القسم :
فلسطين - ملف شامل
نشر بتاريخ :
27/10/2020
توقيت عمان - القدس
6:05:13 PM
قرية بتير.. جنة الله في الأرض.. تقرير تلفزيوني
الحقيقة الدولية – فلسطين المحتلة
على الطريق الرئيس الواصل بين مدينتي
الخليل وبيت لحم، وبعد أن تصبح على مرمى حجر من بلدة الخضر الواقعة في الجنوب
الغربي لمدينة بيت لحم، نتجه غربا بضعة كيلو مترات لنرى إطلالة بهية على مجموعة من
القرى الغربية الجميلة لمدينة بيت لحم (بتير، حوسان، نحالين، الولجة) الملاصقة
لجبال القدس العتيدة.
يبدأ مدخل بلدة بتير من تلة عالية
معمورة بالبنيان والكثافة السكانية، مرورا بانحدار سحيق جدا ينتهي بواد النسور في
قاع البلدة؛ الأمر الذي كون أراضي هذه البلدة على شكل مدرجات جميلة من الأراضي
الخضراء المزروعة بالخضرة والثمار.
يأسرك صوت خرير المياه الممتد عبر
قنوات كنعانية قديمة ينساب تحت ظلال شجر الأفوكادو والأجاص البلدي والأسكادنيا
وأشجار التين والعنب، وحولها أحواض النعنع والبقدونس والبقوليات والخيار والفقوس
والكوسا البلدي، ولينتهي به المطاف نحو البركة الرومانية القديمة، وبعدها يتوزع
هذا الماء على البساتين الجميلة المزروعة بالخضرة والباذنجان البتيري البنفسجي
اللون، والمشهور والذي ينسب الى بتير، حيث يوزع الماء على أراضي المزارعين وفق
برنامج متفق عليه.
جمال بلدة بتير يكمن في أراضيها
الزراعية المدرجة؛ التي تبدأ من مدخل القرية المرتفع المطل على جبال القدس مرورا
بالبلدة القديمة وقصورها التاريخية العتيقة، وانتهاء بواديها السحيق (وادي النسور)
على طول نحو سبعة كيلو مترات بمساحة 8000 دونم، هذا الوادي الذي لا زال يحتضن سكة
الحديد التاريخية التي تصل شمال فلسطين بجنوبها والتي بناها العثمانيون عام 1905م
.
جذور التسمية
سميت بتير بهذا الاسم نسبة للأصل
الكنعاني للتسمية ( بيت اير) أي بيت الطير، والمقصود بالطير النسر الذي كان يعشعش
في كهوفها وجبالها العالية المرتفعة ولذلك سمي واديها وادي النسور.
تحتضن قرية بتير الكثير من الآثار
الرومانية كبرك الماء والأقواس والقلاع والقنوات والمدرجات الحجرية، فكانت في
العهد الروماني تشكل قلعة حصينة عرفت باسم (بث ثير).
محاصيل وخضار وفواكه بتير كانت تصل إلى
كل القرى والبلدات في فلسطين وخاصة الباذنجان البتيري، وكانت النسوة يحملن أطباقا
كبيرة على رؤوسهن مصنوعة من القصب والبوص وهي مملوءة بالخضار والفواكه مشيا على
الأقدام نحو القدس كي يبعنها للتجار، ومن ثم يوزعونها على المدن الفلسطينية.
وصادر الاحتلال بعد حرب النكبة صادر
870 دونما من أراضي بتير وسكان القرية اهتموا بالزراعة، وبفضل الله ووجود الماء
والينابيع أصبحت بتير بلد الخير، ورغم تراجع اهتمام الناس بالزراعة بسبب غزو
المنتجات "الإسرائيلية" الزراعية من المستوطنات والكيبوتسات إلى الأسواق
الفلسطينية، إلا أن أهل بتير مصممون على الحفاظ على تراثهم الزراعي وإحياء
بساتينهم التي تشكل جنة الله في أرضه.
وأدرجت قرية بتير في قائمة التراث
العالمي في 21 يونيو 2014 عبر منظمة اليونسكو العالمية