القسم :
فلسطين - ملف شامل
نشر بتاريخ :
25/05/2025
توقيت عمان - القدس
4:01:19 PM
كشفت هيئة
شؤون الأسرى والمحررين عن ظروف إنسانية مروعة يتعرض لها الأسرى المرضى في سجن
"النقب" التابع للاحتلال، حيث يواجهون الإهمال الطبي المتعمد والمعاناة
الشديدة منذ بدء العدوان الهمجي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر عام 2023. هذه
الظروف تتفاقم يومًا بعد يوم، لتشكل جريمة حرب جديدة تُضاف إلى سجل الاحتلال
الأسود.
وأوضحت الهيئة
أن محاميها زار الأسير أحمد أبو مطاوع (27 عامًا) من بلدة طوباس، الذي يعاني من
مرض الجرب (سكابيوس) منذ عام كامل. ورغم خطورة حالته، لم يتلق أبو مطاوع أي علاج
فعال إلا قبل شهرين، دون أن يطرأ عليه أي تحسن يذكر. بل على العكس، تدهورت صحته
بشكل كبير، وانتشرت الدمامل على كافة أنحاء جسده، وأصبح يعاني من ضعف عام وعدم
القدرة على المشي، وضعف حاد في النظر، مما تسبب في سقوطه داخل الحمام قبل شهر وكسر
أنفه. يضاف إلى ذلك خسارته ما يقارب ثلاثين كيلوغرامًا من وزنه بسبب سوء التغذية
المتعمد. يذكر أن الأسير أبو مطاوع معتقل منذ تاريخ 2 يوليو 2002، ومحكوم بالسجن
27 عامًا.
معاناة
متفاقمة: إهمال طبي ممنهج
تتعدد قصص
المعاناة داخل سجون الاحتلال، حيث يشتكي الأسير صالح حامد (41 عامًا) من بلدة
سلواد شرق رام الله، من آلام شديدة في الظهر بسبب معاناته من الديسكات. كما سبق أن
أصيب بمرض "السكابيوس" وتعافى منه مؤخرًا، مما يسلط الضوء على تفشي
الأمراض الجلدية بسبب الظروف غير الصحية داخل المعتقلات.
الأسير بسام
سلامة من نابلس، والمعتقل منذ 11 يوليو 2024، هو الآخر يعاني من مرض
"السكابيوس" وانتشار الدمامل بشكل كبير منذ 20 سبتمبر 2024. ورغم إعطائه
حبة دواء ومرهمين قبل يومين من زيارة المحامي، إلا أنه لم يشف بعد، وخسر ما يقارب
عشرين كيلوغرامًا من وزنه نتيجة سوء التغذية الممنهج.
كما يواجه
الأسير غسان الشيخ قاسم (26 عامًا) من نابلس آلامًا مبرحة في ضرس العقل تمتد إلى
الفك، ورغم مطالبه المتكررة لإدارة السجن بعرضه على العيادة أو إعطائه مسكنًا، إلا
أن طلباته قوبلت بالتجاهل التام، في استهانة واضحة بحياة الأسرى.
ولم تسلم حتى
الحالات الصحية الحرجة من هذا الإهمال، فالأسير فراس دار الحج من مخيم عايدة في
بيت لحم، يعاني أيضًا من مرض "السكابيوس" الذي يسبب له حكة شديدة ودمامل
في رجليه. وهو بحاجة ماسة إلى دواء خاص لأنه تبرع بكليته في السابق، ورغم ذلك،
يعاني من نقص حاد في وزنه بلغ عشرين كيلوغرامًا.
إن هذه
الشهادات المروعة تكشف عن سياسة الإهمال الطبي المتعمد الذي يمارسه كيان الاحتلال
بحق الأسرى الفلسطينيين، في محاولة لكسر إرادتهم وقتلهم ببطء داخل السجون. إنها
دعوة عاجلة للمؤسسات الحقوقية الدولية للتحرك الفوري لإنقاذ حياة هؤلاء الأسرى
ووضع حد لجرائم الاحتلال المستمرة.
الحقيقة
الدولية - وكالات