القسم :
فلسطين - ملف شامل
نشر بتاريخ :
14/05/2025
توقيت عمان - القدس
3:31:45 PM
كشفت مؤسسات
حقوقية عن استمرار سلطات الاحتلال في استهداف النساء الفلسطينيات من خلال حملات
اعتقال ممنهجة، تصاعدت بشكل غير مسبوق منذ بداية حرب الإبادة، حيث وثقت 525 حالة
اعتقال في صفوف النساء حتى تاريخ اليوم.
وأفاد نادي
الأسير بأن قوات الاحتلال لا تزال تعتقل 37 أسيرة فلسطينية، من بينهن أسيرتان حامل
في شهرهما الخامس، وهما ريماء بلوي من طولكرم، وزهراء الكوازبة من بيت لحم.
وأوضح النادي
في بيان له أن الأسيرتين بلوي وكوازبة تحتجزان في ظروف قاسية وصعبة داخل سجن
"الدامون"، وتتعرضان، كبقية الأسرى والأسيرات، لجرائم ممنهجة ومنظمة،
بما في ذلك جريمة التجويع التي ظهرت آثارها في إفاداتهما خلال زيارتهما الأخيرة في
السجن. كما تعانيان من سياسات السلب والحرمان الممنهجة التي طالت حتى احتياجاتهما
الأساسية.
وبيّن النادي
أن الأسيرة بلوي (31 عاماً)، وهي أم لطفلتين، اعتُقلت من منزلها في طولكرم في شهر
شباط/ فبراير 2025، بتهمة "التحريض" وفقاً لادعاءات الاحتلال. أما
الأسيرة كوازبة (37 عاماً)، وهي أم لثلاثة أطفال، فقد اعتُقلت بعد أن نصب جيش
الاحتلال حاجزاً عسكرياً عقب عودتها وعائلتها من أريحا في بداية شهر نيسان/ أبريل
2025. وقد مددت محاكم الاحتلال اعتقالهما عدة مرات، ومن المقرر عقد جلسة جديدة
للأسيرة بلوي في 15 حزيران/ يونيو 2025، فيما ستعقد جلسة محكمة جديدة للأسيرة
كوازبة في 18 أيار/ مايو 2025.
ولفت نادي الأسير
إلى أن الأسيرة بلوي تعاني من مشكلات صحية في الدم (الثلاسيميا)، بينما تعاني
الأسيرة كوازبة من مشكلات في الأعصاب وتحتاج إلى متابعة طبية مستمرة.
واعتبر النادي
استمرار اعتقال الأسيرتين بلوي وكوازبة "جريمة مضاعفة"، في ظل استمرار
منظومة السجون في ممارسة جرائم ممنهجة وسياسات وإجراءات تعذيب وتنكيل وقتل الأسرى،
دون استثناء للنساء والأطفال الأسرى. وأشار إلى أن المؤسسات الحقوقية تابعت على
مدار الشهور الماضية جرائم وانتهاكات غير مسبوقة بحق الأسيرات، تبدأ منذ لحظة
الاعتقال مروراً بالتحقيق والنقل إلى سجن "هشارون" المؤقت، وصولاً إلى
سجن "الدامون" الدائم.
كما تعاني
الأسيرات معاناة مضاعفة نتيجة حرمانهن من أطفالهن، حيث تواصل إدارة سجون الاحتلال
حرمان عائلات الأسرى والأسيرات من الزيارة منذ بدء الإبادة، مما يزيد من صعوبة
الظروف النفسية التي تواجهها العديد منهن.
وذكر النادي
أن استهداف النساء بتهمة "التحريض" المزعوم على مواقع التواصل
الاجتماعي، يمثل أبرز القضايا التي تصاعدت بشكل غير مسبوق منذ بدء الإبادة،
واستهدفت إلى جانب النساء مختلف فئات المجتمع الفلسطيني، وتحولت إلى أداة مركزية
لفرض المزيد من السيطرة والرقابة وتقييد حرية الرأي والتعبير. وأكد أن مفهوم
"التحريض" فضفاض ويستخدمه الاحتلال لتوسيع دائرة الاعتقالات التي طالت
الآلاف منذ الإبادة، ويشكل في جوهره شكلاً آخر من سياسة الاعتقال الإداري التي
طالت نساء وأطفالاً أيضاً، وبرزت كإحدى القضايا التي شهدت تحولاً تاريخياً منذ
الإبادة.
وحمّل نادي
الأسير سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير جميع الأسيرات، بمن فيهن
الأسيرتان بلوي وكوازبة، وطالب مجدداً المنظومة الحقوقية الدولية، وعلى رأسها
الأمم المتحدة، بضرورة استعادة دورها في مواجهة الفظائع والجرائم المستمرة التي
يرتكبها كيان الاحتلال، في ظل استمرار جريمة الإبادة الجماعية في غزة والعدوان
الشامل على الشعب الفلسطيني، وكذلك الجرائم الممنهجة بحق الأسرى والأسيرات في سجون
الاحتلال التي تمثل وجهاً آخر للإبادة وامتداداً لها.
تجدر الإشارة
إلى أن عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بلغ حتى بداية أيار/ مايو 2025
أكثر من 10 آلاف و100 أسير، من بينهم 3577 معتقلاً إدارياً.
الحقيقة
الدولية – وكالات