القسم :
علوم وتكنولوجيا
نشر بتاريخ :
30/04/2025
توقيت عمان - القدس
7:06:29 PM
تمكن فريق دولي من علماء الفلك للمرة
الأولى من اكتشاف سحابة كبيرة من الهيدروجين الجزيئي على مسافة قريبة نسبيًا من
نظامنا الشمسي، تقدر بحوالي 300 سنة ضوئية.
وتعتبر هذه السحابة الهيدروجينية
المكتشفة حديثًا أقرب جسم فضائي من نوعها إلى كوكب الأرض. وأوضحت جامعة روتجرز أن
رصد هذه السحابة، التي تتميز بانخفاض كبير في درجات الحرارة يسمح بتكثيف المادة
وتشكيل نجوم جديدة، سيوفر رؤى قيمة حول آليات تكوين النجوم الفردية والتجمعات
النجمية.
وقالت الأستاذة المساعدة بجامعة
روتجرز، بليكليزي بوركهاردت: "لقد نجحنا للمرة الأولى في اكتشاف سحابة جزيئية
من خلال الرصد المباشر للأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من جزيئات الهيدروجين. وهذا
الاكتشاف له أهمية خاصة لأنه يتيح لنا الآن مراقبة العمليات الديناميكية لتشكل
وتفكك السحب الجزيئية، وفهم كيفية تحويل المجرات لمادة الفضاء إلى نجوم وكواكب
جديدة".
وقد تحقق هذا الاكتشاف الهام أثناء
تحليل البيانات التي تم جمعها خلال مسح شامل للسماء بالأشعة فوق البنفسجية لدراسة
مناطق قريبة من نظامنا الشمسي، وتحديدًا ما يُعرف بـ "الفقاعة المحلية".
والفقاعة المحلية هي منطقة منخفضة الكثافة داخل مجرتنا درب التبانة، حيث يقع
نظامنا الشمسي والنجوم المجاورة له في الوقت الحالي.
ويعتقد العلماء أن هذه المنطقة قد
تعرضت لتسخين شديد وتأين شبه كامل نتيجة لانفجار نجم مستعر أعظمي حديث نسبيًا، وهو
الانفجار الذي أدى إلى نشوء النجم النابض الشهير "غيمنغا" في كوكبة
التوأمين.
ويرى العديد من علماء الفلك أن هذه
الفقاعة المحلية لا تحتوي فقط على تجمعات ساخنة من أيونات الهيدروجين، بل تضم
أيضًا سحبًا باردة وكثيفة تتكون من جزيئات الهيدروجين وجزيئات الجليد وحبيبات
المادة الصلبة، وهي المواد الأولية التي يمكن أن تتشكل منها نجوم وكواكب جديدة.
وقد لاحظ العلماء أن هذه التجمعات
"غير المرئية" من الغاز يجب أن تنتج أنواعًا محددة من الموجات في الجزء
البعيد من الطيف فوق البنفسجي عندما تتفاعل مع جسيمات الضوء عالية الطاقة القادمة
من مصادر أخرى في الفضاء. وبناءً على هذه الفكرة، قام العلماء بتحليل صور مفصلة
للفقاعة المحلية تم الحصول عليها باستخدام تلسكوب FIMS/SPEAR
الفضائي الموجود على متن القمر الصناعي الكوري STSAT-1.
وكشف التحليل الدقيق لهذه الصور عن
وجود سحابة كبيرة من الهيدروجين البارد والغبار تقع على أحد أطراف الفقاعة
المحلية، وتبعد عن كوكب الأرض حوالي 300 سنة ضوئية، وتقدر كتلتها بأكثر من 3400
مرة كتلة الشمس.
ووفقًا للتقديرات الحالية، يُتوقع أن
تبقى هذه السحابة لفترة قصيرة جدًا بمقاييس الكون الشاسع (حوالي 5 إلى 6 ملايين
سنة) قبل أن تتشتت وتتبدد بفعل العديد من العمليات الداخلية والخارجية. ويشير
علماء الفلك إلى أن وجودها العابر وعمليات تكوين النجوم المكثفة المحتملة داخلها
تجعل هذه السحابة هدفًا مثيرًا للاهتمام للمرصودات الفلكية المستقبلية.
الحقيقة الدولية - وكالات