القسم :
علوم وتكنولوجيا
نشر بتاريخ :
28/04/2025
توقيت عمان - القدس
7:08:12 PM
طرح الدكتور
ريتشارد لو من جامعة ألاباما في هنتسفيل فرضية جديدة تتحدى النظرية السائدة حول
نشأة الكون، حيث يرى أن الكون لم ينشأ نتيجة انفجار كبير واحد، بل تطور من خلال
سلسلة من انفجارات خاطفة أصغر حجماً ناتجة عن قوة الجاذبية.
وبفضل هذه
الانفجارات المتتالية، يرى الدكتور لو أن الكون يمتلئ باستمرار بالطاقة والمادة،
مما يؤدي إلى تشكيل المجرات والنجوم دون الحاجة إلى افتراض وجود المادة المظلمة أو
الطاقة المظلمة، وهما المكونان الغامضان اللذان يفترضهما النموذج الكوني القياسي
لتفسير بعض الظواهر الكونية.
ويشبه الدكتور
لو الكون في نظريته بفطيرة ضخمة لم تُخبز دفعة واحدة، بل على دفعات يتم فيها إضافة
مكونات جديدة في كل مرة تحدث فيها هذه الانفجارات الخاطفة.
وأوضح الدكتور
لو قائلاً: "إن هذه الانفجارات الخاطفة غير قابلة للرصد لأنها نادرة الحدوث
وسريعة بشكل لا يمكن التقاطه. وقد يكون هذا هو السبب وراء عدم اكتشاف المادة
المظلمة والطاقة المظلمة حتى الآن".
ويرى الدكتور
لو أن هذه الانفجارات الخاطفة تمثل "حُقناً" فورية للمادة والطاقة،
تتوزع بشكل منتظم عبر أرجاء الكون. وتخلق هذه الاندفاعات تذبذبات صغيرة تنمو منها
لاحقاً النجوم والمجرات. كما تولد هذه الاندفاعات أيضاً ضغطاً سلبياً، يعمل كقوة
شبيهة بالطاقة المظلمة، مما يجعل الكون يتمدد بوتيرة أسرع.
وتُعد هذه
النظرية الجديدة تحدياً جذرياً لأسس علم الكونيات الحديث، حيث تستغني عن مفهومي
المادة المظلمة والطاقة المظلمة اللذين عجز العلماء عن رصدهما بشكل مباشر لعقود،
وتقدم تفسيراً أبسط لتمدد الكون وتشكيل هياكله الكونية. وإذا ثبتت صحة هذا النموذج
الجديد، فإنه قد يحدث تحولاً جوهرياً في المنهجية المتبعة لدراسة الكون، حيث قد
ينتقل التركيز من الاعتماد الكبير على التلسكوبات الفضائية المتقدمة مثل
"جيمس ويب" إلى تطوير أدوات رصد أرضية قادرة على التقاط آثار هذه
الانفجارات الخاطفة. وتلتقي هذه النظرية أيضاً مع بعض الأفكار التي طرحها عالم
الفلك البريطاني الشهير فريد هويل حول نظرية الكون الثابت، ولكنها تتجنب التناقضات
التي تضمنتها نظريته.
الحقيقة
الدولية - وكالات