نشر بتاريخ :
25/04/2025
توقيت عمان - القدس
9:03:18 PM
في تحول مفاجئ، بدا الرئيس الأميركي
دونالد ترامب وكأنه يتراجع عن تصعيد حاد في حربه التجارية مع الصين، بعد أن أثارت
الرسوم الجمركية التي فرضها اضطرابات في الأسواق وخسائر فادحة للمستثمرين. وبينما
تذبذب الدولار وتراجعت السندات، عاد الذهب للتألق، لكن المفاجأة كانت في الصعود
الصاروخي للبتكوين، الذي تفوق على الأصول التقليدية.
هذا المشهد الاقتصادي المتقلب يطرح
تساؤلات حول مستقبل الملاذات الآمنة التقليدية، وهل ستفقد بريقها لصالح العملات
المشفرة؟ وهل باتت الأخيرة ملاذًا جديدًا في عالم يتسم بالتقلبات وعدم اليقين؟
منذ الثاني من أبريل الماضي، صعّد
ترامب لهجته ضد الصين، ورفع الرسوم الجمركية على سلعها إلى مستويات قياسية، وصلت
في بعض الحالات إلى 245 بالمئة. هذه الخطوة أثارت قلق المستثمرين، الذين سارعوا
إلى التخلص من الأصول الأميركية، ما أدى إلى دوامة من التقلبات وخسائر تقدر بنحو 5
تريليونات دولار.
الصين ردت على هذه الإجراءات بخطوات
مضادة، منها إلغاء طلبيات شراء الطائرات من بوينغ، والتوقف عن استيراد القمح
والغاز الأميركي، وفرض قيود على صادرات المعادن النادرة. هذه الإجراءات أدت إلى
ضغوط متزايدة على الاقتصاد والشركات الأميركية، وخرجت مظاهرات تطالب ترامب
بالتراجع عن هذه الحرب التجارية. وبالفعل لجأ ترامب إلى التهدئة.
الخبير الاقتصادي جيمي نوين، المؤسس
والرئيس التنفيذي لشركة نيو ون غلوبال فنتشرز، أوضح أن "التعريفات الجمركية
التي فرضها ترامب على المدى القصير ستؤثر على سوق الاستثمار بنسبة كبيرة، بسبب
حالة عدم اليقين في الأسواق وهذا الأمر له أضرار اقتصادية كثيرة على الشركات
العابرة للحدود". وأشار إلى أن "ترامب بهذه التعريفات الجمركية يهدف إلى
الإتيان بخصومه التجاريين إلى مائدة المفاوضات ويتصرف بوصفه رجل أعمال أكثر من
تصرفه بصفته قائد سياسي".
وبالنظر إلى أداء الأصول المختلفة، نجد
أن البتكوين حقق مكاسب كبيرة خلال الفترة الأخيرة، متفوقًا على العديد من الأصول
الأخرى، وبما يشير إلى تحول محتمل في نظرة المستثمرين إلى أدوات التحوط التقليدية،
حيث يبدو أن العملات المشفرة بدأت تجذب اهتمامهم كبديل يعبر عن عدم الثقة الكافية
في النظام المالي العالمي القائم.
وعن ذلك يقول جيمي نوين: "العملات
المشفرة تنحو منحاً لأن تحل محل الاقتصاد والاستثمار التقليدي. هذا قد يؤثر على
الذهب وانخفاض أسعاره؛ لأن الذهب قد يتعرض أو يتأثر بالتعريفات الجمركية بشكل
كبير. ومن ثم فإن الاستثمارات في القطاعات التقليدية قد تكون مخيفة ومرعبة
للمستثمرين ولكن العملات المشفرة قد يكون فيها تنوع وتعدد في الأصول وفي العملات
التي تستخدم وبالتالي تسهم في تنويع المحافظ الاقتصادية والاستثمارية".
ويشير أيضًا إلى أن البتكوين قد يشكل
تهديداً لسيادة الدولار الأميركي على المدى الطويل، خاصة إذا لم تنتبه الولايات
المتحدة إلى حجم ديونها، مردفاً: "الدولار الأميركي كان يعد هو العملة التي
تستخدم لحفظ الاحتياطي الأميركي، وإذا الولايات المتحدة لم تنتبه إلى حجم دينها
فهذا الأمر سيتفاقم، وسنرى دولاً أخرى تستحوذ أو تحقق مخزوناً كبيراً من البتكوين
لتكون احتياطياً لديها.. ولأن البتكوين تعد من العملات التي تستطيع أن تحقق بها
توازناً وتحافظ بها على اقتصادها بصفتها أصولاً رقمية، وهذا حدث بالفعل في
السلفادور وغيرها من الدول".
وعلى الرغم من الصعود الأخير للبتكوين،
يرى نوين أنه لا يزال هناك شكوك حول إمكانية اعتماده رسمياً ضمن احتياطيات البنوك
المركزية في المستقبل القريب، موضحاً أن "الذهب ما يزال هو الاحتياطي الأساسي
وذلك بسبب أنه مستقر ولأن الدول تتعامل على أساسه فهو حتى الآن الوسيلة الأساسية
للاحتياطي ولحفظ الأصول".
وعبر في الوقت نفسه عن سعادته بتجربة
دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال تشريع وتنظيم الأصول المشفرة، مؤكداً أن
دولة الإمارات العربية المتحدة دولة رائدة في التشريع وإصدار النظم القانونية التي
تحافظ بها على الأصول المشفرة.
الحقيقة الدولية - وكالات