القسم :
محلي - نافذة على الاردن
نشر بتاريخ :
24/11/2017
توقيت عمان - القدس
1:02:06 AM
"ربيحات و النحاس ": "صفقة القرن" إذا تمت فستكون "نكبة" جديدة للفلسطينيين... فيديو
الحقيقة الدولية – عمان
اتفق الكاتب والمحلل السياسي ووزير التنمية الاسبق الدكتور صبري ربيحات و المحلل السياسي الدكتور محمد النحاس على ان"صفقة القرن" إذا تمت فستكون "نكبة" جديدة للفلسطينيين
ربيحات قال أنه تم تغييب الأردن عن "صفقة القرن" الأمريكية، وهو المعني تماماً في هذا الموضوع كون فلسطين كانت غالبيتها جزءاً من المملكة الأردنية الهاشمية، وأن هناك إرتبطاً تاريخياً وعضوياً بين الأردن وفلسطين في عدة قضايا مهمة والتي من الصعب جداً البت فيها بدون وجود الأردن.
وأكد خلال برنامج " واجه الحقيقة" مساء الخميس من تقديم المحامي طارق ابو الراغب أن هناك شيء ما يحدث خلف المسارح الظاهرة لنا، وكل ما نتعامل معه هو بعض التسريبات حول وجود نقاش واتفاق هيكل لحل للقضية الفلسطينية، ولا نعرف الكثير من المعلومات لأنه لم يُصرَّح رسمياً بذلك، وغالباً جزء من إنضاج أي مقترح أو مشروع هو إيجاد تسريبات لقياس الرأي العام بما يسمى "بالونات الإختبار"، وما هو واضح لنا أن هناك أربع شركاء في هذه الصياغة، وهناك أربع شركاء رئيسيين مغيَّبين، أما الشركاء الأربعة الظاهرين فهم: القيادة الأمريكية، قيادة حزب الليكود "الإسرائيلي"، أطراف عربية موقعها في الخليج العربي وليس من الناس المعنيين تقليدياً وتاريخياً في هذا الموضوع. والمملكة العربية السعودية تعتبر نفسها وريثة المبادرة العربية التي صدرت عن مؤتمر القمة وبصياغة سعودية في بداية القرن، والفلسطينيين الذين تم إطلاعهم على ملامح هذه "الصفقة".
وأضاف ربيحات أن الأطراف المغيَّبة في هذه "الصفقة" هي: الأردن أولاً، وهو معني تماماً، ففلسطين التي يتم التفاوض عليها غالبيتها كانت جزءاً من المملكة الأردنية الهاشمية، وهناك إرتبطاً تاريخياً وعضوياً بين الأردن وفلسطين في قضايا القدس واللاجئين والحدود والمياه وغيرها من القضايا التي من الصعب جداً البت فيها. والطرف الثاني الغائب عن هذه الساحة هي الأمة العربية برمتها والمتمثلة في جامعة الدول العربية التي كانت الرديف والحاضنة والقاعدة والشريك في كل الصراعات العربية الإسرائيلية في كل المفاصل، فالعرب ليسوا مراقبين في هذه المسألة. وروسيا، لاعب مهم وضامن أساسي. والأمم المتحدة وأوروبا.
وأشار د. ربيحات إلى حجم الإنحياز الأمريكي وخاصة من قبل الإدارة الأمريكية لبرنامج الصهيونية العالمية، وقال: نعرف أيضاً أن الفلسطينيين والعرب كانوا يريدون دائماً رعاية أمريكية، لكن يريدون شراكة عالمية للتخفيف من حدة هذا التحيُّز والتعصب والتأثير، والأمة العربية ليست في أحسن أوضاعها لإبرام هذه "الصفقة"، وهناك تعارض واضح في أجندات الأطراف المختلفة، فـ "إسرائيل" تريد أن تستثمر هذا الوضع الراهن لأمة عربية متهالكة، ونظام عربي على حافة التلاشي "إذا جاز القول"، وفلسطينيين في أسوأ الحالات، وإسرائيل إستراتيجيتها تاريخية هي خفض التوقعات العربية، لذا فهي غير معنية بسلام ولا بحل الدولتين، فهي معنية بابتلاع الأرض وتغيير المطالب والشروط من أجل أن يقبل بها العرب.
وبين الدكتور صبري ربيحات أن الرئيس الأمريكي بهذه "الصفقة" يريد أن يسجل نجاحات خارجية لأنه كان متهماً بضعفه في الملف الخارجي، وأنه رجل أعمال، وأثبت لهم أنه يستطيع الذعاب إلى أكثر المناطق عدائية
بدورة قال النحاس قال أن كل ما لدينا من معلومات حول "الصفقة" هي مجرد تسريبات ولا يوجد وثيقة رسمية واضحة تقول أن هذه هي "صفقة القرن"، لكن لدينا عوامل تقول لنا أن هناك احتمالات كبيرة لأن تكون هذه الصفقة موجودة على الطريق وأن هناك من يعمل باتجاهها، فأولاً، الرئيس "ترامب" يريد أن يسجل موقفاً تاريخياً لحسابه، وثانياً، الوضع العربي مثالي لتمرير أي شيء ضد العرب. ودعنا نقول: مالذي يُعرض في "صفقة العصر"؟، فعملياً مطروح على الفلسطينيين إقتراحين: الأول، حكماً ذاتياً لا يتضمن القدس الشرقية. وغور الأردن والمستعمرات الموجودة هناك ستبقى كما هي، والأراضي المقام عليها المستعمرات حالياً تابعة لـ "إسرائيل" وليست تابعة للفلسطينيين، أي 12 بالمئة بحد أقصى من مساحة فلسطين التاريخية تُعطى تحت الخيار الأول وهو الحكم الذاتي. والإقتراح الثاني هو أن تقام كونفدرالية (سياسية معينة) بين الأردن وفلسطين من جهة، وبين الأردن وبين مصر هذا إقتراح آخر، أي أن يكون هناك علاقة معينة بين غزة ومصر.
وأضاف النحاس أن الدور الأردني سيكون سياسياً عسكرياً، أي دور أمني، وهنا تأتي خطورة ما هو مطروح، لأنه إذا تم ذلك سيكون مطلوباً من الأردن حماية إسرائيل من أي شغب فلسطيني، وبهذا نضع الأردن في مكان حساس جداً. والجانب الآخر أن حق العودة واللاجئين يمنع البحث فيها. وعلى الدول التي تضم فلسطينيين أن يوطنوا هؤلاء الفلسطينيين فيها. وهذا يُعيدنا إلى قصص الوطن البديل، ليس في الأردن وحسب، بل في جميع الدول الموجودين فيها.
وأكد الدكتور النحاس أن هذه الصفقة إذا تمت فستكون نكبة جديدة، والتسريبات تقول أنها ستتم، فالرئيس الأمريكي جاء كرجل يعقد صفقات إلى أقصى الحدود وبالتالي هذه "الصفقة" واحدة من الصفقات التي يستطيع أن يُتمها. وزاد: كثير من المحللين السعوديين يتحدثوا عن ضرورة تقريب وجهات النظر بين السعوديين و"الإسرائيليين". والآن السعودية والإمارات يعتقدان أنهما يستطيعان أن يُديرا الشرق الأوسط بالطريقة التي يريداها.
وأوضح المحلل السياسي النحاس أن في إبعاد الأردن عن "الصفقة" قد أغفلوا مصدراً من مصادر القوة الكبرى التي قد تقف ضد هذه "الصفقة".