين يجلسون في المكاتب الفارهه بالعاصمة عمان ولم يكلفوا أنفسهم بزيارة هذه المناطق كما يفعل جلالة الملك .

وأكدت فعاليات شبابية على ضرورة استمرارية الشركة الوطنية ودعمها والتي وصلت نسبة التشغيل من خريجها أكثر من 70% والتي ترتبط باتفاقيات والتزامات مع عدد من البلديات والمؤسسات الوطنية والدولية خاصة مع فشل برنامج خدمة وطن والذي يعتبر تعديا على هذه الشركة التي جاءت بتوجيهات ملكية.

وقالوا إننا كنا نتمنى أن تكون الشركة الوطنية عنوانا رئيسيا لدولة القانون والإنتاج والتكافل التي تشكل دولة الإنسان التي أراداها جلالة الملك لما تمتلكه من مقومات كبيرة قادرة على تحقيق طموحات وآمال أبناء الوطن وشبابه المتعطلين عن العمل وروئ قائدهم جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين .