حث «صندوق النقد الدولي» المصارف المركزية في آسيا على التركيز على معالجة التضخم المحلي وتجنب ربط قراراتها بشكل كبير بالتحركات المتوقعة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

وقد أدت تراجع التوقعات بشأن خفض الفائدة المتوقع من الاحتياطي الفيدرالي إلى تقليص مكاسب الدولار وتراجع بعض العملات الآسيوية مثل الين الياباني والوون الكوري الجنوبي.

وأظهر تحليل موظفي «صندوق النقد الدولي» أن الأسعار الأمريكية للفائدة لها تأثير فوري وقوي على الظروف المالية في آسيا، وهو ما أكده مدير إدارة آسيا والمحيط الهادي بالصندوق، كريشنا سرينيفاسان، في مؤتمر صحفي حول آفاق المنطقة.

وأضاف سرينيفاسان أنه ينبغي على المصارف المركزية في آسيا أن تركز على معالجة التضخم المحلي وتتجنب الاعتماد المفرط على تحركات مجلس الاحتياطي الفيدرالي. وشدد على أن الانخراط الوثيق مع الفيدرالي قد يؤدي إلى زعزعة استقرار الأسعار في بلدانهم.

هذه التصريحات تؤكد على التحدي الذي تواجهه بعض المصارف المركزية الآسيوية حيث يعقد الفيدرالي دوراً في تعقيد مسار سياستها بفعل تقلبات سوق العملات الأخيرة.

فيما يتعلق بالوضع القائم، قال محافظ بنك كوريا، ري تشانغ يونغ، في ندوة لـ«صندوق النقد الدولي»، إن تلاشي الآمال في خفض أسعار الفائدة من الفيدرالي تسبب في ضغوط سلبية على الوون، وقد أجل المصرف المركزي الكوري الجنوبي قرار خفض تكاليف الاقتراض.

وفيما يتعلق بالتحديات المستقبلية، فإن تقارير موظفي «صندوق النقد الدولي» تشير إلى أنه ينبغي للمصارف المركزية في آسيا أن تأخذ في الاعتبار فارق الفائدة بين الولايات المتحدة والمنطقة، حيث أن هذا الفارق قد يؤثر على قوتها الاقتصادية.

وفي تقرير آفاق الاقتصاد العالمي الذي صدر هذا الأسبوع، توقع «صندوق النقد الدولي» نمواً بنسبة 4.5 في المائة في اقتصاد آسيا لهذا العام، وهو تراجع عن العام الماضي، لكنه مع مراجعة تصاعدية بزيادة 0.3 نقطة مئوية. كما توقع نمواً بنسبة 4.3 في المائة في العام 2025.

وأشار سرينيفاسان إلى أن الاقتصاد الصيني يعد حاسماً بالنسبة لآسيا، وأن التباطؤ الأطول في ثاني أكبر اقتصاد في العالم يعتبر من بين المخاطر الرئيسية على آفاق النمو في المنطقة.

وختم بالقول إن السياسات التي تزيد من الإنفاق الحكومي قد تفيد الاقتصاد الصيني، ولكن السياسات التي تعزز الإنتاجية قد تؤدي إلى زيادة الضغوط الانكماشية والاحتكاكات.

الحقيقة الدولية - وكالات