القسم : طب وصحة
نبض تيليجرام فيس بوك
نشر بتاريخ : 19/08/2017 توقيت عمان - القدس 1:10:13 PM
الطــــب والطـــب البـديــــــل
الطــــب والطـــب البـديــــــل
 
بقلم: الدكتور فايز أبو حميدان

انه لمن المتعارف عليه وجود وصفات علاجية ورثناها عن اجدادنا القدماء، فلا أحد ينسى وصفات الجدات في التعامل مع الأمراض بواسطة الأعشاب والعصائر الطازجة والتبخيرات والزيوت، كعلاج الانفلونزا بشرب عصير الليمون بالعسل وتخفيف آلام البطن والمغص المعوي بالمرمية والبابونج.

فعلى الرغم من أن هذه العلاجات احتفظت بشعبيتها منذ سنوات طويلة في جميع أنحاء العالم، إلا انها لاقت الكثير من التناقضات والمغالطات حول جدواها وفاعليتها من قبل الكثير من الأطباء وذلك لعدم وجود أدلة علمية وبحثية كافية تستند إليها، فالطب الحديث بدأ مؤخراً يدرك أهمية الوصفات القديمة والخبرات السابقة وفوائدها وكيفية التعامل مع الأساليب البديلة للطب بشكل أفضل، وتمخض عن ذلك دراسات وأبحاث جمة بهدف تطوير العلاج التكميلي واعتماد المنهجية والبحث العلمي في تطبيقه.

من الجدير بالذكر هنا التنويه لأمر هام جداً وهو ان مصطلح الطب البديل غير صحيح بل يجب علينا وصف العلاج بالأساليب غير التقليدية بالطب التكميلي، فتسمية الطب التكميلي تعد أشمل وأوسع فهو مكملاً لدور الطبيب والعلاج بالعقاقير والأدوية ولكنه ليس بديلاً عنه كما كان يشاع سابقاً، فالعلاج بالإبر الصينية و الحركة و رياضة اليوغا، وما نعرفه عن الاختيار الصحيح للمواد الغذائية التي نتناولها والعلاج بالأعشاب الطبيعية تعد جميعها وسائل علاج بسيطة لم يلغيها تقدم الطب ولا تُغني عن الطرق العلاجية العلمية المعروفة ولكنها مكملة لها.

هذا وقد استطاعت أحد الدراسات التي أجريت في المانيا إثبات أن 57% من الألمان يستخدمون طرق العلاج التكميلي الى جانب العلاج الذي يصفه طبيبهم لهم، بل أصبح هناك جيل جديد من الأطباء يقوم بتوعية المريض حول أهمية العلاج المكمل للدواء الكيميائي ودوره الفعال في مسألة العلاج.

فهناك الكثير من العلاجات والوصفات العشبية المكملة للدواء المُصنّع كيميائياً في العلاج وأثبتت فاعليتها في شفاء أمراض الأمعاء والمعدة بما في ذلك بعض الأمراض المزمنة وحتى السرطانات، لكن هذا الأمر لا يعني أن العلاجات المكملة ستحتل مكان العلاج في العناية الحثيثة أو العلاج الكيماوي، ولكنها قد تكون يداً مساعدة له من الناحية الجسمانية والنفسية للمريض، فعند قيام الطبيب بإرشاد المريض وتوعيته حول أهمية العلاج التكميلي في رحلة العلاج ودوره الفعال بتسريع مسألة الشفاء فإنه يتولد لدى المريض شعور باهتمام أكبر ومراقبة أكثر للتطورات البيولوجية في جسمه فزمام المبادرة تكون في يد المريض، إضافة الى شعوره باهتمام الطبيب به في حال قيامه باختيار طب مكمل.

كما ويندرج تحت مفهوم الطب التكميلي عدة طرق وأساليب علاجية كالعلاج بالإبر الصينية أو العلاج الحركي او العلاج النباتي، وهناك بعض الدراسات العلمية التي استطاعت ان تثبت نجاح هذه العلاجات ولكن لا يوجد دراسات مبنية على أسس علمية ومنهجية بالمفهوم الطبي الحديث المتعارف عليه، وتبقى الخبرة والصدفة عوامل حاسمة في اثبات فائدة أو عدم جدوى هذه الطرق في العلاج.

Saturday, August 19, 2017 - 1:10:13 PM
المزيد من اخبار القسم الاخباري

آخر الاضافات


أخبار منوعة
حوادث



>
جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023