الحقيقة الدولية – معان - قاسم الخطيب

مع دخول الماراثون الانتخابي لاختيار أربعة أعضاء لمجلس الأمة التاسع عشر ومقعد الكوتا احتدم السباق في رحلة البحث وبدأت التحالفات الانتخابية تطل برأسها في دائرة معان الانتخابية ومعها بدأت معارك الضرب تحت الحزام وتوظيف الأوراق العشائرية للمرشحين الذين بدأوا بنشر شعاراتهم وصورهم التي بدت ظاهرة في شوارع قصبة معان ولوائي  والشوبك والبترا .

أحاديث التحالفات مستمرة وتزداد سخونة كلما اقترب الموعد المنتظر، في العاشر من تشرين الثاني المقبل، حيث يدلي أكثر من 59.300 ناخب بأصواتهم لإشغال الأربعة مقاعد المخصص لدائرة بالإضافة إلى مقعد الكوتا للبرلمان في السنوات الأربع المقبلة.

وتشهد دائرة معان الانتخابية  حراكاً محموماً لعقد تحالفات بين المرشحين، وبدأت تتضح لدى المحللين وأصحاب الخبرة في الانتخابات القوائم التي تدخل مضمار المنافسة في هذه الانتخابات. وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم ثابت ومستمر لبعض القوائم في الدائرة وتؤكد أنهم يكسبون ناخبين جدد يوماً بعد آخر.

وكان عام 2020  قد شهد ازديادا كبيراً في عدد الناخبين في دائرة معان الانتخابية الذي بلغ 59.300 ناخب وناخبة موزعين في لواء القصبة 39.300 ناخب وناخبة و16 ألف ناخبة وناخبة في إقليم البترا و10 آلاف ناخب وناخبة في لواء الشوبك ، ويتوقع أن تشهد منافسات هذه الدورة مشاركة واسعة من قبل القطاع النسائي في هذه الدائرة والدليل على ذلك ارتفاع عدد المترشحات ليصل إلى 9 مترشحات في مختلف مناطق الدائرة .

ولا يعول الاكاديمي والناشط الاجتماعي الدكتور حسين عساف على بعض المحاولات لدمج ما أطلق عليه الأغلبية الصامتة، مؤكداً أن تلك العملية لا تعد سوى محاولات جزئية لتحسين الصورة السياسية، دون تغييرات حقيقية تحدث تفاعلات ديناميكية على أداء السلطة، وتضبط إيقاع الحكومة ، وتشجع الأردنيين على الذهاب لصناديق الاقتراع.

ووجه عساف حديثه إلى أبناء الدائرة متسائلاً: هل ترضون يا أهلنا في دائرة معان الانتخابية أن يصفي البعض خصوماته، ويحمي البعض الآخر مصالحه على حسابكم؟؟

موضحا عساف أن انتخابات المجلس النيابي التاسع عشر التي تنطلق  في العاشر من تشرين الثاني المقبل تأتي في ظل متغيرات اقتصادية كبيرة تتزامن مع جائحة كورونا هذا العدو المجهري الذي أربك العالم بأسره وما خلفه من تبعات وأضرار .

وفي إطار ما سبق، يقول عساف ان الانتخاب هو حق وحرية في آن واحد، فهو حق في التمتع به وهو كذلك حرية في ممارسته، وان هذا الحق وهذه الحرية لا يجب أبدا ان يحدهما قيد أو شرط غير تلك التي تضمن عدم انتهاك سمعة وحريات الآخرين وتكفل عدم الإخلال بالقوانين والأنظمة والآداب العامة.

وبدأت ملامح الصورة الانتخابیة في دائرة محافظة معان الانتخابیة، بالاتضاح تدریجیا مع قرب إجراء الانتخابات النیابیة القادمة والمزمع إجراؤھا  في العاشر من تشرین الثاني المقبل، بعد أن حسمت عدد من التجمعات العشائریة الكبرى أمرھا للخروج بمترشح إجماع لخوض الانتخابات النیابیة المقبلة، والذي حصل في الأیام السابقة. وتشیر التوقعات الأولیة، إلى أن مترشح أجماع العشیرة ذات الأعداد الكبیرة ھو الأوفر حظا بالفوز بأحد مقاعد دائرته الانتخابیة، لما لتك العشائر من ثقل انتخابي، وحدث وأن استخدمته في انتخابات نیابیة سابقه  أوصلت مترشحیھا إلى قبة البرلمان

وإذا أمعنا النظر في آلية الانتخاب لوجدناها الآلية الدستورية الأكيدة التي تضمن للنظم الديمقراطية ديمومتها وتكفل لها استقرارها مهما تباينت التحديات والمخاطر الداخلية أو الإقليمية أو الدولية او الوبائية  ، ولعل نظام الانتخاب الذي يعنينا هنا هو نظام الانتخاب البرلماني، الذي يمثل الآلية الدستورية الأكثر التصاقا بالأردنيين في ضوء ما للبرلمان كسلطة تشريعية ورقابية من سمات عديدة أبرزها انه انعكاس حقيقي لإرادة الشعب بصفته الوكيل الحقيقي لها في مواجهة سلطتي الدولة الأخريين خاصة التنفيذية منهما.

وأكد عدد من الناخبين في الدائرة ثمة أسباب أفقدت الانتخابات البرلمانية زخمها، وتراجع معها اهتمام الشارع المعاني ، أبرزها غياب التعددية السياسية، وسيطرة العشائرية على الانتخابات ومخرجاتها التي لم تلبي طموحات ابناء الدائرة .