القسم : فلسطين - ملف شامل
نبض تيليجرام فيس بوك
نشر بتاريخ : 21/03/2017 توقيت عمان - القدس 11:22:11 AM
الفلسطينية فاطمة بريجية.. فصول من سيرة أم مكافحة تعيش لوعة الفقدان.. تقرير تلفزيوني
الفلسطينية فاطمة بريجية.. فصول من سيرة أم مكافحة تعيش لوعة الفقدان.. تقرير تلفزيوني


الحقيقة الدولية – فلسطين المحتلة

الحادي والعشرون من آذار، يوم للأم، وهو أيضا يوم للتقييم وفرصة للتذكّر، ولاستحضار أمهات فلسطينيات نذرن حياتهن للكفاح في مجالات عدة وبطرق شتى، فمنهن من خطفها الموت أو أبعدها السجن، ومنهن من يسطرن مآثر يومية دون ضجيج أو إطراء من أحد.

وفي محافظة بيت لحم يستذكر الكثير من الناس، أمهات كثر غير أن واحدة منهن تظل في الخاطر.. إنها فاطمة بريجية.

لا ترى فاطمة، أنها امرأة استثنائية أو بطلة، وتعتقد بأنها فقط أم فلسطينية تتشبث، بكل ما تبقى لها من جهد، بأرضها.. وهي أكثر من ذلك، تشكل ونساء أخريات على امتداد الأرض الفلسطينية الرحبة والشاسعة، قوة مثال جديرة، لا سيما فيما يتصل بجسارة القلب في المواجهة غير المنقطعة مع العصابات المسلحة للمستوطنين وقوات الاحتلال التي تساندها وهي تقاوم محاولات الاقتلاع بقدر ما تحمله بين الضلوع من تلك الجسارة.

بالإضافة إلى كون فاطمة أما فلاحة ومزارعة، فهي ناشطة نسوية فإذا اقتضى الأمر المشاركة في مسيرة احتجاجية ضد الاستيطان والحصار لا تتوانى عن المشاركة، وتواجه إطلاق النار من قبل عصابات المستوطنين المسلحة بعزيمة صلبة.

ولم تمنع السنون الصعبة والمُرة من عمر بريجية "أم حسن" (60 عاما) التي تعيش لوعة فقدان ابنها البكر، من أن تكون في مقدمة المشاركين في الفعاليات الاحتجاجية الأسبوعية في قرية المعصرة جنوب بيت لحم .

و"أم حسن" صاحبة البسمة الدائمة، وذات الشخصية القوية، تحرص في كل يوم جمعة على أن تشارك في المسيرة المنددة بجدار الضم العنصري والتوسع الاستيطاني، ليس وحدها بل تصطحب معها أفراد أسرتها صغارا وكبارا، ذلك أن نجليها حسن (42 عاما) ومحمد (37 عاما) أعضاء في اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في القرية.

"أنا ورثت الجهاد والنضال عن والدي المجاهد الكبير علي اليمني الذي كان ملازما للشيخ حسن سلامه في الجهاد المقدس، وعليه تربيت على الثورة والثوار.. كنا ننشد دائما الأهازيج الوطنية، وبالتالي تولد لدينا حب التمسك بالأرض ومواصلة الكفاح" هذا ما تقوله "أم حسن".

وتستذكر "أم حسن" القيادية في العمل الوطني، لحظة اعتقال قيادة اللجنة الشعبية في القرية من خلال نجليها حسن ومحمد، إضافة إلى الناشط محمود زواهرة من قبل قوات الاحتلال، فتقول: "إن الاحتلال ظن أن المسيرة لن تخرج في يومها المخصص "الجمعة" في ظل اعتقال الثلاثي المذكور، فقمت شخصيا بتنظيم المسيرة وخرج فيها المئات من أهالي القرية ومتضامنون أجانب فكانت حاشدة ورسالة تحد للاحتلال.

وتابعت: "جهادي في الحياة لم يقتصر على مقارعة الاحتلال فحسب وإنما  كان حرصي الكبير على تعليم أبنائي في المدارس والجامعات، حيث حصل حسن على بكالوريوس لغة عربية  وكذلك علوم عامة ودبلوم علوم سياسية، ومحمد حصل على ماجستير لغة عربية، والراحل عماد كان يستعد للحصول على الدكتوراه في الفيزياء النووية من ألمانيا.

وتعود "أم حسن" بذاكرتها إلى الوراء، وتقول: "عماد الله يرحمه ذهب إلى ألمانيا وحصل على شهادة الدكتوراه بدرجة تفوق، لكنه عاد في كفن"، وتوضح "شعر المرحوم عماد بالإرهاق فذهب إلى إحدى المستشفيات هناك، فتدهورت صحته قبل أن ينقل إلى تونس، وهناك تم الكشف عليه فتبين أنه أعطي إبرة فيها فيروسات أدت إلى وفاته، وقصته معروفة للجميع".

ولا يدع الاحتلال أسرة "أم حسن" بحالها، فدائما يتم مداهمة منزلها ليلا وتفتيشها وتهديدها بالاعتقال ما لم تكف عن تنظيم المسيرات، ورغم ذلك لم يؤثر فيها بل يعطيها قوة وعزما وإصرارا على مواصلة المشوار النضالي.

وتؤكد "أم حسن" أنها تهتم كثيرا بالأرض وتقوم بفلاحتها، ولها الدور البارز في تشجيع النسوة على ذلك في الانخراط في العمل الشعبي والالتحاق بالمراكز النسوية، بل إلى حد القيام مع نساء أخريات بعمل وجبات غذائية غير ربحية لمدارس القرية بسعر نصف شيقل من أجل دعم الأجيال القادمة.

وفاطمة برجية هي أم أسير أيضا، ويقبع نجلها علي في سجون الاحتلال منذ العام 2005، ومحكوم بالسجن (15 عاما).

"وفيما تحتفل كل نساء العالم بعيد الأم، نحن هنا في الأرض الفلسطينية نواجه ويلات الاحتلال، لكن رسالتنا ستظل تحمل الوفاء للأرض والوطن جنبا إلى جنب مع الرجل.

Tuesday, March 21, 2017 - 11:22:11 AM
المزيد من اخبار القسم الاخباري

آخر الاضافات


أخبار منوعة
حوادث



>
جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023