نشر بتاريخ :
22/03/2025
توقيت عمان - القدس
11:15:34 PM
أثار حيوان "الوشق" المصري
جدلا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن هاجم جنودًا من جيش الاحتلال على
الحدود بين مصر والأراضي الفلسطينية المحتلة في منطقة جبل حريف.
وتسبب الحادث في تساؤلات حول كيفية
تسلل الحيوان المفترس وتواجده في هذه المنطقة، بينما ضجت وسائل التواصل الاجتماعي
في مصر بصور الوشق والحديث عن الواقعة.
وكشفت القناة الثانية في هيئة البث
العبرية أن الوشق هاجم عددا من جنود جيش الاحتلال على الحدود المشتركة مع مصر،
موضحة أنه بعد تلقي بلاغات عن عضة مشتبه بها، توجه مفتش من هيئة المحميات الطبيعية
إلى مكان الحادث واصطاد الحيوان المفترس، وتبين أنه الوشق المصري، وتم نقله إلى
مستشفى الحياة البرية لفحصه.
والوشق المصري هو حيوان نادر وشديد
الشراسة من فصيلة السنوريات، ويتمتع بقدرة عالية على الصيد بفضل سرعته التي قد تصل
إلى 80 كيلومترا في الساعة، ويفضل العيش في المناطق الجافة والصحراوية.
ويعتمد الوشق في غذائه على فرائس صغيرة
مثل الأرانب والقوارض، لكنه قد يهاجم حيوانات أكبر مثل الغزلان والظباء، ويفضل
الوشق المصري حالة الانعزال وفرض السيطرة.
واحتل الوشق مكانة كبيرة في الحضارة
المصرية القديمة، وله الكثير من المنحوتات والتماثيل، وتشير منحوتات الوشق إلى
حراسته مقابر قدماء المصريين.
ويقول عالم الآثار المصري سليم حسن، في
موسوعته عن الحضارة المصرية، إنه كان حيوانا مقدسا ويحظى باحترام المصريين القدماء.
وتصور نقوش المصريين القدماء
"الوشق" كمحارب يواجه الأفاعي ويقطع رأس الفوضى عند شجرة الإيشد
المرتبطة بالحياة والخلود.
ويقول الدكتور مجدي شاكر، كبير
الأثريين بوزارة السياحة والآثار، إن الرسومات والنقوش الفرعونية تصوره كرمز للقوة
والذكاء في مصر القديمة، مشيرا إلى وجوده في العديد من النقوش على جدران المعابد،
ما يدل على مدى احترام المصريين لهذا الحيوان، بل تم تصويره وهو يقطع رأس الفوضى.
وأوضح أن القط البري هو صورة للمعبود
"رع وأتوم"، وسرى ذلك إلى الأمثال الشعبية المصرية، مثل ما يقال
"مثل القط بسبعة أرواح"، مؤكدا أن هذا مستمد من مصر القديمة لأن المعبود
"رع" في العقيدة والديانة المصرية له سبع أرواح.
وذكر أن أساطير النشأة في مصر القديمة،
تقول إن قصة الخلق بدأت بصراع دار بين "آتوم رع" الذي يمثل النور
والنظام وقوى البناء، وبين غريمه "عَبيب" الذي يمثل الظلام والفوضى وقوى
الهدم، وقد انتهى الصراع بانتصار آتوم رع على غريمه، وبالتالي أصبح الخلق ممكنا
بعد ما كان مستحيلا بسبب هيمنة "عَبيب".
ويقول "شاكر"، إن اختيار
القط البري تحديدا دونا عن كائنات أخرى لتجسيد "آتوم رع" يرتبط كذلك
بقدرته على الرؤية الليلية، منوها بارتباط القطط في وجدان شعوب العالم القديم
بالرؤية الليلية الواضحة، لذلك كان أفضل كائن يعبر عن قدرة "آتوم رع"
على التعامل مع قوى الظلام والفوضى، لذلك تقول الأسطورة المصرية إن "آتوم
رع" يغير هيئته لقط بري ليرى جيدا ويقطع رقبة الظلام.
الحقيقة الدولية - وكالات