تواصل رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم "لاليغا" حربها الشرسة ضد شبكات القرصنة التي تكبد أندية المسابقة خسائر مالية فادحة تقدر بمئات الملايين من اليوروهات سنويًا.

وكشفت صحيفة "آس" الإسبانية أن خسائر "لاليغا" السنوية الناجمة عن القرصنة والبث غير القانوني لمباريات كرة القدم تتراوح ما بين 600 إلى 700 مليون يورو، وهو مبلغ يعادل إجمالي إيرادات حقوق البث التلفزيوني لـ 12 ناديًا من أندية الدرجة الأولى في المسابقة.

وأكد جيرمو رودريغيز، مدير قسم مكافحة الاحتيال البصري في رابطة "لاليغا"، أن "الاحتيال البصري" أصبح يشكل التهديد الأول للرابطة، متجاوزًا حتى التحديات التي تفرضها الدوريات المنافسة الأخرى مثل الدوري الإنجليزي الممتاز.

وفي مواجهة هذا الخطر المتنامي، أطلقت "لاليغا" خطة شاملة ومتكاملة لمكافحة القرصنة، تتضمن إنشاء "غرفة حرب" متخصصة تضم فريقًا مؤلفًا من 50 خبيرًا. يتولى هؤلاء الخبراء مهمة الرصد الدقيق لآلاف الروابط غير القانونية التي تنشر البث المقرصن للمباريات خلال وقت إقامتها، بالإضافة إلى تتبع عناوين IP المستخدمة في عمليات القرصنة وحظرها بشكل فعال بالتعاون والتنسيق مع مزودي خدمات الإنترنت.

وتهدف الرابطة من خلال هذه الجهود المكثفة إلى خفض نسبة القرصنة بشكل كبير، وتحديدًا بنسبة تصل إلى 50% خلال عام واحد فقط، مع التركيز بشكل خاص على الأسواق الرئيسية التي تشهد انتشارًا واسعًا للقرصنة، مثل إسبانيا ودول أمريكا اللاتينية.

وتشير التقارير إلى أن ظاهرة القرصنة تستحوذ على النسبة الأكبر من المشاهدات في بعض الأسواق العالمية، حيث تصل نسبتها إلى مستويات مقلقة تبلغ 80% في قارة آسيا، و70% في قارة أفريقيا، و60% في الأمريكتين، وحتى داخل إسبانيا نفسها، لا تزال نسبة القرصنة مرتفعة نسبيًا وتصل إلى 40%.

وتواجه رابطة "لاليغا" تحديات كبيرة في حربها ضد القرصنة، أبرزها قدرة شبكات القرصنة على التكيف السريع مع الإجراءات المتخذة وتطوير أساليب جديدة للإفلات من الرقابة. بالإضافة إلى ذلك، تواجه الرابطة صعوبات في قلة تعاون بعض الشركات التكنولوجية الكبرى، مثل شركة Cloudflare، التي توفر غطاءً رقميًا للقراصنة وتتجاهل في كثير من الأحيان الأحكام القضائية الصادرة ضدهم.

وأوضح رودريغيز أن عامل السرعة في التدخل يعتبر حاسمًا في مكافحة القرصنة، قائلًا: "إذا لم نتمكن من إغلاق الروابط التي تنشر البث المقرصن خلال أول 90 دقيقة من بداية المباراة، فإن تأثير جهودنا سيكون محدودًا للغاية". وحذر من أن استمرار هذه الظاهرة قد يشكل تهديدًا حقيقيًا لمستقبل الأندية التي تعتمد بشكل أساسي على إيرادات حقوق البث كمصدر رئيسي لدخلها.

الحقيقة الدولية - وكالات