نشر بتاريخ :
17/03/2018
توقيت عمان - القدس
3:10:10 PM
بقلم: الدكتور فايز أبو حميدان
بعضنا يعتقد ان اوجاع الراس العنقودية او الشقيقة مسألة مزاجية او نفسية ولكن من يمر في مراحلها يعرف بأنها مرض صعب للغاية فإلى جانب الاوجاع ( النصفية ) الشديدة في الرأس والضغط على العيون والتقيؤ يرافقها أعراض كثيرة كانعدام المقدرة على النوم والارهاق الشديد وتعكير المزاج.
ان الشقيقة وأوجاع الرأس العنقودية تنشأ عادة في جذع الدماغ والتي يتم ايصالها عبر الاعصاب الثلاثية الى غشاء الدماغ ( قشرة الدماغ ) وخاصة الامامي واحياناً الى الرقبة والاكتاف وتقوم هذه الاعصاب بتكوين بروتين يدعى CGRP والذي يقوم بالالتصاق بقواعد موجودة في الغشاء العضلي للأوردة والشرايين، ويقوم بتوسعتها ورفع الضغط على الدماغ عبر حجز السوائل هناك واصابة الشرايين والاوردة بالتهابات وقد يتسبب هذا البروتين في نشوء الغثيان.
وقد تمتد حالات الوجع في الرأس حتى 72 ساعة متتالية تزداد في حالات الإرهاق الجسمي. وللشقيقة أسباب وراثية أو بيئية أو حتى هرمونية وأحياناً أسباب عضوية في الدماغ والانف والرقبة، تشكل النساء حوالي 65% من المصابين والرجال 35% يتم علاج وجع الرأس النصفي أو العنقودي عبر مسكنات للآلام والتي تنجح في الحد من شدة الاوجاع ولكنها ليست دائماً مساعدة ويستخدم أحياناً الكورتيزون، ويوجد أيضاً علاجات وقائية قبل حدوث الشقيقة مثل العلاج بالهرمونات بالسيروتونين وممارسة الرياضة والعلاج النفسي وتمارين الراحة مثل اليوغا والعلاج بالإبر الصينية، ولكن الأبحاث العلمية الجديدة تركز الجهد على إيجاد لقاح لعلاج الأسباب وهذا يتم عبر حقن الجسم بمواد مناعية تسمى الاجسام المضادة والتي تقوم بدورها بوظيفتين الأولى إعاقة عمل البروتين CGRP ومنعه من الالتصاق بما يسمى المستقبل في جدار الشريان Receptor، اما الوظيفة الثانية فهي التصاق هذا البروتين في المستقبل نفسة ومنعه من استقبال البروتينات القادمة من العصب الثلاثي وبذلك منع نشوء الالتهابات في جدار وأنسجة الشرايين والاوردة.
ومن الشخصيات العالمية التي كانت مصابة بالشقيقة الملحن الكلاسيكي الألماني ريشارد فاغنر والرسام الاسباني سلفادور دالي والشاعر التشيكي فرانز كافكا والممثل البريطاني هاري بوتر " الشاب وانيل راد ليف".