نشر بتاريخ :
24/05/2025
توقيت عمان - القدس
9:11:00 PM
كشفت دراسة حديثة من جامعة أوبسالا
السويدية عن آلية مقلقة تربط بين قلة النوم وأمراض القلب، حيث توصل الباحثون إلى
أن ثلاث ليالٍ فقط من النوم المتقطع (حوالي 4 ساعات في الليلة) كفيلة بإحداث
تغيرات خطيرة في الدم ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
في هذه الدراسة الدقيقة التي أجريت على
16 شابًا يتمتعون بصحة جيدة، لاحظ الباحثون ارتفاعًا ملحوظًا في مستويات
البروتينات الالتهابية في الدم بعد فترات الحرمان من النوم. وهذه البروتينات، التي
ينتجها الجسم عادة كرد فعل للتوتر أو مكافحة الأمراض، تتحول إلى خطر حقيقي عندما
تظل مرتفعة لفترات طويلة، حيث تساهم في تلف الأوعية الدموية وترفع احتمالات
الإصابة بقصور القلب وأمراض الشرايين التاجية واضطرابات نظم القلب. المثير للقلق
أن هذه التغيرات السلبية ظهرت حتى لدى الشباب الأصحاء، وبعد بضعة ليالٍ فقط من
النوم غير الكافي.
كما اكتشف الباحثون أن التمارين
الرياضية تفقد جزءًا من فوائدها المعتادة عندما لا يحصل الجسم على قسط كافٍ من
النوم، حيث ضعفت الاستجابة الطبيعية للبروتينات الصحية مثل "إنترلوكين-6"
و"عامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ" (BDNF)،
التي تدعم صحة القلب والدماغ.
والأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فقد وجد
الفريق البحثي أن توقيت سحب عينات الدم يلعب دورًا مهمًا في النتائج، حيث اختلفت
مستويات البروتين بين الصباح والمساء بشكل أكثر وضوحًا في حالات الحرمان من النوم.
ويسلط هذا الاكتشاف الضوء على مدى تعقيد العلاقة بين الساعة البيولوجية للجسم
وعملياته الكيميائية الحيوية.
وتأتي هذه الدراسة كجرس إنذار يؤكد أن
أجسادنا تدفع ثمنًا باهظًا للتضحية بساعات النوم من أجل العمل أو السهر أمام
الشاشات. وبالتالي، فإن النوم الجيد ليلًا ليس مجرد راحة، بل استثمار حقيقي في عمر
أطول وأكثر صحة، مما يعزز أهمية إعطاء أولوية كافية للراحة والنوم لتحقيق الرفاهية
العامة.
الحقيقة الدولية - وكالات