نشر بتاريخ :
24/05/2025
توقيت عمان - القدس
8:12:27 PM
اكتشف علماء
الأحياء الجزيئية في سويسرا أن سلالات الكوليرا الممرضة التي تسببت في عدة موجات
من تفشي المرض في أمريكا اللاتينية عند مطلع القرن الماضي، تمتلك ثلاثة أنظمة دفاعية
عالية الكفاءة ضد الفيروسات البكتيرية (العاتيات). هذا الاكتشاف يفتح آفاقًا جديدة
لفهم آليات انتشار الأوبئة وتطوير استراتيجيات وقائية.
كشفت دراسة
حديثة أجراها باحثون من المدرسة الفيدرالية التقنية العليا في لوزان (EPFL) عن الآلية التي مكنت سلالات الكوليرا من
التسبب في تفشيات وبائية كبيرة في أمريكا اللاتينية. ووفقًا للبيان الصحفي الصادر
عن المؤسسة البحثية السويسرية المرموقة، تمتلك هذه السلالات أنظمة دفاعية متطورة
تحميها من العاثيات (الفيروسات التي تهاجم البكتيريا).
في مطلع
تسعينيات القرن الماضي، تسببت إحدى سلالات الكوليرا القادمة من غرب إفريقيا في
واحدة من أكبر تفشيات المرض في بيرو ودول أخرى بأمريكا اللاتينية دون أن تكون
الأسباب واضحة. وقد توصل الخبراء في EPFL إلى استنتاج
مفاده بأن الانتشار السريع لهذه السلالة كان مرتبطًا بحصول ضمة الكوليرا (Vibrio cholerae) على عدة أنظمة مضادة للفيروسات من بكتيريا
أخرى.
وقد حقق هذا
الاكتشاف فريق من علماء الأحياء الجزيئية السويسريين بقيادة البروفيسورة ميلانيا
بلوكيش من مدرسة EPFL أثناء دراسة التفاعلات بين عدة سلالات من
ضمة الكوليرا وعاثيات مختلفة تهاجم البكتيريا بشكل شائع في الطبيعة. اهتم الباحثون
بمعرفة ما إذا كانت تختلف قدرة السلالات على مقاومة هذه الهجمات.
في هذا
السياق، برزت الفيروسات من عائلة ICP التي تساعد
الأطباء في الحد من انتشار الكوليرا في بنغلاديش ومناطق أخرى تشهد تفشيات متكررة.
وأظهرت التجارب بشكل غير متوقع أن الشكل الأكثر انتشارًا من هذه العاثيات، ICP1، لم يكن فعالًا ضد سلالات الكوليرا التي
سببت الوباء في أمريكا اللاتينية.
دفع هذا
الاكتشاف العلماء لدراسة تركيب الحمض النووي لهذه السلالات وتحليل الجينات
المسؤولة عن مكافحة العاثيات. وخلال هذا التحليل، اكتشفوا في جينوم ضمة الكوليرا
وجود ثلاثة أنظمة دفاعية مُكتسبة من ميكروبات أخرى تمنع فيروس ICP1 وغيره من الفيروسات المشابهة من الانتشار
بين كميات كبيرة من البكتيريا.
يجبر أول هذه
الأنظمة، المسمى WonAB، الخلايا المصابة على التدمير الذاتي قبل أن
يكمل الفيروس دورة تكاثره، مما يحمي الخلايا المجاورة من العدوى. أما النظامان
الآخران فهما مسؤولان عن التعرف على الحمض النووي الفيروسي ومحاربة مجموعة واسعة
من مسببات الأمراض. ويساعد كل ذلك هذه السلالات من الكوليرا على البقاء في بيئات
طبيعية وبشرية مختلفة، وهو ما يفسر، حسب العلماء، انتشارها السريع في أمريكا
اللاتينية في أواخر القرن الماضي.
الحقيقة
الدولية - وكالات