القسم :
محلي - نافذة على الاردن
نشر بتاريخ :
11/06/2025
توقيت عمان - القدس
8:38:36 PM
مندوبا عن جلالة الملك.. الهواري يفتتح “الملتقى الثامن للسياحة العلاجية والاستشفائية” – تقرير تلفزيوني
الحقيقة الدولية - مندوبا
عن جلالة الملك عبدالله الثاني، افتتح وزير الصحة الدكتور فراس الهواري، الأربعاء،
أعمال المؤتمر الثامن للسياحة العلاجية والاستشفائية في الأردن، الذي تنظمه مجموعة
طلال أبو غزالة العالمية ومؤسسة طريق الرواد.
وقال
الهواري، خلال الافتتاح، إن جلالة الملك يولي السياحة العلاجية اهتماما خاصا،
لترسيخ موقع الأردن كمحطة متقدمة في الرعاية الصحية إقليميا وعالميا، وانطلاقا من
رؤية جلالته الاستراتيجية لدور الأردن في المنطقة كوجهة طبية متميزة لما يتمتع به
من بنية تحتية حديثة وكوادر بشرية مؤهلة ومنظومة صحية تتكامل فيها الكفاءة مع
الإنسانية، ومواقع استشفائية مختلفة ومتنوعة.
وأكد
أن الاهتمام الملكي بالسياحة العلاجية يتجلى في توجيهات جلالة الملك المستمرة
لتطوير القطاع الصحي، والسعي الدائم لتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال، مشيرا
إلى أن زيارة الدولة التي قام بها جلالته إلى الجزائر في كانون الأول 2022، شكلت
محطة مفصلية في مسار التعاون الصحي بين البلدين، وتعد مثالا مهما على اهتمام
جلالته بتدعيم السياحة العلاجية، وأسست لانطلاقة جديدة في تسهيل وصول المرضى
الجزائريين إلى المملكة لتلقي العلاج.
وبين
الهواري، أن الحكومة تبنت نهجا إصلاحيا واضحا لترسيخ بيئة جاذبة للسياحة العلاجية،
تمثل في تخفيف القيود عن الجنسيات المقيدة، وتكثيف اللقاءات مع ممثلي القطاعين
الصحي والسياحي، في إطار من التشاركية التي تعزز فرص النمو والاستقطاب، واستئناف
خطوط طيران مباشرة بين الأردن وليبيا بما يسهل حركة المرضى، ويدعم التبادل الصحي.
وأكد
أهمية التشاركية بتعزيز تنافسية الأردن في الأسواق الإقليمية والعالمية، وهو ما
بدأت ثماره بالظهور من خلال الإنجازات المتحققة على أرض الواقع، إذ اختارت منظمة
السياحة العالمية قبل عامين في البحر الميت، المملكة مركزا إقليميا أول للسياحة
العلاجية والاستشفائية، وهو تكريم يحملنا مسؤولية مواصلة العمل والتطوير والبناء
على ما تحقق.
وقال،
إن وزارة الصحة وبالتعاون مع الأطراف المعنية والشركاء الاستراتيجيين، أعدت
الاستراتيجية الوطنية للسياحة العلاجية للأعوام 2025–2027، التي تضمنت أربعة محاور
رئيسية تشمل الحوكمة، والتسويق والترويج، وتحفيز الاستثمار، ورفع جودة الخدمات،
مبينا أنه يجري حاليا العمل على عرض الاستراتيجية لإقرارها من قبل مجلس الوزراء.
وأشار
إلى أن المملكة تستعد بالتنسيق مع جامعة الدول العربية، لاستضافة اجتماع اللجنة
الفنية المعنية بالسياحة العلاجية، بهدف وضع إستراتيجية عربية موحدة تدعم التعاون
والتكامل بين الدول العربية في هذا المجال الحيوي.
ولفت
إلى إعداد أكثر من 100 حزمة علاجية مسبقة التسعير، تلبي مختلف احتياجات المرضى
الزائرين، لتعزيز الشفافية والوضوح، إلى جانب التحضير لإطلاق منصة
"سلامتك"، لتكون واجهة إلكترونية موحدة لخدمات السياحة العلاجية، ويشارف
العمل على إعداد نظام الطب الاستشفائي على الانتهاء، تمهيدا لتنظيم هذا المسار
بشكل مؤسسي متكامل.
وشدد
على أن القطاع الصحي في الأردن يشهد تطورا ملحوظا يعكس الجهود المشتركة التي
تبذلها مؤسسات القطاعين العام والخاص، والتي أسهمت في تعزيز مكانة المملكة كمركز
إقليمي للسياحة العلاجية.
وأوضح
أن أعداد المرضى القادمين للعلاج في الأردن في ارتفاع خلال السنوات الأخيرة، إذ
تضاعف عددهم تقريبا خلال أربع سنوات، فارتفع من نحو 111 ألف مريض عام 2020 إلى
أكثر من 225 ألفا عام 2024، بنسبة نمو تجاوزت مئة بالمئة.
ولفت
الهواري إلى أن البيانات الأولية للعام الحالي تظهر مؤشرات إيجابية على استمرار
هذا الاتجاه التصاعدي، إذ يتوقع أن يصل عدد المرضى الوافدين إلى المملكة نحو 290
ألفا، متجاوزا بذلك ما سجل في عام 2019، الذي بلغ آنذاك نحو 235 ألف مريض، مؤكدا
أن هذه الأرقام تعكس بوضوح تعافي القطاع الصحي الأردني من التحديات السابقة،
وعودته إلى أداء متميز يعزز من تنافسيته الإقليمية والدولية.
من
جهتها، قالت وزيرة السياحة والآثار لينا عناب، إن قطاع السياحة يشهد تحوّلا
متسارعا في أنماطه، مؤكدة أن جائحة كورونا شكّلت نقطة مفصلية أعادت ترتيب
الأولويات وسلّطت الضوء على العلاقة الوثيقة بين السياحة والصحة والطبيعة
والاستشفاء.
وأضافت،
إن المسافر المعاصر اليوم يبحث عن تجارب متكاملة تعزز الصحة الجسدية والنفسية
والروحية، مشيرة إلى أن قيمة سوق السياحة الاستشفائية قد تصل إلى 1.4 تريليون
دولار أميركي بحلول 2027، ما يعكس تحوّلاً عالمياً حقيقياً في هذا الاتجاه.
وأوضحت
أن الأردن مؤهّل بقوة لهذه المرحلة نظراً لما يمتلكه من إرث طبيعي وثقافي غني،
يشمل البحر الميت وينابيع ماعين والحمة، وصولاً إلى صحارى وادي رم ومرتفعات
الشمال، إلى جانب أسلوب الحياة الأردني الصحي القائم على المنتجات المحلية والضيافة
والتواصل الاجتماعي.
وبيّنت
عناب أن وزارة السياحة أطلقت استراتيجية شاملة لتطوير السياحة الاستشفائية تتضمن
حملات ترويجية، وتحديث البنية التحتية، وبناء تجارب تدمج بين الطبيعة والغذاء
والمجتمعات المحلية، مؤكدة أهمية بناء منظومة مرنة ومتطورة تجعل من الأردن وجهة
استشفائية عالمية متميزة.
بدوره،
قال طلال أبوغزالة إن القطاع الطبي في الأردن له مستقبل واعد، وإن المؤتمر يسلط
الضوء على الفرص والتحديات التي تواجه هذا القطاع المهم، مشيرا إلى أهمية القطاع
ودوره في دعم الاقتصاد الأردني ومساهمته في الناتج القومي الإجمالي.
وشدد
على أن الأردن يتميز بالبنية التحتية للمستشفيات والكوادر الطبية الكفؤة والمتميزة
في مختلف التخصصات الطبية، إضافة إلى توفر الأدوية والمستلزمات الطبية التي تضاهي
الدول المتقدمة.
من
جانبه، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة طريق الرواد ومؤسس المؤتمر، أيمن عريقات، إن
المؤتمر يجمع الأطراف ذات الصلة لإبرام اتفاقيات ومذكرات تفاهم مختلفة، مؤكدا
أهمية حضور أصحاب القرار والمسؤولين عن إيفاد المرضى للعلاج في الخارج، وعدد من
شركات التأمين العربية والعالمية والقطاعات المختلفة ذات الصلة بالقطاع الطبي،
بالإضافة إلى السفراء والملحقين الصحيين الموجودين في الأردن.
وخلال
مشاركته في المؤتمر، عرض رئيس مجلس إدارة المجموعة الأردنية المهندس صخر العجلوني
لرؤية المجموعة لتطوير منطقة البحر الميت كمركز إقليمي للسياحة الاستشفائية،
مستعرضًا الخصائص البيئية والطبيعية الاستثنائية للمنطقة، ومنها ارتفاع نسبة
الأكسجين التي تفوق المعدل العالمي بـ 18 بالمئة، ووفرة الأملاح والمعادن ذات
الفوائد العلاجية.
وأشار
إلى وجود فرص استثمارية واعدة، من ضمنها إقامة منشآت ومرافق استشفائية متخصصة،
مشددًا على أهمية الاستفادة من التسهيلات والحوافز التي تقدمها المجموعة في
المناطق التنموية.
وأكد
أهمية الدعم الحكومي وتدريب الكوادر المؤهلة لضمان تقديم خدمات علاجية واستشفائية
بمعايير عالمية، تعزز مكانة الأردن في هذا المجال الحيوي.
وعلى
هامش المؤتمر، افتتح الهواري معرضا متخصصا شارك فيه عدد من المستشفيات الخاصة
والحكومية والشركات والمؤسسات ذات الصلة بالصناعات الدوائية والتجهيزات والمعدات
الطبية وشركات التأمين والمختبرات الطبية ومؤسسات مصرفية وإعلامية من داخل وخارج
الأردن.
وشمل
المؤتمر عدداً من الجلسات تناولت أهمية الاستثمار في القطاع الصحي وتعزيزه، وأهم
مستجدات القطاع، وما يتمتع به من مستوى متقدم وخدمات متميزة على المستويين
الإقليمي والعالمي.