مدرب الصين السابق يعترف بقبوله الرشوة بديلا لصلاح ..التعمري على رادار ليفربول الانجليزي اختبارات جديدة للذكاء الاصطناعي تقيم سرعة الاستجابة لاستفسارات المستخدم ‫6 عوامل ترفع خطر تضخم البواسير الكاف يعلن موعد نهائي دوري الأبطال والكونفدرالية الأفريقية اتهام تونالي بمخالفة لوائح المراهنات الأردن يرحب بإصدار محكمة العدل تدابير احترازية مؤقتة جديدة بشأن الحرب على غزة محلل سياسي : السيناريو الاقرب في غزة .. استمرار حرب الاستنزاف - فيديو استبعاد رئيس جنوب إفريقيا السابق من الانتخابات المقبلة صلاح يقنع زميله في ليفربول بتغيير عادته الغريبة قبل المباريات مصرع 45 شخصاً في سقوط حافلة من فوق جسر بجنوب أفريقيا 120 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى تعرف إلى مخالفات العمل المشمولة بقانون العفو العام اليونيسف: 1.7 مليون فلسطيني بغزة نزحوا داخلياً كريستيانو ينفجر غضبا.. هل تعمد مدافع برشلونة تجاهل رونالدو في مباراة البرتغال

القسم : فلسطين - ملف شامل
نبض تيليجرام فيس بوك
نشر بتاريخ : 28/02/2021 توقيت عمان - القدس 1:48:32 PM
قصة ريشة أعادت الحياة إلى جسد المعاقة حركيًا "كريمة"
قصة ريشة أعادت الحياة إلى جسد المعاقة حركيًا "كريمة"

"لا مؤنس لي في وحدتي سوى تلك اللوحات، ولا ملاذ لي سوى ريشتي الفنية، التي أفرغ بها طاقتي، وأشغل بها يومي"؛ هذه الكلمات تلخصُ جزءًا من حكاية فنانة البورترية المعاقة حركيًا كريمة النجار (30عامًا)، من بلدة خزاعة شرقي محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

 

ليس سهلاً على أي شخصٍ كانت حياته طبيعية يسير على قدميه بحرية ثم يتحوّل فجأة إلى شخص معاق، ويأسره كُرسي مُتحرك، ويصبح نهاره مُظلمًا، وليله كابوسًا، فتلك ملاحم سنوات مؤلمة عاشتها "كريمة" بعد أن أضحت معاقةً حركيًا؛ جراء سقوطها من علو في سن الـ17 عامًا.

 

تقول كريمة إنها منذُ أن استفاقت من غيبوبة الإصابة التي تعرضت لها، وجدت نفسها أمام تحدٍ ليس في حسبانها قط، وحياةً لم تتخيلها للحظة".

 

وتضيف: "حقيقة لا مناص منها، وهي أنني أصبحت معاقةً حركيًا بعد أن أصبت بشللٍ نصفي، وأصبحت أسيرة أربعة جدران، رغم زهوة ألوانها، لكنها قاتمة سوداوية في نظري".

 

لم تتقبل كريمة الوضع الصحي الجديد، فأسرت نفسها داخل غرفتها، دون الحديث أو مخالطة أحد، وبات خروجها محدودًا من المنزل، واحتكاكها قليل مع الجيران والأسرة، إلى جانب إصابتها باكتئابٍ دائم مدة زمنية وصلت لنحو 5 سنوات؛ كما تروي لمراسل "صفا".

 

بعد تلك السنوات، كسرت كريمة روتين حياتها القاتم الذي طال أمده، وتحررت من اليأس والصدمة التي عاشتها، وبدأت تشق طريقها نحو حُلمها في تطوير موهبة الرسم والغناء اللتين تمتلكهما.

 

تعزو كريمة عدم إكمالها موهبة الغناء إلى ظروف الواقع والعادات والتقاليد، وأمضت في تطوير وتنمية موهبتها في الرسم، بعدما تلقت دورةً تدريبيةً في فن رسم البورتريه بالفحم وأقلام الرصاص.

 

وعلى كرسيٍ كهربائيٍ مُتحرك، كانت تذهب للتدريب قاطعة مسافة تقدر بحوالي 8 كيلومترات، حتى باتت مُتمكنة بشكلٍ مُحترف من رسم الشخصيات.

 

وتشير إلى أنها اشترت بعض المعدات التي تلزمها في الرسم، بما توفر لها من إمكانيات، وحولت غرفتها لمرسمٍ صغير، يزخر حاليًا بعشرات اللوحات.

 

ومن بين اللوحات التي أجادتها بدقة، واحدة للرئيس الراحل ياسر عرفات، والشاعر محمود درويش، ونزار قباني، وإعلاميين وصحفيين وفنانين المصريين، ولوحاتٍ لأطفال صغار.

 

وتواصل كريمة تطوير نفسها لتصل إلى الاحترافية في الرسم بألوان الزيت والأكريليك.

 

سريرها الصغير، المكان الوحيد الذي تعرض عليه لوحاتها كلما زارها أحد، فهي لا تمتلك مرسمًا تعرض به، فتارة ترسم على قطعة خشبية صغيرة تمسكها بيدها وهي جالسة على سريرها، وتارة أخرى على "ستاند" خشبي صغير بثمن يقدر بحوالي 100 شيكل على نفقتها.

 

وتوضح لمراسل "صفا" بأنها "كلما انتهت من لوحة تضعها داخل دفتر الرسم أو مظروفٍ بلاستيكي كي لا تتلف، لحين تمكنها من شراء إطارات خشبية "براويز"؛ لعرضها وتعليقها على جدران الغرفة".

 

في تلك اللحظات، تسللت خيوط الشمس لغرفتها، فطلبت "كريمة" أن تخرج لشرفتها على كرسيها المتحرك، لتجلس في ضوئها وتكمل حديثها.

 

وتقول: "الشمس هي الشيء الذي يعطيني حيوية أكثر، بمثابة شعاع أمل، يضيء عتمة غرفتي، وتزهوا معه لوحاتي، حتى أنني أنقل مكان رسمي للخارج لشعوري بالمتعة لوحدي مع الرسم".

 

وتضيف كريمة: "الرسم بالنسبة لي ليس موهبة فحسب، بل متعة وطاقة تُعيد الحياة لجسدي المُنهك ألمًا ووجعًا وحزنًا على ما حل به، فهو المؤنس لي في وحدتي؛ تلك اللوحات أحيانًا تتحدث معي وتنطق بجمالها، فشعوري بالإنجاز عند انتهاء كل لوحة، هو أعظم شعور، ويكون أعظم عندما تنال إعجاب من يراها أو صاحبها".

 

وتتابع: "كان نفسي أن يكون لدي مرسم خاص بي، للأسف كل لوحة أنتهي منها أُخبئها داخل الدفتر أو مظروف خاص؛ للأسف الوضع المادي صعب كتير، حتى أنني لم أتمكن من شراء جميع المعدات اللازمة للرسم".

 

"كريمة" بجانب مواهبها المتعددة، كانت تحلم بأن تصبح مذيعة، لكن عندما أصيبت بإعاقة حركية جعلها تشعر بأن حياتها توقفت.

 

وتؤكد أنها ترى نفسها ومستقبلها في الرسم؛ لذلك تعمل على تطوير نفسها، وتحلم في مرسم يحتضن موهبتها، وتقيم معرضا خاصا بها، وتشارك في معارض محلية ودولية، كنموذج للتحدي والإصرار والعزيمة.

 

 الحقيقة الدولية – وكالات

Sunday, February 28, 2021 - 1:48:32 PM
المزيد من اخبار القسم الاخباري

آخر الاضافات


أخبار منوعة
حوادث



>
جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023