الحقيقة الدولية - عمان - خاص

كتب الدكتور الصيدلاني زكريا الشيخ مقالا تحت عنوان" الجثث وكورونا وحقيقة انتقال الفيروس الى المياه الجوفية " قال  فيها : اعتقد ان الدكتور  نذير  عبيدات قد خانه التعبير حول تصريحاته باحتمالية انتقال فيروس كورونا من جثث المصابين بالمرض الى المياه الجوفية كون هذا الاحتمال غير علمي ويتنافى مع مراحل انتشار الفيروس والدراسات العلمية ومراحل تحلل الجثث، كما انه يصعد من نسب التوتر والقلق بين المواطنين كون المياه الجوفية احدى مصادر مياه الشرب في الاردن.

 وبين ان منظمة الصحة العالمية (WHO) أكدت بان الفيروسات والعناصر الوبائية المعدية لا تدوم طويلا في اجساد الموتى وتتلاشى بعد ساعات من دفنها، وخاصة بان وسائط نقل فيروس كورونا لدى الأحياء تكون بانتقال رذاذات العطس او السعال التي تخرج من المصابين والتي تستقر قليلا في الهواء او الأسطح

 وتالبا  نص المقالة :

أكن للدكتور نذير عبيدات الناطق الرسمي باسم لجنة الأوبئة وملف كورونا جل الاحترام والتقدير فهو كفاءة علمية رفيعة ويتمتع بالخبرة الواسعة الا انني اعتقد انه خانه التعبير حول تصريحاته باحتمالية انتقال فيروس كورونا من جثث المصابين بالمرض الى المياه الجوفية كون هذا الاحتمال غير علمي ويتنافى مع مراحل انتشار الفيروس والدراسات العلمية ومراحل تحلل الجثث، كما انه يصعد من نسب التوتر والقلق بين المواطنين كون المياه الجوفية احدى مصادر مياه الشرب في الاردن.

إبتداءً اتفق مع الدكتور عبيدات طبيًا بضرورة اتخاذ العاملين في القطاع الصحي وخاصة الطب الشرعي وأقسام التشريح وثلاجات الموتى اشد الاحتياطات في التعامل مع جثث المصابين بكورونا من مرحلة اعلان الوفاة مرورا بتجهيز الجثة وغسلها وتكفينها وحتى مرحلة الدفن النهائية وذلك تحسبًا  من التماس المباشر منعًا لانتقال العدوى قبل الدفن حيث اثبتت الدراسات ان الإفرازات والنزيف المرافق للجثث المصابة بالأيبولا والكوليرا والتوفئيد وامراض السل وغيرها قد تنتقل الى العاملين في الحقل الطبي الذين هم على تماس مباشر مع الجثث.

الا ان منظمة الصحة العالمية (WHO) أكدت بان الفيروسات والعناصر الوبائية المعدية لا تدوم طويلا في اجساد الموتى وتتلاشى بعد ساعات من دفنها، وخاصة بان وسائط نقل فيروس كورونا لدى الأحياء تكون بانتقال رذاذات العطس او السعال التي تخرج من المصابين والتي تستقر قليلا في الهواء او الأسطح.. وهذا لا يمكن حدوثه لدى الموتى لان خاصية انتقال العدوى انتفت فلا يمكن لميت ان يعطس او يسعل الا ان كان سطح الجثة ملوثا بالفيروس.. وقد كشفت دراسة واحدة معزولة في تايلاند وغير دقيقة عن تسجيل حالة إصابة واحدة انتقلت من جثة مصاب كورونا الى اخر سليم وبينت ذات الدراسة ان سبب الإصابة لم يؤكد.

إن تحلل جثث الموتى يُعرف بأنّه عملية تجزئة المواد العضويّة لأبسط عنصر أو جُزيء مُمكن، وهي من أهمّ العمليّات في الطّبيعة التي تمنع من تكدُّس المواد العضويّة الميتة وإعادة العناصر المُهمّة للطّبيعة.

وتمر جثة الإنسان بعدد من مراحل للتحلّل وخاصة مرحلة "الانتفاخ" التي تسبق مرحلة التحلل الذاتي وتبدا في غضون خمسة ايام من الدفن حيث ينتفخ جسم الإنسان نتيجة تكاثر الكائنات الحيّة المُختلفة داخله، حيث يمتلئ الجسد بالغازات، مثل الميثان، وثاني أُكسيد الكربون، والأمونيا، وكبريتيد الهيدروجين، ويحدث الانتفاخ بمنطقة البطن والأمعاء وهذا كفيل بقتل فيروس كورونا كفيد ١٩ الذي هو فيروس تاجي يستهدف الجهاز التنفسي وخلايا الرئة اما الجهاز الهضمي فتأثيره عليه محدود وقد يحدث اضطرابات فقط في الأمعاء الغليظة ما يؤدي الى الإسهال ولكنه لا ينتقل عبر فضلات الانسان.

وبالتالي فان مرحلة تحلل الجثث المصابة بفيروس كورونا لا يمكن ان تنقل الفيروس عبر الأتربة بعد دفن الجثة ولا يمكن ان تتسرب الى المياه الجوفية.. وقد حسمت منظمة الصحة العالمية في نهاية شهر نيسان الماضي بان قالت بان جثث موت فيروس كورونا لا ينقلون المرض.

ومن هنا أدعو المسؤولين عن ملف كورونا في الاردن الى توخي الحيطة والحذر وعدم اثارة القلق بين المواطنين والحذر من تصريحات أصبحت بيئة اعلامية خصبة للتندر محليا وعربيا.

القطاع الطبي الاردني انجز الكثير وكان في طليعة دول العالم في التعامل مع وباء كورونا فلا تجعلونا نخسر ما حققناها ونصبح سخرية للآخرين.