نشر بتاريخ :
06/04/2025
توقيت عمان - القدس
4:30:46 PM
الحقيقة
الدولية - يعيش ما يزيد عن 120 ألف نسمة من سكان منطقة المدينة الصناعية في سحاب
وأهالي رجم الشامي الشرقي ورجم الشامي الغربي والقرى المجاورة، أوضاعًا بيئية
كارثية نتيجة الآثار الناجمة عن محطة تنقية المدينة الصناعية، والمتمثلة في روائح
كريهة وتلوث بيئي واسع النطاق.
ويشكو
الأهالي في رسالة تلقتها "الحقيقة الدولية" من أن هذه الكارثة البيئية،
التي وصفوها بـ "القديمة الجديدة"، لم تجد آذانًا صاغية أو اهتمامًا
جادًا من قبل المسؤولين المعنيين على مدى عقود طويلة. ويشيرون إلى أن الزيارات
واللجان والوعود التي يتم تقديمها سرعان ما تتلاشى بمجرد انتهاء الجولات التفقدية،
لتبقى المشكلة قائمة دون حلول جذرية.
ويؤكد
السكان المتضررون أن هذا التلوث البيئي تسبب في انتشار واسع للأمراض الصدرية
والسرطانية، خاصة بين الأطفال، حتى بات من النادر، حسب قولهم، أن يخلو منزل في
محيط هذه التجمعات السكانية من حالة مرضية ناجمة عن التلوث. ويشيرون إلى معاناتهم
المضاعفة، حيث تدهورت أسعار الأراضي في المنطقة بشكل كبير بسبب النفور من شراء
العقارات في مناطق ملوثة وغير صالحة للسكن الصحي، وسط أجواء ضبابية معتمة "لا
يوجد في العالم مثيل لها".
ويستنكر
الأهالي استخدام نظام تنقية قديم وبالٍ يعتمد على "التجفيف"، مؤكدين أنه
لا يوجد محطة تنقية مستخدمة في العالم تعتمد على مثل هذا النظام، حتى في الدول
الأقل تطورًا. ويشيرون إلى أن الأنظمة الحالية تتميز بتقنيات عالية وتطور كبير،
حيث لجأت العديد من الدول إلى تحويل المياه المعالجة إلى مياه صالحة للشرب،
بالإضافة إلى إنشاء متنزهات ومساحات خضراء على أسطح محطات التنقية. ويتساءل السكان
عن سبب عدم استحقاق هذا العدد الهائل من السكان تخصيص مبلغ مالي لإنشاء محطة تنقية
جديدة وحديثة، أو ربط المحطة بشبكة الصرف الصحي الرئيسية التي لا تبعد سوى كيلومتر
واحد فقط.
ويعرب
الأهالي عن خيبة أملهم، حيث كانوا قد استبشروا خيرًا في بداية الثمانينيات عند
إقامة المدينة الصناعية، معتبرينها مصلحة اقتصادية وطنية عليا ستعود بالنفع على
الوطن وسكان المنطقة بشكل خاص. إلا أنهم فوجئوا بأن هذه "النعمة" تحولت
بمرور الوقت إلى "نقمة ووباء وخطر" يهدد صحتهم وحياتهم، مؤكدين أنهم على
استعداد للتخلي عن الفوائد المرجوة من المدينة الصناعية مقابل حل جذري لمشكلة محطة
التنقية التي أصبحت "مكرهة صحية بكل ما تحمله الكلمة من معنى".
وفي
ختام رسالتهم، يناشد السكان المتضررون دولة رئيس الوزراء بالتدخل العاجل لإيجاد حل
مناسب وسريع لهذه القضية التي طال أمدها، معربين عن أملهم وتفاؤلهم بأن يجدوا
آذانًا صاغية واجراءات فعلية تنهي معاناتهم المستمرة.