بدأت محكمة بريطانية جلسات الاستماع في واحدة من أغرب قضايا السرقة في تاريخ بريطانيا، حيث قام لصوص بتنفيذ عملية سرقة بالغة التعقيد والغرابة استولوا خلالها على "مرحاض" من الذهب تبين أن قيمته تبلغ 4.8 مليون جنيه استرليني (6 ملايين دولار أميركي).

وبحسب التفاصيل التي نشرتها جريدة "Metro" البريطانية، فقد نجح لصوص في سرقة المرحاض الذهبي من قصر تاريخي فاره وعملاق، واللافت في الأمر أن هذه العملية المعقدة استغرقت خمس دقائق فقط.

وتعرض المرحاض الذهبي للسرقة من قصر في منطقة "أوكسفوردشاير"، بالقرب من مدينة أكسفورد وسط انجلترا، حيث تمت عملية السرقة في غضون خمس دقائق فقط، وتمكن اللصوص من الانسحاب من المكان فوراً.

والقصر الذي تعرض للسرقة هو قصر بلينهايم، وهو العقار الذي ولد فيه السير ونستون تشرشل الذي كان يقود بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية، وهو أحد أشهر الشخصيات في التاريخ البريطاني على الإطلاق.

وكان المرحاض، الذي صممه الفنان الإيطالي موريزيو كاتيلان، أحد عوامل الجذب في أحد المعارض عندما سرقه لصوص يحملون مطارق ثقيلة.

كلمة السر "سيارة"

وفي غضون أيام من الغارة تم إلقاء القبض على اللصوص الذين كانوا يستخدمون كلمة "سيارة" ككلمة رمزية للإشارة إلى الذهب المسروق، وقاموا بالاتصال بصائغ في منطقة "هاتون جاردن" من أجل بيعه، بحسب التفاصيل التي استمعت لها هيئة المحكمة.

 قال المدعي العام جوليان كريستوفر كيه سي: "كان عملاً فنياً غير عادي، كونه مرحاضاً يعمل بكامل طاقته مصنوعاً من ذهب عيار 18 قيراطاً".

وأضاف: "كان وزنه حوالي 98 كجم وكان مؤمناً بمبلغ 4.75 مليون جنيه إسترليني. وكان الذهب الذي صُنع منه قيمته في حدود 2.8 مليون جنيه إسترليني في ذلك الوقت".

ودفع مايكل جونز (39 عاماً) من مدينة أكسفورد ببراءته خلال جلسة المحكمة التي انعقدت الشهر الماضي، حيث أنكر سرقة المرحاض في غارة ليلية في الساعات الأولى من فجر يوم 14 سبتمبر 2019.

ونفى كل من فريدريك سينيس (36 عاماً) وبورا جوكوك (41 عاماً) من غرب لندن تهمة التآمر لنقل الممتلكات الإجرامية.

تخطيط دقيق

وقال المدعي العام كريستوفر: "تم التخطيط للسرقة بعناية ونفذت بسرعة". وأضاف: "الرجال، خمسة منهم على ما يبدو، نفذوا عبر بوابات خشبية مقفلة إلى أراضي قصر بلينهايم قبل الساعة 5 صباحاً بقليل في سيارتين مسروقتين، شاحنة إيسوزو وفولكس فاجن جولف".

وتابع: "مشوا عبر الحقل حتى وصلوا إلى الدرجات الأمامية وحطموا واقتحموا نافذة.. كانوا يعرفون بالضبط إلى أين يذهبون، فكسروا الباب الخشبي للحُجرات التي تم توصيل المرحاض بها بالكامل، وأزالوه، تاركين الماء يتدفق من الأنابيب، وانطلقوا بالسيارة".

وقال كريستوفر: "في المجمل، أمضوا خمس دقائق فقط في المبنى. من الواضح أن مثل هذه الغارة الجريئة لم تكن لتكون ممكنة بدون الكثير من التحضير".

وتم التقاط صورة في اليوم السابق لسرقة المرحاض، حيث قالت النيابة إنها كانت جزءاً من "الاستطلاع" للسرقة. ولم يتم العثور على المرحاض المصنوع من الذهب الخالص، حيث يُعتقد أنه تم تقسيمه إلى كميات أصغر من الذهب.

الحقيقة الدولية – وكالات