أمام تسجيلات كاميرات المارة اعتقل عناصر مخابرات السلطة الفلسطينية العامة الأسير المحرر والناشط اسلامبولي بدير من وسط مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة، حين كان برفقة زوجته وابنته الصغيرة التي انتابها حالة من الذعر، فيما جرت مشادات بين اسلامبولي والعناصر الملثمة قبل أن يتم نقله لمقر مخابرات طولكرم.

لا تعتبر حالة اسلامبولي مختلفة عن كثير حالات الاعتقال السياسي بالضفة الغربية، لكن قليل منها طاله تسجيل الكاميرات ليلقى انتشارًا على مواقع التواصل الاجتماعي ويشكل حالة ضغط للإفراج عنه.

ولم تمض 24 ساعة على اعتقال اسلامبولي حتى أفرجت عنه المخابرات العامة، علما أن هذا الاعتقال تكرر بحقه عدة مرات خلال السنوات الماضية على خلفية أنشطة إعلامية ومجتمعية.

ينتمي بدير لعائلة ذات تاريخ نضالي كبير، فوالده الشيخ رياض بدير استشهد خلال مشاركته في معركة مخيم جنين عام 2002، حيث غادر طولكرم للمخيم ليشارك في المعركة، فيما تعرض أبناؤه للاعتقالات المتلاحقة في سجون الاحتلال.

وبمرارة أشار شقيقه سيد بدير لمراسل "صفا" إلى أن ما جرى مع شقيقه أعاد فتح جرح عميق حول الاعتقال السياسي والظلم الذي تعرض ويتعرض له اسلامبولي بلا سبب، مستهجنًا الطريقة التي تم اعتقاله فيها والتي لا يوجد لها مبرر.

ويؤكد أنه "من غير المعقول أن يحدث ذلك"، مشددا على وجوب محاسبة من يمتهن كرامة الناس بهذه الطريقة ووقف هذا الاستهتار بحقوق الإنسان.

في حين، يعتبر النائب حسن خريشة الذي ينحدر من طولكرم في حديث لوكالة "صفا" أن ما جرى مع اسلامبولي مستنكر، مؤكدًا أنه استهتار بحقوق أساسية للمواطن.

وتساءل "لماذا يتم الاعتقال بهذه الطريقة وأمام طفلته وزوجته، علما أنه كان سيحضر لو تم الاتصال به تلفونيا أو وجه له استدعاء".

ويؤكد خريشة أن ما جرى مع اسلامبولي يعكس أزمة الحريات العامة التي تمس كرامة المواطنين، ويعمل على تشويه صورة الفلسطيني ونضاله في الخارج والداخل، خاصة وأن هذه الصور تداولت على نطاق واسع.

وتساءل الناشط جاد قدومي عن جدوى استخدام هذه الوسائل في الاعتقال، مشيرًا إلى أن اسلامبولي معروف بأخلاقه وهو من عائلة وطنية ووالده شهيد، متسائلا "فهل يجوز التعامل مع ذوي الشهداء بهذه الطريقة؟".

ويضيف لـ"صفا": "أي رسالة يمكن أن يحملها هكذا اعتقال لمواطن أمام زوجته وأمه وابنته، وما الذي سيتشكل في الوعي العام حول هذا النزف المستمر في حقوق المواطن الأساسي، وماذا حققت الجهة التي اعتقلته بهذه الطريقة من إنجازات سيما وأنها أطلقت سراحه في اليوم التالي؟".

وعم وسائل التواصل الاجتماعي موجة من الدعم لاسلامبولي واستنكار كبير لطريقة اعتقاله، فعلق المواطن عماد الشولي "أنا في حيرة منذ الأمس، وأتخيل أنه لو كان هذا الموقف معي وأمام عائلتي وأبنائي كيف سيكون حالهم، اسلامبولي من عائلة محترمة وهو رجل وطني يستحق التكريم لا التجريم".

بينما اعتبر الأسير المحرر سفيان جمجوم ما جرى بأنه "غير عقلاني" وأضاف " ...تنتقدون للتجربة، لأنكم لا تدركون كم تؤذيكم هذه التصرفات الصبيانية، والعقلانية ,,,,لأن من الواضح أن تصرفاتكم طفولية ..وغدا ستكونون مرغمين على إطلاق سراحه ...أنتم أشبه بمن يطلق الرصاص على قدميه ...من الأجدر أن يقال وتسحب منه الرتب كل من شارك في الاعتداء على بدير".

كما يطالب القيادي في حركة حماس الشيخ خالد الحاج بوقف هذه الممارسات، وعلق "ما حدث أمس مع الأخ اسلامبولي بدير في طولكرم وأمام زوجته وابنته وجمهور من المواطنين، وبحضرة كاميرات التصوير والتسجيل، لا يليق بحال بجهاز أمني فلسطيني يلتصق بالرئاسة الفلسطينية ويمثلها، وفي سجلّه من المؤسسين الكبار، المرحوم صلاح خلف أبو إياد".

ويضيف "ما يجب أن نقوله ونذكر به أن الأخ اسلامبولي بدير ابن عائلة مناضلة من عائلات فلسطين العظيمة، التي قدمت التضحيات الكبيرة في سبيل الله تعالى، من أجل الخلاص من ظلم الاحتلال".

الحقيقة الدولية - وكالات