القسم :
محلي - نافذة على الاردن
نشر بتاريخ :
13/07/2025
توقيت عمان - القدس
7:57:12 PM
الحقيقة الدولية - ردّ الوزير ورئيس مجلس النواب الاسبق
المحامي عبدالكريم الدغمي على رسالة وجهها له الزميل الصحفي عبدالهادي راجي
المجالي.
الدغمي قال في ردّه:
أخي الحبيب عبد الهادي،
يسعد صباحك، انت لا تكتب لي، ولكنك كما ذكرت سابقاً تحاول
أن تستفز الحزن الساكن في قلبي على وطن بنيناه في الصدور ولم يبق لنا فيه غير
القبور !
غير أنني ملزم بأن أرد على الذين قالوا لك: إن عبد الكريم
وضعوه على الرف!
وعلى رأي الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري"، أي رف يتسع
لنا يا رفيق العمر المتعب؟
هل تذكر عندما قال أبو ذر لزوجته: عندما أموت ردي علي
ردائي، فاجابته : وأي رداء يتسع لك كفنا يا أبا ذر؟
ومن هم الذين وضعوني؟ وهل يجرؤ أي شخص على أن يضعني؟ لقد
وضعني عامة الناس في البرلمان 35 سنة متواصلة.. ولم يضعني أي شخص غيرهم.
فالحر يا صديقي، ليس دمية يفصل لها منصب بقدر ما تملك من
انبطاح!
أخي وصديقي،
أنت تتعمد أن تثير شجوني، فانا عشت الخمس وثلاثين سنة مع
الشعب الذي أرسلني نائباً عنه في البرلمان، ومع حكومات لا اذكر عددها، وقد حاولت
الاصلاح ما استطعت، الا أنني أمضيت هذه السنين، وأنا أدفع وجع المواقف حنظلاً يسري
في دمي. ويبدو أن قوى الفساد كانت واعترف - أقوى مني ومن بعض الذين كانوا يقفون
الى جانبي وأقف إلى جانبهم.
وانت شاهد على ذلك منذ بداية المسيرة!
وعليه فقد قررت ترك هذه المؤسسة بعد أن أصبحت ديكوراً
مشوهاً، وليته جميلاً! رغم أن الذين مثلتهم طيلة تلك المدى كانوا يصرون على بقائي
فيها... غير أنني قررت، وأنفذت قراري حتى لا أكون شاهد زور على ما يجري!
الحرية يا عبد الهادي أغلى ما يملك المخلوق من نعمة في هذا
الكون، فأن تكون حريتك معطلة، فلا نعمة منصب أو جاه أو مال يغنيك عنها !
وأنا اخترت حريتي، أما طريقي فأنا كنت قد اخترتها منذ زمان
بعيد ولا استطيع أن أبدلها وانا في خريف العمر، وانت تعرفها.
عاش الوطن، عاشت فلسطين حرة عربية من البحر الى النهر،
والأمل بهذه الامة باق ما بقيت الدنيا، وأعيد واكرر قول صديقنا مظفر:
إننا أمة لو جهنم صبت على رأسها واقفة ما حنى الدهر قامتها
ابداً ... إنما تنحني لتعين المقادير إن سقطت أن تقوم، تتم مهماتها الهادفة.
واسلم لاخيك عبدالكريم الدغمي