نشر بتاريخ :
15/03/2025
توقيت عمان - القدس
11:41:39 PM
أسرار العمر المديد.. دراسة تكشف كيف عاشت أكبر معمرة في العالم 117 عامًا
اكتشف العلماء دليلًا مهمًا حول كيفية
عيش المعمرة ماريا برانياس موريرا حتى عمر 117 عامًا.
وكانت برانياس أكبر معمرة في العالم
قبل وفاتها في إسبانيا أغسطس الماضي عن عمر يناهز 117 عامًا، تعزو طول عمرها إلى
"الحظ والجينات الجيدة". والآن، أثبتت دراسة علمية أنها كانت محقة.
وكشفت الدراسة التي أجريت على
ميكروبيوم برانياس وحمضها النووي، بدأها العلماء قبل وفاتها، أن الجينات التي
ورثتها سمحت لخلاياها بأن تشعر وتتصرف كما لو كانت أصغر بـ17 عامًا من عمرها
الحقيقي.
كما أظهرت الأبحاث التي قادها
البروفيسور مانيل إستيلر، أستاذ علم الوراثة في جامعة برشلونة والخبير الرائد في
مجال الشيخوخة، أن ميكروبيوتا برانياس (البكتيريا الموجودة في الأمعاء والتي تلعب
دورًا في الحفاظ على الصحة) تشبه تلك الموجودة لدى الرضع.
وكانت صحيفة Ara
اليومية، التي تغطي منطقة كاتالونيا حيث عاشت برانياس معظم حياتها، أول من أبلغ عن
نتائج الدراسة التي وصفت جينوم برانياس بأنه "مميز".
ووجد فريق إستيلر أن برانياس احتفظت
بوعيها ووضوح فكرها حتى نهاية حياتها تقريبا، وأن الأمراض التي عانت منها خلال
سنوات عمرها الطويلة اقتصرت بشكل رئيسي على آلام المفاصل وفقدان السمع.
وأفادت الصحيفة أن عمل إستيلر على
برانياس يعد البحث الأكثر اكتمالا حتى الآن حول ما يعرف بـ"المعمرين
الفائقين" (الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 110 سنوات أو أكثر)، بالإضافة إلى
تقديم بعض التفسيرات المحتملة لطول العمر الاستثنائي الذي يميز حياة بعض الأفراد.
وأشار الباحثون إلى أن برانياس اتخذت
عددًا من الخيارات الصحية التي ساعدتها في الاستفادة من تركيبتها الجينية الفريدة.
فقد التزمت بنظام غذائي متوسطي يتضمن تناول ثلاث حصص من الزبادي يوميًا، وتجنبت
شرب الكحول والتدخين، وتمتعت بالمشي، وأحاطت نفسها دائمًا بالعائلة والأحباء. وخلص
الباحثون إلى أن كل هذه العوامل ساعدتها في تجنب التدهور الجسدي والعقلي الذي كان
يمكن أن يقصر من عمرها.
وقال إستيلر وزملاؤه إنهم يأملون أن
توفر الدراسة التي أجريت على برانياس معلومات مفيدة لأولئك الذين يسعون لتطوير
أدوية وعلاجات للأمراض المرتبطة بالعمر. وأضافوا أن برانياس شكلت مثالا على أن
الشيخوخة والمرض لا يجب بالضرورة أن يسيرا جنبًا إلى جنب، مشيرين إلى أن نتائج
الدراسة الجينية التي أجريت عليها "تتحدى التصور القائل بأن الاثنين مرتبطان
بشكل لا ينفصم"، وفقا لوكالة الأنباء الإسبانية EFE.
وولدت برانياس في سان فرانسيسكو في 4
مارس 1907، بعد أن انتقل والداها من إسبانيا والمكسيك إلى الولايات المتحدة. كما
أمضت وقتًا في تكساس ونيو أورلينز قبل أن تعود عائلتها إلى إسبانيا عام 1915 –
خلال الحرب العالمية الأولى – واستقرت في كاتالونيا.
وقد تصدرت برانياس عناوين الأخبار
الدولية عندما أصيبت بـ"كوفيد-19" في عام 2020، عندما كانت إسبانيا
واحدة من أكثر الدول تضررًا من الفيروس ولم تكن اللقاحات الوقائية متاحة بعد. لكن
إصابتها كانت من دون أعراض، وتعافت بسهولة نسبيًا.
وحصلت برانياس على اعتراف من موسوعة
غينيس للأرقام القياسية كأكبر معمرة في العالم في يناير 2023، بعد وفاة الراهبة
الفرنسية لوسيل راندون البالغة من العمر 118 عامًا. وعندما سئلت برانياس عن سر طول
عمرها، قالت إنه يعود إلى "النظام، والهدوء، والعلاقة الجيدة مع العائلة
والأصدقاء، والاتصال بالطبيعة، والاستقرار العاطفي، وعدم القلق، وعدم الندم،
والكثير من الإيجابية، والابتعاد عن الأشخاص السامين".
وأضافت: "أعتقد أن طول العمر هو
أيضًا حظ. الحظ والجينات الجيدة".
وتوفيت برانياس في 19 أغسطس في دار
لرعاية المسنين في بلدة أولوت شمال شرق إسبانيا، حيث عاشت خلال العقدين الأخيرين
من حياتها.
ووفقًا لموقع LongeviQuest،
وهو مرجعية في مجال المعمرين الفائقين، فإن أكبر معمرة في العالم حاليًا هي إيناه
كانابارو لوكاس من البرازيل، البالغة من العمر 116 عامًا.
الحقيقة الدولية - وكالات