نشر بتاريخ :
04/12/2024
توقيت عمان - القدس
10:53:46 PM
يزخر عالم ترويض الحيوانات المفترسة بالمخاطر والمغامرات،
التي قد تودي بحياة المدربين في بعض الأحيان، ورغم شراستها فإن لديها من المشاعر
والشخصيات ما يجعل مدربيها يعشقونها ويعتزون بانتمائهم لعالمها.
وتعد عائلة "الحلو" في مصر من أشهر العائلات التي
تعمل في تربية وترويض الأسود والنمور منذ سنوات.
وتحكي مدربة الأسود المصرية أوسة الحلو عن بعض أسرار وكواليس
ومغامرات تدريب هذه الحيونات المفترسة وتشير إلى علاقتها القوية بالأسود والنمور،
حيث نشأت وسط الأشبال وكان والدها يحضر الأسود الصغيرة إلى المنزل، قبل أن تبدأ
علاقتها بالأسود البالغة وهي في 12 من عمرها، بحسب سكاي نيوز.
شراسة وافتراس
تقول الحلو إن "الأسود والنمور ليس لها
"كاتالوج"، وليس هناك ما يضمن عدم تعرض المدرب للهجوم، وكذلك فكون الوحش
شبعان ليس ضمان لعدم هجومه على مدربه، فالشراسة غريزة لدى هذه الحيوانات".
وتتذكر الحلو أشهر حادثة وقعت في منتصف الثمانينات من القرن
الماضي، حيث افترس أسد اسمه "سلطان" جدها محمد الحلو.
وتتابع أن هذا الحادث الأليم وقع حينما كان يقدم جدها عرضا
على الحلبة وحاول أحد الأسود التودد لزوجة الأسد "سلطان" مما أثار غيرة
"سلطان" ونشب الشجار بين الأسدين وحينما تدخل الحلو وضرب
"سلطان" لفض الشجار مما أثار غضبه وتخيل أن المدرب تحيز للأسد الآخر
لأنه لم يضربه.
ورغم أن "سلطان" لم يصدر عنه رد فعل في لحظتها،
إلا أنه كان غاضبا، وفور انتهاء العرض، انتهز "سلطان" الفرصة وقام
بمهاجمة جدها مما أودى بحياته. تضيف الحلو.
وبنبرة مفعمة بالحزن أوضحت الحلو أن الأسد "سلطان"
لم يكن يقصد قتل جدها، والدليل أنه اكتئب لمدة 5 أيام بعد الحادث وامتنع عن الأكل
حتى أنه مات في نفس يوم وفاة جدها.
واعتبرت الحلو، أن هجوم "سلطان" على جدها بأنه كان
مجرد تصرف انفعالي كتعبير عن غضبه حيث لم يعي" أن مثل هذا التصرف سيودي بحياة
الحلو، موضحة أن إدراك الأسود محدود وأنها لا تستطيع التمييز بين تعاملها مع
الأسود ومع مدربيها.
السيطرة على الحيونات المفترسة
كما تحكي الحلو قصة حادث إصابتها من النمرة
"كاميليا" والذي وقع منذ حوالي 5 سنوات في أثناء تقديم أحد العروض
بمدينة مرسى مطروح، غرب الإسكندرية، فخلال قفز "كاميليا" اصطدمت يدها
برقبتها ما أدى إلى إصابتها، وانتقالها لأحد المستشفيات حيث تلقت العلاج اللازم.
وأشارت الحلو إلى أنها في بعض الأحيان تتعرض للهجوم من جانب
الحيوانات التي تدربها لأن الافتراس غريزة لديهم، لكن نتيجة علاقتها القوية بهم
فهم لا يقومونبافتراسها وأن الأمر لا يتجاوز العض أو الخربشة.
وقالت إن الأسد "أشرف"، الأقرب لقلبها، كان سيفتك
بها ذات مرة، مضيفة أنها تمكنت من تفادي العضة.
وأوضحت أنها أعطت تعليمات للفريق المساعد لها ألا يتدخل أبدا
إلا لو أسد أو نمر مسك فيها بقوة، مؤكدة أنها تستوعب شخصيات "وحوشها"
التي تختلف مثل البشر، حيث تعرف متى يغدر، ومتى يكون تحت السيطرة، وأنها حينما
تشعر أن أحدهم على وشك المهاجمة، تعمل على تهدئته واحتوائه.
وأشارت إلى أنها تتبع بعض الأساليب التي تساعد على ترويضهم
وتقليل شراستهم مثل تقديم لحوم الحمير بعد ذبحها وتقطيعها إلى قطع صغيرة حتى لا
يضطروا لاستخدام غريزة العنف والافتراس عند تناولها، وحتى لا يعتادوا على استخدام
أيديهم ومخالبهم.
الجمع
بين الأسود والنمور على الحلبة
أما بالنسبة للجمع بين الأسود والنمور على الحلبة في آن واحد
فأكدت الحلو أنه أمر شديد الخطورة، لأن الفصيلتين بينهما عداوة شديدة وكل منهما له
عرينه وقطيعه وطباعه.
وتضيف أن "الأسد يعتبر ملك الغابة، لكن النمر أكثر سرعة
وشراسة وأقل وفاء من الأسود، ولذا فالجمع بينها في العروض قد يتسبب في نشوب
المعارك والصراعات ويعرض المدرب لمخاطر جسيمة". مؤكدة أنها نبهت على الفريق
المساعد لها بعدم التدخل أو الدخول للحلبة إذا نشب الصراع بين وحشين، حتى تتمكن هي
من فض الشجار.
وعن أداء وذكاء الأسود والنمور، اعتبرت الحلو أن
"النمور أكثر ذكاء وأسرع تعلما من الأسود بشكل عام، ومع ذلك فدرجة الذكاء
تختلف من أسد لآخر ومن نمر لآخر، فالبعض يستوعب ويستجيب للتمارين والأوامر ويتعلم
"التريكات" بسرعة وسهولة ونراه "أرتيست" على المسرح يؤدى
أدوارًا بطولية بل وقد يوحي إلي بأفكار وحركات وعروض جديدة لكن البعض الآخر يستمر
في غبائه".
تشير مدربة الحيوانات المفترسة أنها تحرص على تنويع الوجبات
لهم بين فراخ ولحوم أبقار ولحوم حمير وخيول حتى لا تمل، مشيرة إلى أن الأسود عموما
تكره مياه الاستحمام لكنها عودتها على الاستحمام، أما النمور فتعشق الأسماك
والسباحة ولذا فقد أقامت لها حمامات سباحة بمزرعة العائلة على طريق مصر إسكندرية،
وهى أشبه بحديقة حيوان مفتوحة.
التعامل مع الحيوانات المفترسة
وعن فنون التعامل مع هذه الحيوانات المفترسة أكدت
"الحلو" أن الأسود والنمور تتأثر نفسيته، ولا تقبل المشاركة في العروض
في حال إهانتها، مشيرة إلى أنها تشعر بالغيرة كذلك على مدربينها.
وعن فن التحاور مع الحيوانات المفترسة قالت الحلو:
"اندمج مع الحيوناتع أكثر من البشر، وبالنسبة لاستخدام العصا والكرباج فهي لا
تخيف هذه الوحوش لكن بعض المدربين يستخدموها على المسرح بهدف إثارة إعجاب الجمهور،
لكني لا أفضل هذا الأسلوب وأحب التعامل معها بحب".
وعن إمكانية استضافة شخص في وجود أسد قالت الحلو بنبرة قوية
استمدت حدتها من شجاعة الأسود: "ولمَّ لا؟" مشيرة إلى الحيوانات التي
تربيها تستجيب لها، ولا خوف على أي من ضيوفها من هذه الحيوانات المفترسة طالما في
وجودها.
الحقيقة الدولية – وكالات