القسم :
محلي - نافذة على الاردن
نشر بتاريخ :
16/10/2019
توقيت عمان - القدس
7:37:04 PM
"أنا ذاهبة للنهاية فإما النصر أو الموت، وإذا متُّ اشبعوا باعتقال جثتي إداريًا لمتى شئتم"، بلهجة التحدي هذه واجهت الأسيرة هبة اللبدي ضباط مخابرات الاحتلال الذين أبلغوها بقرار اعتقالها إداريًا خمسة أشهر.
اللبدي (24 عامًا) وهي أسيرة أردنية من أصول فلسطينية تقبع حاليًا في العزل الانفرادي بسجن (الجلمة)، وتخوض إضرابًا مفتوحًا عن الطعام منذ الـ 24 من أيلول/ سبتمبر الماضي رفضا لاعتقالها الإداري.
واعتقلت اللبدي على معبر الكرامة بتاريخ 20/8/2019 بينما كانت برفقة والدتها وخالتها في زيارة لفلسطين لحضور حفل زفاف ابنة خالتها بمدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، ولم تكن تدري أن زيارتها ستتحول إلى كابوس يطاردها.
انتهاكات جسيمة
في إفادتها لمحامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين، كشفت اللبدي عن انتهاكات جسيمة تعرضت لها منذ اللحظات الأولى لاعتقالها، امتهنت فيها كرامتها، وانتهكت إنسانيتها بشكل سافر.
وبينت أنها نقلت بعد اعتقالها للتحقيق في مركز "بتاح تكفا"، وخلال الـ 16 يوما الأولى من التحقيق كانت تخضع لجلسات طويلة ومرهقة يتناوب عليها عدد من محققي مخابرات الاحتلال من التاسعة صباحًا وحتى الخامسة من فجر اليوم التالي.
وتعرضت اللبدي لمختلف صنوف التعذيب الجسدي والنفسي، فقد كانت تخضع للتحقيق وهي مقيدة بكرسي مثبت بالأرض ما سبب لها آلامًا شديدة بالظهر والأيدي والرقبة.
وتقول: "المحققون كانوا يصرخون عليّ بصوت عال، ويبصقون عليّ، وينعتوني بأقذر الصفات ويسبوني".
ولجأ المحققون إلى الخداع للضغط عليها، بالقول إنهم اعتقلوا والدتها وشقيقتها، وبعد أن باءت محاولاتهم بالفشل، هدودها بالاعتقال الإداري المتكرر لسنوات طويلة، وحرمانها من العودة للأردن، وحرمان عائلتها من زيارتها.
وزيادة في الضغط عليها وضعت في زنزانة ضيقة وقذرة مليئة بالحشرات، بدون تهوية طبيعية وبلا شبابيك، وأعطيت ملابس متسخة ومنتنة، وكانت تنام على فرشة رقيقة بدون غطاء، ومضاءة 24 ساعة، عدا عن الصراخ والضجيج من الزنازين المحيطة.
أما الحمّام، فكان فصلا من فصول إذلالها كما تقول، فهو مثل القبر، مليء بالقذارات، وهو بحجم وقوف الشخص، ولا يوجد به مكان لتعليق الملابس، وبالخارج يقف سجانان وسجانة، وتقول: "كنت خائفة أن يُفتح الباب في أي لحظة".
ثبات رغم الألم
تنقلت اللبدي خلال فترة التحقيق التي استمرت 32 يومًا بين سجون (الجلمة) و(مجدو) و(بتاح تكفا) بهدف انتزاع اعتراف عند "العصافير".
مديرة معتقل "بتاح تكفا" دخلت على خط الضغط النفسي، فعندما أعيدت من عند العصافير، قالت لها: "إذا ما قدرتي تتحملي الوضع وبدك مهدئات ومنوّم بعطيك، لأنه الكل هون بوخذ مهدئات".
لكن اللبدي فاجأتها بصلابتها حينما قالت لها: "أعطيهم للمحققين الذين فقدوا أعصابهم وهم يحققوا معي، فهم يحتاجوه أكثر مني".
بعد انتهاء التحقيق، نقلت إلى سجن الدامون لتكون برفقة الأسيرات الفلسطينيات في قسم (3)، وبعد نحو أسبوع تم إبلاغها بقرار الاعتقال الإداري، والذي أعلنت خوضها الإضراب عن الطعام على إثره.
وكعقاب لها على الإضراب، نقلت إلى سجن (الجلمة) لتقبع في زنزانة انفرادية في ظروف غير إنسانية.
الظروف التي تعيشها في سجن (الجلمة) صعبة للغاية، فهي تعيش في زنزانة بمساحة 1×2 متر بلا تهوية، ورطوبتها عالية، ومليئة بالحشرات، ومسلط عليها أربع كاميرات على مدار الساعة.
الحقيقة الدولية – وكالات