تواصل قوات الاحتلال عدوانها الغاشم على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ 104 على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم الـ 91، وسط تصعيد ميداني مستمر يتضمن اقتحامات متكررة وعمليات اعتقال واسعة وإجبار السكان على إخلاء منازلهم.

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال صعّدت من عملياتها العسكرية في مخيمي طولكرم ونور شمس، حيث سُمعت عدة انفجارات عنيفة خلال ساعات الليل وفجر اليوم داخل المخيمين، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف وقنابل صوتية وتحليق مكثف لطائرات التصوير، وسط حصار مطبق يمنع الحصول على تفاصيل دقيقة حول ما يجري في الداخل.

وخلال الأسبوع الماضي، شهد مخيم نور شمس عمليات هدم واسعة النطاق طالت العديد من المباني السكنية في حارات المنشية والمسلخ والجامع والعيادة والشهداء، وذلك ضمن مخطط الاحتلال لهدم 106 منازل ومبانٍ سكنية في مخيمي طولكرم ونور شمس. ولا يزال التوتر يخيم على المخيم وسط ترقب الأهالي لموجة جديدة من عمليات الهدم الممنهجة.

وفي سياق متصل، رُصدت تحركات مكثفة لآليات الاحتلال في شوارع المدينة خلال ساعات الليل، خاصة في الحي الشرقي وتحديدًا في مناطق دوار السلام ودوار المسلخ ودوار أبو صفية وشارع الحدادين ومحيط مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي.

وأجبرت قوات الاحتلال المواطنين في الحي الشرقي على إخلاء منازلهم التي تعود لعائلتي أبو صفية وأبو عقل، وتقع بمحاذاة حارة أبو الفول في مخيم طولكرم. كما هددت بهدم سور النصب التذكاري للشهيد أمير أبو خديجة في حال لم تتم إزالته من قبل الأهالي، علمًا بأن قوات الاحتلال كانت قد اغتالت الشهيد أبو خديجة في 23 آذار/ مارس عام 2023.

وشنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات طالت الشاب إبراهيم الشيخ علي من داخل مقهى في دوار المسلخ بالحي الشرقي، واقتادته إلى جهة مجهولة.

وفي ضاحية ذنابة شرق المدينة، انتشرت قوات الاحتلال بشكل واسع في محيط المدرسة الشرعية ومدرسة حليمة خريشة، حيث نفذت عمليات تفتيش دقيقة للمركبات وتدقيق في هويات ركابها، كما أطلقت النار بشكل متعمد على كاميرات المراقبة في المنطقة.

بالتوازي مع ذلك، تشهد المدينة على مدار الساعة تحركات مكثفة لآليات الاحتلال التي تجوب الشوارع الرئيسية، وخاصة شارع المحاكم ووسط السوق ودوار شويكة، وتعترض بشكل تعسفي حركة المواطنين والمركبات، وسط إطلاق أبواق مركباتها بشكل استفزازي وتعمد السير بعكس الاتجاه.

ويواصل الاحتلال الاستيلاء على المنازل والمباني السكنية في شارع نابلس والحي الشمالي المحاذي له، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية بعد إجبار سكانها على إخلائها قسرًا، مع تمركز آلياته في محيطها في ظل استمرار هذا الاستيلاء منذ أكثر من شهرين.

وقد أسفر العدوان الوحشي لقوات الاحتلال وتصعيده المستمر على مدينة طولكرم ومخيميها عن استشهاد 13 مواطنًا فلسطينيًا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات من المدنيين، وإلحاق دمار شامل بالبنية التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والنهب والسرقة.

كما تسبب هذا العدوان الإجرامي في حركة نزوح قسري لأكثر من 4200 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، تضم ما يزيد عن 25 ألف مواطن، وتدمير ما يزيد عن 400 منزل بشكل كامل و2573 منزلًا بشكل جزئي، إضافة إلى إغلاق مداخل المخيمين وأزقتهما بالسواتر الترابية، ما حولهما إلى مناطق معزولة تمامًا وخالية من مظاهر الحياة الطبيعية.

الحقيقة الدولية - وكالات