أصدرت محكمة صلح حقوق إربد قراراً قضائياً قطعياً يُلزم بلدية إربد الكبرى بدفع تعويض مالي لمواطن قدره 1581 ديناراً، وذلك بعد تعرضه لعقر كلب ضال.

جاء هذا الحكم عقب ثبوت مسؤولية البلدية القانونية في الرقابة والتعامل مع الكلاب الضالة ضمن حدودها الإدارية. واستندت المحكمة في قرارها إلى المادة (16/أ/24) من قانون الإدارة المحلية، التي تنيط بالبلديات مسؤولية الرقابة على الكلاب الضالة والوقاية من أخطارها، إضافة إلى إعداد أماكن إيواء خاصة بها، مع مراعاة أحكام قانون الرقابة والتفتيش على الأنشطة الاقتصادية والتشريعات ذات الصلة.

وتتلخص وقائع الدعوى في تعرض المواطن لعضة كلب ضال بشكل مفاجئ أثناء توجهه لأداء صلاة العشاء، مما أدى إلى إصابته بجروح وكدمات وآثار نفسية استدعت إسعافه إلى مستشفى الأميرة بسمة الحكومي. وحصل المواطن على تقرير طبي قطعي يفيد بتعطله عن العمل لمدة ثلاثة أسابيع نتيجة الإصابة، مما شكل أساس القضية والملاحقة القانونية.

من جانبه، أكد الناطق الإعلامي باسم بلدية إربد الكبرى، غيث التل، أن البلدية ستمتثل لأمر القضاء بتعويض المواطن بعد اكتساب القرار الدرجة القطعية.

وأشار التل إلى أن البلدية أوقفت منذ سنوات قتل الكلاب من خلال قنصها أو تسميمها بعد تعديل قانون الإدارة المحلية. ولفت إلى أن البلدية تواجه هذا التحدي بمفردها، وأنها غير قادرة على التعامل مع عشرات الشكاوى التي تصلها يومياً بسبب عدم توفر الإمكانيات. وأضاف أن كلفة تعقيم الكلاب بيطرياً تبلغ نحو 100 دينار للحالة الواحدة، وأن البلدية غير قادرة على تأمين المبالغ اللازمة لإيجاد مأوى مناسب للتعامل مع هذه الكلاب.

تأتي هذه القضية بعد حادثة مشابهة كلفت بلدية المزار الجديدة في محافظة إربد قرابة 4000 دينار، بسبب مهاجمة كلب ضال لمواطن وطفليه من منطقة "المزار"، وذلك كتعويض عن الضرر المعنوي والمادي الذي لحق بهم.

وكانت محكمة استئناف إربد قد أيدت قرار محكمة صلح حقوق المزار الشمالي بإلزام بلدية المزار بدفع مبلغ 3601 دينار للمدعين بدل التعويض عن الأضرار المادية والمعنوية، بالإضافة إلى الرسوم والمصاريف ومبلغ 181 ديناراً أتعاب محاماة، والفائدة القانونية بواقع 9% من تاريخ المطالبة حتى السداد التام.

وكان المواطن المتضرر قد تقدم بصفته الشخصية وبصفته ولي طفليه القاصرين بدعوى لدى محكمة صلح حقوق المزار الشمالي بمواجهة المدعى عليها (بلدية المزار الشمالي الجديدة ممثلة برئيس البلدية)، مطالباً بالعطل والضرر المادي والمعنوي. وقد تعرض المواطن وطفلاه للمهاجمة والعقر من قبل كلب ضال ومسعور، ونقلوا على إثر الحادث إلى مستشفى الأميرة بسمة، واحتصلوا على تقارير طبية بذلك. وحمّل المواطن البلدية المسؤولية عن مكافحة هذه الكلاب الضالة بموجب أحكام القانون، مشيراً إلى أن هذا الحادث ألحق به وبطفليه أضراراً معنوية واجتماعية، وتكبد نفقات ومصاريف علاج وبدل تنقلات.

الحقيقة الدولية – الرصد الاخباري