القسم :
علوم وتكنولوجيا
نشر بتاريخ :
21/04/2025
توقيت عمان - القدس
7:42:12 PM
تمكن باحثون من أوروبا والولايات
المتحدة من تحقيق إنجاز علمي هام يتمثل في تطوير شريحة إلكترونية مرنة، قابلة
للغرس في الدماغ، بهدف المساعدة في علاج المشكلات المتعلقة بضعف السمع لدى
الإنسان.
وأعلن معهد لوزان للعلوم التطبيقية في
سويسرا، في بيان رسمي، عن هذا التطور العلمي الهام، مشيرًا إلى أن "علماء من
معهدنا، بالتعاون مع علماء أمريكيين، نجحوا في تطوير شريحة مرنة تتكون من أقطاب
كهربائية دقيقة، يمكن توصيلها بالجزء المسؤول عن حاسة السمع في الدماغ لدى كل من
البشر والقردة".
من جانبها، أوضحت الأستاذة في معهد
لوزان السويسري، ستيفانيا لاكور، أن "ابتكار غرسة دماغية مرنة يتم تثبيتها في
جذع الدماغ يمثل خطوة حاسمة في مسيرة تطوير أنظمة استعادة السمع للمرضى الذين لا
يمكنهم الاستفادة من القوقعة الاصطناعية لأسباب طبية مختلفة". وأضافت لاكور
أن "نجاح اختبار هذه الشريحة المبتكرة على قرود المكاك يشير إلى وجود فرصة
واعدة للانتقال بهذه التقنية إلى مرحلة الاختبارات السريرية على البشر، وهو ما
يبعث الأمل لدى الكثيرين ممن يعانون من مشكلات في السمع لاستعادة قدرتهم على السمع
بشكل كامل".
وأشارت العالمة إلى أن الأطباء
استخدموا على مدى العقود الأربعة الماضية ما يُعرف بعمليات زراعة القوقعة لمساعدة
الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع، حيث تعتمد هذه العمليات على أجهزة تقوم بتحويل
الإشارات الصوتية إلى نبضات كهربائية تنتقل عبر أقطاب كهربائية دقيقة إلى قوقعة
الأذن الداخلية، ليتم قراءتها بعد ذلك بواسطة الخلايا العصبية السمعية. إلا أن هذه
العمليات لم تحقق نتائج مرضية لدى بعض الأشخاص، وهو ما دفع العلماء لسنوات طويلة
نحو تطوير شرائح إلكترونية قادرة على الاتصال المباشر بالدماغ لعلاج مشكلات السمع.
وقد واجهت الجهود السابقة تحديات تتعلق
بصلابة هذه الشرائح وصعوبة اتصالها بأنسجة الدماغ الرقيقة. للتغلب على هذه
المشكلة، قام العلماء في معهد لوزان، بالتعاون مع زملائهم الأمريكيين، بتطوير
أقطاب كهربائية وموصلات مرنة تعتمد على أغشية رقيقة جدًا مصنوعة من البولي إيميد
والبلاتين. تتميز هذه المواد بقدرتها على تكييف شكلها لتتلائم بدقة مع تلافيف دماغ
كل مريض على حدة. وقد قام العلماء بصنع نماذج أولية من هذه الشرائح، حيث ضمت كل
شريحة 11 قطبًا كهربائيًا دقيقًا، يعادل سمك كل قطب منها سماكة شعرة الإنسان. وقد
تم زرع هذه الشرائح في جزء من جذع دماغ قرود المكاك المسؤول عن حاسة السمع.
ولتقييم فعالية الشريحة الجديدة، قام
العلماء بتوصيلها بجهاز كمبيوتر يقوم بتوليد مجموعات محددة من الإشارات الكهربائية
التي جعلت القرود تسمع أصواتًا غير موجودة في الواقع. وأظهرت الملاحظات الدقيقة
اللاحقة أن الحيوانات "سمعت" هذه الأصوات بشكل جيد واستجابت لها بشكل
طبيعي. وفي الوقت نفسه، لم تُظهر القرود أي علامات تدل على شعورها بأي إزعاج أثناء
عملية زرع الأقطاب الكهربائية لفترة طويلة في أدمغتها. وبناءً على هذا النجاح
الواعد، يأمل العلماء أن تسمح لهم هذه النتائج ببدء اختبار هذه التقنية في تجارب
سريرية على متطوعين من البشر في المستقبل القريب.
الحقيقة الدولية - وكالات