القسم : فلسطين - ملف شامل
نبض تيليجرام فيس بوك
نشر بتاريخ : 21/03/2019 توقيت عمان - القدس 12:05:10 AM
انتهاكات المستوطنين تنغّص حياة مواطني الخليل
انتهاكات المستوطنين تنغّص حياة مواطني الخليل

في كل صباح، يصطحب الفلسطيني سمير دويك (38 عامًا)، أطفاله لمدارسهم، وفي الظهيرة ينتظرهم وقت خروجهم، خشية تعرضهم لاعتداءات المستوطنين اليهود، في البلدة القديمة من مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
دويك، الذي يعيش في حي «السهلة» القريب من المسجد الإبراهيمي بالبلدة القديمة، يشير لنقطة عسكرية وحواجز لا تبتعد عن بعضها بضعة أمتار، ويقول «حياة الفلسطينيين هنا باتت صعبة للغاية، في ظل انتهاكات يومية من قبل المستوطنين والجيش الإسرائيلي، تحولت حياتنا إلى نكد في البلدة القديمة» زادت حدته مؤخرًا، هكذا أكمل حديثه، واصفا حاله وغيره من الفلسطينيين بتلك البقعة، لا سيما منذ رفض إسرائيل التجديد لبعثة التواجد الدولي بالمدينة.
ويشتكي دويك كما بقية السكان، من منعهم من الوصول لمساكنهم بشكل آمن، وتعرضهم «للضرب والاعتقال والتفتيش، وحتى القتل».
وبجوار منزل دويك، توجد مساكن فلسطينية يعود عمرها للعهد العثماني، لكنها باتت الآن مسكونة من قبل عائلات يهودية، ادعت أنها اشترتها.
وفي الجوار، أيضًا، «مسجد السلطان»، الذي بات مغلقا بأمر عسكري إسرائيلي منذ سنوات طويلة، علاوة على عقارات قديمة مغلقة بذات الأمر.
ويشير دويك إلى أن اعتداءات المستوطنين في تزايد منذ رفض رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، تمديد عمل بعثة التواجد الدولي في الخليل.  حيث أعلن نتنياهو في 28 كانون الثاني، عدم التجديد لبعثة التواجد الدولي (TIPH)، العاملة في المدينة منذ 1994، بزعم أنها تعمل ضد إسرائيل.
وأعلنت السلطة الفلسطينية رفضها لقرار إسرائيل، الذي يقوّض اتفاقًا دوليًا وقعه الجانبان.
وتتألف القوة الدولية من 64 عنصرًا، وبدأت عملها في أعقاب المجزرة ارتكبها المستوطن الإسرائيلي، باروخ غولدشتاين، في 25 شباط 1994، داخل المسجد الإبراهيمي؛ ما أدّى إلى استشهاد 29 فلسطينيًا وجرح عشرات آخرين أثناء تأديتهم صلاة الفجر.
وفي هذا الصدد أوضح دويك «كان للبعثة دور في رصد ومتابعة ما يجري في البلدة القديمة، وتوثيق تلك الاعتداءات».
ويوثق دويك بكاميرا جواله المحمول تلك الجرائم، ويبثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حسب قوله، ويضيف «في يد كل فلسطيني كاميرا هاتف يوثق تلك الاعتداءات لفضح الاحتلال».
كان الكهل عبد الرؤوف وزوز (65 عامًا)، يسير بالقرب من المسجد الإبراهيمي، ويمر عبر حاجز عسكري ويخضع للتفيش قبل دخوله للمسجد.
ووزوز ولد وعاش في البلدة القديمة من مدينة الخليل، وفي ذاكرته حكايات يقول إنها مليئة بالأحداث الجميلة والصعبة معًا.
وبينما كان يتحدث، يشير وزوز إلى بركة ماء ضخمة تدعى «بركة السلطان»، ويقول: «كنا صغارًا ننزل نسبح فيها، نلعب ونلهو، كانت البلدة القديمة تعج بالحياة، عشنا أجمل الأيام».
يتنهد ويكمل «أنظر اليوم تحولت لخراب، نمنع من البناء والترميم، وحتى من ركوب المركبات، حرام علينا كل شيء حلال للمستوطنين».
ويتابع «قبل بضعة أيام اعتدى مستوطنون على محل بقالة، ووثقت الواقعة بكاميرا الجوال».
وفي الجوار يلهى أطفال عائدون من مدارسهم في الشوارع، يقول «مسموح لنا أن نصل حتى تلك الشجرة ومن يعديها (يتجاوزها) يصبح في مرمى رصاص الجيش الإسرائيلي، هذا هو شارع الشهداء».
ويوجد في الخليل نحو 100 حاجز عسكرية في كيلو متر مربع واحد، وفق إعلام محلي.
ويسكن في البلدة القديمة بالخليل نحو 400 مستوطن متطرف في أربع بؤر استيطانية بحماية 1500 جندي إسرائيلي، وهجر نحو ألف فلسطيني من البلدة نتيجة سياسة التضييق والإذلال والاعتداءات اليومية من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال.

الحقيقة الدولية - وكالات

Thursday, March 21, 2019 - 12:05:10 AM
المزيد من اخبار القسم الاخباري

آخر الاضافات


أخبار منوعة
حوادث



>
جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023