القسم :
عربي - نافذة شاملة
نشر بتاريخ :
22/11/2019
توقيت عمان - القدس
10:47:31 AM
زاد بروز مظلوم عبدي إعلامياً
وسياسياً عقب إطلاق العملية العسكرية التركية "نبع السلام" في 9 تشرين
الأول/أكتوبر من العام الجاري، في ظل اهتمام سياسي وإعلامي دولي وإقليمي في البقعة
الجغرافية الممتدة من شرق نهر الفرات حتى الحدود السورية العراقية التركية.
قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، فرهاد
عبدي شاهين المولود في قرية حلنج الكردية التابعة لمدينة عين العرب كوباني شمال
شرق حلب عام 1967، لديه عدد من الأسماء المستعارة، مثل مظلوم عبدي ومظلوم كوباني
وشاهين جيلو، كما يملك رصيداً قوياً لدى التنظيمات الكردية، حيث تدرب منذ أعوام
طويلة في معسكرات حزب العمال الكردستاني متنقلاً في مواقع متعددة من جبال قنديل
شمال العراق، أبرز معاقل الحزب في الشرق الأوسط وأكثرها تحصيناً، لتعتقله أجهزة
الأمن التابعة للنظام السوري مرات عدة بمحافظة الحسكة، ويتم الإفراج عنه بعد ذلك.
لعل بداية شهرته إعلامياً هو قيادته «قسد»، الجناح العسكري للإدارة الذاتية
الكردية، لكن ذلك لم يكن كافياً بالنسبة لوسائل الإعلام العالمية ليتصدر الرجل
عناوينها.
تحدث عبدي خلال العملية التركية شمالي
سوريا، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر الهاتف، ليقوم ترامب بعدها بالإشادة
بذلك الاتصال، واصفاً فحوى المكالمة بأنها «ممتعة»، الأمر الذي أثار غضب الرئيس
التركي رجب طيب اردوغان ودفعه لمطالبة الولايات المتحدة بضرورة التعاون لتسليم
عبدي إلى أنقرة، كما قام اردوغان باتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي، معرباً عن
استنكاره لحديث ترامب مع «إرهابي متعامل مع حزب العمال الكردستاني» المصنف
إرهابياً لدى الولايات المتحدة.
ومما اغضب أنقرة ايضاً، مطالبة أكثر من
سيناتور أمريكي بضرورة منح تأشيرة دخول لعبدي إلى بلادهم «لمناقشة تطورات الوضع في
المنطقة».
ويقول الصحافي المطلع على الشأن التركي
سعيد الحاج لـ «القدس العربي»: «نلحظ مؤخراً من الجانب الأمريكي محاولة تلميع إن
كان لشخص عبدي أو لقواته، علاقة خاصة في مسألة قتل زعيم تنظيم الدولة أبو بكر
البغدادي». وأضاف أن «الموضوع ليس متعلقاً بشخص عبدي بل بمشروع قوات سوريا
الديمقراطية باعتباره مشروعاً أمريكياً لإعادة تأهيل حزب العمال الكردستاني
والتعويل عليه داخل سوريا وخارجها».
وأوضح الحاج، أن الولايات المتحدة نفسها
تصنف حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية، معتبراً أن «قسد» فكرة أمريكية
للتخفيف من الضغط التركي حيال العلاقة مع حزب العمال الكردستاني.
في المقابل، رأى الصحافي السوري الكردي
شيروان ملا إبراهيم أن منظومة الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا، تدار بشكل
جماعي من قيادات الصف الأول ولا تنحصر «بسلطة الشخص الواحد، بعكس التنظيمات الأخرى
الكردية أو الشرق أوسطية» على حد وصفه.
وأضاف إبراهيم أن «وجود مظلوم عبدي أو
ظهوره مؤخراً كشخص أول في قوات سوريا الديمقراطية لا يعني أن له الكلمة الفصل في
القرارات المصيرية وحده، بل أنها تدار من قبل مجموعة من قيادات الصف الأول، وغير
مستبعد أن نسمع عاجلاً أم آجلاً خبر تحويله إلى منصب آخر أو حتى ترفيعه».
الحقيقة الدولية – وكالات