نشر بتاريخ :
23/07/2025
توقيت عمان - القدس
7:44:23 PM
رسالتان في قوافل الإغاثة الأردنية.. إلى العالم: اكسروا حصار الاحتلال.. وإلى غزة: لن نترككم وحدكم!
الحقيقة
الدولية - محرر الشؤون المحلية
مرة أخرى، يثبت الأردن أنه قلب العروبة النابض، وأنه لا يعرف
المستحيل حين يتعلق الأمر بإغاثة الأشقاء الجائعين والمكلومين.
اليوم، وفي مشهد يختزل تاريخًا طويلًا من النخوة تجاه الشعب
الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة، الذي تربطه علاقات دم تاريخية مع أخوته الاردنيين
ضاربة جذورها في عمق التاريخ، انطلقت قافلة إغاثية أردنية ضخمة، تضم 36 شاحنة
محملة بأكبر كمية طحين تدخل القطاع، إلى جانب مواد غذائية، لتكسر الحصار الخانق،
وتبلسم جراح المحاصرين الذين أنهكتهم الحرب والجوع.
وبتوجيهات ملكية مباشرة، تحركت القوافل الأردنية واحدة تلو
الأخرى، لتقول للعالم: لن يترك الأردن اخوته وحدهم، ولن يصمت على بكاء الأطفال
الباحثين عن كسرة خبز في شوارع غزة المدمرة، وأن مصابهم يعتصر قلوب الأردنيين
غضباً وسخطاً على كيان الاجرام الصهيوني المارق.
يعرف الأردن تماماً، وبفطرته، كيف يجسد المعنى الحقيقي
للأخوة والوفاء، حيث تمتد أيادي الأردنيين البيضاء لتغيث من أنهكتهم آلة الحرب
الصهيونية، لتبعث في نفوسهم الأمل، بأن وراء هذا الليل الدامي فجراً قريباً يحمل
الخير والطمأنينة، وأن قلوبنا معكم، تنزف مع كل قطرة دم تنزف منكم!
قوافل المساعدات الاردنية اليوم، لم تكن وليد اللحظة، بل هي
استمرار لمسيرة ممتدة من الدعم اللامحدود الذي يقدمه الأردن لأشقائه في فلسطين،
دون فضل أو منّة، بل إيماناً راسخاً بأن قضايا الأمة واحدة، وأن الدم العربي لا
تقطعه حدود، ولا تفصل بينه أسلاك شائكة، ولا حواجز إسمنتية.
إنها رسالة بحجم الأردن الكبير، مفادها : أن معاناة أهل غزة
ليست قدراً مكتوباً، وأن الأردن – ملكاً وشعباً – سيظل الدرع والسند لكل من أعيته
الحروب وطحنه الحصار..
فمنذ عقود طويلة، حمل الأردن على عاتقه رسالة إنسانية لا
تعرف حدودًا، فلم تكن غزة ولا القدس ولا حلب ولا درعا أو أي قطر عربي، بعيداً عن
الوجدان الأردني.
وكان جلالة الملك عبدالله الثاني، في طليعة القادة العرب
الذين وقفوا مع أهل غزة في أحلك الظروف، يقود بنفسه طائرات الإغاثة، يشارك أبناءه
في حمل الصناديق، ويوجه الجيش العربي ليكون ذراع الخير الأقوى في ميادين الاغاثة
والدعم والاسناد والرحمة.
وبالتزامن، أرسل الأردن اليوم ، قوافل جديدة إلى جنوب سوريا،
محملة بالخير والرحمة، لتصل إلى قلوب أشقاء تقطعت بهم السبل في القرى والبلدات، في
تجسيد حي لشعار: "الهاشميون حيثما يكون الجوع والوجع.." ، فالنخوة
الأردنية لا تعرف الجغرافيا، وهي حاضرة حيثما وُجد من يطلب الغوث، وحاضرة .. حيثما
وجد عربي أو مسلم أو انسان، فالأردن بقيادته الهاشمية، إنما يجسد ضمير الأمة،
ويحمل على عاتقه إرث الأمة، كابراً عن كابر!