مدعوون لإجراء المقابلات الشخصية بمؤسسات حكومية .. أسماء هيئة روسية: عدد توابع زلزال كامتشاتكا وصل إلى 30 "التوجيهي".. اول امتحان بالنظام الجديد غدًا- تفاصيل جمعية البنوك: ارتفاع قروض السيارات إلى 1.8 مليار دينار بيانات : أكثر من 32 ألف تصريح عمل للاجئين السوريين في الأردن منذ بداية 2025 الذكاء الاصطناعي يكشف عن الفائز بالكرة الذهبية مؤتمر حل الدولتين: 15 شهرًا إطار زمني لتحقيق الدولة الفلسطينية الحوثيون يعلنون استهداف مطار بن غوريون "الإسرائيلي" بصاروخ بالستي فرط صوتي ملك المغرب: الشعب الجزائري شقيق وحل نزاع الصحراء توافقي لا غالب ولا مغلوب تحذيرات واسعة من تسونامي عقب زلزال عنيف قبالة كامتشاتكا الروسية إنحسار الأجواء الحارة وغيوم الجمعة ترامب: روسيا ستواجه عقوبات أميركية جديدة إذا لم تنه حرب أوكرانيا في 10 أيام تراجع الفاتورة النفطية في الأردن 1.9% خلال 5 شهور ترمب: زوجتي ميلانيا شاهدت الصور المروعة من غزة وترى أن أزمة القطاع "مروّعة" الأردن ينفذ إجلاءً بريًا لـ34 مريضًا من غزة برفقة 97 مرافقًا الأربعاء
القسم : محلي - نافذة على الاردن
نبض تيليجرام فيس بوك
نشر بتاريخ : 29/07/2025 توقيت عمان - القدس 8:34:17 PM
الكتابة على السيارات – فكاهة أم إحتجاج بصمت !!!!
الكتابة على السيارات – فكاهة أم إحتجاج بصمت !!!!

الحقيقة الدولية -  محمد فلاح الزعبي

أثناء تجوالك في شوارع المدينة، سواء كنت سائقًا أو عابرًا، ستلاحظ مشهدًا مألوفًا يتعمّق يومًا بعد يوم: عبارات مكتوبة على خلفيات او زجاج السيارات، تتراوح بين حكمة، غزل، شكوى، بيت شعر، أو حتى تندر على الأوضاع العامة. هذه العبارات باتت جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية على الطريق، تضفي بعض المرح على زحام المدن وحرارة الصيف، لتُحوّل الرحلة اليومية إلى ما يشبه استراحة ممتعة وسط الروتين.

 

لكن تلك الكلمات المكتوبة لا تكتفي بمجرد المرور العابر؛ فهي تحمل في طيّاتها رسائل صامتة من أصحاب السيارات إلى العالم من حولهم. غالبًا ما تعكس حالة نفسية أو اجتماعية، وقد تكون تعبيرًا عن موقفٍ أو رأي أراد السائق أن يوصله دون مواجهة مباشرة. بينما ينشغل الناس بمراقبة الطريق والطقس وحساب الأسعار، تأتي هذه الكتابات لتعبر عن حال المجتمع بطرق غير مُصرّحة لكنها بالغة الوضوح.

 

في البداية، قد يبدو الأمر مجرد تسلية عابرة. كلمات تستدر الضحك أحيانًا، أو تُحفّز التفكير أحيانًا أخرى. إلا أن هذه العبارات تحمل دلالات أعمق مما يبدو على السطح: بعضها اجتماعي، وبعضها سياسي أو نفسي، وأحيانًا تصل إلى مستوى التعبير العفوي عن الأزمات والآمال الشخصية.

 

من خلال ملاحظة هذه الكتابات، نجد أنها تتبع أنماطًا مكررة وتتعدد أهدافها وفق شخصية كاتبها وبيئته وظروفه. كل عبارة تُكتب لهدف معيّن: ربما رغبة في الإفصاح عن أمر جريء، أو إيحاء بفكرة دون تحدٍ مباشر، أو تفريغ مشاعر مكبوتة بطريقة بسيطة عبر نافذة أو زجاج السيارة الخلفي.

 

عدد كبير من هذه العبارات يميل إلى الحكمة والموعظة، مثل: *"سلامة الإنسان في حفظ اللسان"،* و*"اتق شر من أحسنت إليه"،* و*"الغربة عن الوطن كُفر".* غالبًا ما توحي هذه العبارات بأن كاتبها عاش موقفًا أراد تلخيصه بهذه العبارات، أو أنه يسعى لتذكير نفسه والآخرين برؤية أخلاقية معينة يريد ترسيخها في الفضاء العام.

 

في جانب آخر، يظهر نوع مختلف من الرسائل المبطّنة أو النداءات المباشرة ضد الحسد والفضول، مثل: *"يا ناظري نظرة حسد، أشكيك لواحد أحد".* هذه الطريقة تشير إلى الاعتقاد السائد بأن العين قد تكون مصدر خطر وخسارة، وتأتي كُل هذه العبارات كوسيلة للتعبير عن القلق بطريقة مرحة تقترب من النصائح الشعبية.

 

أما السخرية اللاذعة فتحتل مساحة بارزة في هذه الكتابات، حيث يستخدم الشباب روح الدعابة لتحويل المآسي إلى نكات تلقائية. أمثلة مثل: *"لا ترميِ وراي، شايف بالمراي"* أو *"رضا الوالدين أهم من رضا أبوك وأمك"* تُظهر حسًّا فكاهيًا يبتكر تناقضات لغوية ذكية تنجح في لفت الانتباه وتحريك الابتسامة. رغم ذلك، تحت هذه السخرية يكمن شعور بالإحباط أو عدم الرضا تجاه العلاقات الاجتماعية أو النظام التقليدي.

 

الوضع الاقتصادي أيضًا لم يغب عن هذه الثقافة. فلا تخلو بعض الكتابات من إيحاءات حسرة وسخرية تجمعهما بسلاسة، مثل: *"بنزين بالتنك ولا مليون بالتنك"* أو *"لا تصيبنا بالعين.. كله دين".* هنا تظهر أزمة المعيشة بقالب ساخر يعكس عمق التحديات التي تواجه أصحاب السيارات، خصوصًا السائقين الذين يعتمدون على مركباتهم كمصدر رزق وأداة تعبير صامتة عن الواقع الصعب.

 

الجانب العاطفي يأتي أيضًا في مشهد التعبير على السيارات. أسماء إناث مكتوبة بخط واضح: "رُبى"، "حنين"، "هالة"... هذه الكتابات تثير تساؤلات لدى المارين. هل هي حبيبة؟ زوجة؟ أم ذكرى حب قديم؟ في مجتمع محافظ لا يميل كثيرًا إلى البوح بمشاعره، قد تكون السيارة هذه المساحة الصغيرة الوحيدة للتحدث علنًا عن الوجد والإحساس.

 

بالتالي تصبح هذه الكتابات أشبه بمرايا صغيرة تعكس أعماق المجتمع وتظهر ما لا يُقال بصراحة في الحياة اليومية. بين الفلسفة والمرح، وبين الشكوى والغزل، تتحرك السيارات لتتحول إلى دفاتر متنقلة ومنابر شخص

Tuesday, July 29, 2025 - 8:34:17 PM
المزيد من اخبار القسم الاخباري

آخر الاضافات


أخبار منوعة
حوادث



>
جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025