القسم : محلي - نافذة على الاردن
نبض تيليجرام فيس بوك
نشر بتاريخ : 14/06/2025 توقيت عمان - القدس 7:00:49 PM
هل يشعل "مضيق هرمز" شرارة الحرب العالمية الثالثة؟
هل يشعل "مضيق هرمز" شرارة الحرب العالمية الثالثة؟

 الحقيقة الدولية – المحرر السياسي

في ظل التصعيد العسكري الخطير بين إيران والكيان الإسرائيلي، لوّحت طهران اليوم بإغلاق مضيق هرمز، أحد أهم الممرات البحرية الحيوية في العالم، في خطوة قد تعطل حركة الملاحة في هذا الممر بالغ الأهمية، وتحمل معها تداعيات كارثية على أسواق النفط العالمية، وتفتح الباب أمام تصعيد سياسي وعسكري عالمي واسع النطاق.

التهديد الايراني جاء على لسان  مستشار القائد العام للحرس الثوري العميد محمد إسماعيل كوثري، الذي أكد أن بلاده تدرس بجدية إغلاق مضيق هرمز، مشيرًا إلى أن الأمر "قيد الدراسة"، وأن طهران "ستتخذ القرار المناسب بكل حزم".

ويعد مضيق هرمز الذي يقع بين إيران وسلطنة عُمان، ويربط الخليج ببحر العرب وخليج عمان، أحد أهم شرايين النفط في العالم، إذ يمر من خلاله أكثر من 20% من الإمدادات العالمية من النفط، إضافة إلى كميات ضخمة من الغاز الطبيعي المسال، لا سيما من دولة قطر، وفي حال قررت إيران إغلاق المضيق، فإن أسعار الطاقة ستشهد ارتفاعًا حادًا مع تعطل الإمدادات العابرة منه.

قناة IRIB TV3 الحكومية الإيرانية، كانت قد أفادت مساء الجمعة، بأن إغلاق مضيق هرمز من قبل إيران، ومضيق باب المندب من قبل الحوثيين بأنه "احتمال واقعي"، ردا على التصعيد الاسرائيلي.

من الناحية الاقتصادية، سيؤدي إغلاق مضيق هرمز إلى ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية قد تتجاوز 120 دولارًا للبرميل، ما سينعكس مباشرة على اقتصادات الدول الصناعية، ويرفع من معدلات التضخم، ويؤثر على سلاسل التوريد العالمية، كما سيتضرر الاقتصاد الخليجي بشكل خاص، نتيجة تعطل الصادرات النفطية التي تعد المصدر الرئيسي لميزانيات دوله.

سياسيًا، ستُقرأ هذه الخطوة الإيرانية على أنها تجاوز للخطوط الحمراء، ما قد يدفع قوى كبرى كالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى تحرك عسكري تحت ذريعة "حماية حرية الملاحة"، الأمر الذي قد يؤدي إلى انزلاق المنطقة – التي تعاني أصلًا من أزمات واحتقانات بالغة التعقيد – إلى مواجهات مفتوحة، في ظل غياب بوادر حل دبلوماسي شامل للأزمة النووية الإيرانية مع الولايات المتحدة، وللمواجهة العسكرية المتصاعدة أيضاً بين إيران من جهة، والكيان الإسرائيلي من جهة مقابلة.

في المقابل، سعت بعض دول الخليج إلى تقليل اعتمادها على المضيق من خلال تطوير خطوط أنابيب بديلة تمر عبر البحر الأحمر أو بحر العرب، إلا أن هذه البدائل لا تزال محدودة مقارنة بحجم التصدير عبر هرمز.

ويظل مضيق هرمز، بعمقه الجغرافي وحساسيته السياسية، عنوانًا دائمًا للتوتر المزمن في الخليج، ومؤشرًا دقيقًا على حجم الترابط بين أمن الطاقة والأمن الإقليمي والدولي.

والسؤال الذي قد تفتح إجابته "صندوق باندورا"، ويدخل المنطقة والعالم في مواجهة طاحنة، يطرح نفسه اليوم بقوة، لا سيما بعد إعلان الجارة النووية باكستان وقوفها إلى جانب إيران في مواجهتها العسكرية مع الكيان الإسرائيلي "بكل الوسائل الممكنة"، الأمر الذي يدفع نحو احتمالية انفلات الأمور في أي لحظة، ودخول لاعبين جدد بشكل مباشر في ميدان الصراع، كروسيا، والصين، وكوريا الشمالية من جهة، والولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، إضافة إلى الكيان الإسرائيلي من جهة أخرى، ما قد يُحول المشهد إلى مواجهة تاريخية كبرى، فهل سيكون إغلاق مضيق هرمز بمثابة الشرارة التي تشتعل منها حرب عالمية ثالثة لا تبقي ولا تذر؟

من الواضح تماماً أن قادمات الأيام حبلى بالأحداث الجسام، وتحمل معها الإجابة على هذا السؤال وغيره، لكن المؤشرات جميعها تصب نحو المزيد من التصعيد والاحتقان في المنطقة والعالم، وربما يكون الكيان الإسرائيلي الذي صعد إلى شجرة إيران، لن يكون قادرًا على النزول منها بسلام أبدًا!

 

Saturday, June 14, 2025 - 7:00:49 PM
المزيد من اخبار القسم الاخباري

آخر الاضافات


أخبار منوعة
حوادث



>
جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023