تواصل قوات الاحتلال الصهيوني لليوم الثامن والتسعين على التوالي عدوانها الشامل على مدينة طولكرم ومخيمها، بينما يرزح مخيم نور شمس تحت وطأة هذا العدوان لليوم الخامس والثمانين. ويشهد الوضع تصعيدًا ميدانيًا مستمرًا، وتحركات عسكرية مكثفة، وعمليات اقتحام واعتقال واسعة النطاق.

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت، فجر اليوم الأحد، ضاحية شويكة شمال مدينة طولكرم، ونفذت حملة مداهمات استهدفت عددًا من المنازل. وخلال هذه الحملة، اعتقلت قوات الاحتلال أربعة مواطنين فلسطينيين، بينهم أسيران سابقان كان قد أُفرج عنهما في اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، وهم: ايهاب شرفا، ومحمود كليبي، وغسان مهداوي، وأحمد رياض فريج.

وقد دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية ضخمة قوامها الآليات والجندة المشاة إلى داخل المدينة ومخيميها والضواحي المحيطة بها. ويترافق هذا الانتشار العسكري مع إطلاق نار كثيف بالرصاص الحي والقنابل الصوتية، بالإضافة إلى مداهمة المنازل والمحال التجارية وتفتيشها بشكل همجي، وتخريب محتوياتها، وإخضاع السكان المتواجدين فيها لعمليات استجواب قاسية وتنكيل واعتقال تعسفي.

وأكدت مصادر إعلامية أن مدينة طولكرم تشهد على مدار الساعة تحركات نشطة ومستمرة لآليات الاحتلال وجنوده المشاة، الذين يجوبون الشوارع والأحياء بشكل استفزازي، ويعرقلون حركة تنقل المواطنين ومركباتهم، ويلاحقونهم بشكل خاص في مناطق ميدان جمال عبد الناصر، ودوار الشهيد ثابت ثابت، وشارع نابلس، ودوار شويكة.

وفي سياق متصل، يشهد مخيما طولكرم ونور شمس والمناطق المحيطة بهما انتشارًا مكثفًا لقوات الاحتلال، وسط إطلاق نار متواصل وقنابل صوتية وضوئية، مع سماع دوي انفجارات متقطعة. ويتزامن ذلك مع حصار مشدد يفرضه الاحتلال على المخيمين، وإغلاق مداخلها الرئيسية بالسواتر الترابية، وما يصاحب ذلك من مداهمات وحشية للمنازل وتخريب لممتلكات السكان.

وكانت قوات الاحتلال قد أخطرت مساء الخميس الماضي بهدم 106 منازل وبنايات سكنية في المخيمين، منها 58 بناية في مخيم طولكرم، و48 منزلًا في مخيم نور شمس. وفي الوقت نفسه، تسبب العدوان المتواصل على المخيمين في حركة نزوح قسري واسعة النطاق لأكثر من 4200 عائلة، تضم أكثر من 25 ألف مواطن، بالإضافة إلى تدمير 396 منزلًا بشكل كامل و2573 منزلًا بشكل جزئي، وإغلاق مداخل المخيمين وأزقتهما بالسواتر الترابية.

وفي تطور خطير آخر، يواصل الاحتلال الاستيلاء على منازل ومبان سكنية تقع في شارع نابلس والحي الشمالي المحاذي له، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية بعد إجبار سكانها على إخلائها قسرًا، مع تمركز آلياتها وجرافاتها في محيط تلك المباني.

وقد أسفر العدوان الصهيوني وتصعيده المستمر على مدينة طولكرم ومخيميها حتى الآن عن استشهاد 13 مواطنًا فلسطينيًا، من بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في شهرها الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات من المواطنين، وإلحاق دمار شامل في البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والنهب والسرقة.

الحقيقة الدولية - وكالات