تلقت "الحقيقة الدولية" على الايميل الشهادة التالية من الداعية الدكتور امجد قورشا حول ما حدث على "دوار الداخلية" يوم أمس ننشرها كما وردت منه:
لا أدري ماذا سأقول لربي إن كتمت شهادتي التي رأيت بأم عيني فقد كنت شاهد عيان على كل لحظة حصلت في دوار الداخلية والكريم سبحانه يقول: ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون ويقول سبحانه ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه
ذهبت للموقع مرتين اليوم (الجمعة) قبل صلاة الجمعة وبعد صلاة العصر وكنت ذاهبا وفي نيتي إن سمحوا لي بالكلام أن أوجه رسالة إيجابية للجميع للمعتصمين ومؤيدي الدولة من العسكريين والمدنيين بما يجمع بين النفوس والقلوب
معتصمون مسالمون حصروا أنفسهم في مكان محدد ولم يستخدموا إلا الألفاظ الجميلة ويطالبون بمطالب يطالب بها كل أردني مخلص غيور على مصلحة البلد ويؤكدون على ما ورد في رسالة سيد البلاد للحكومة والتي تحمل انزعاج القائد الأعلى من تباطؤ الحكومة وتساهلها في محاربة الفساد
والعجيب أنهم رشقوا بالحجارة من شباب لا أدري من أين أتوا لكن المشاهد لا يخفى عليه أنهم موجهون ومنظمون جدا والأدهى أن رجال الأمن لا يمنعونهم من رمي الحجارة
ثم شهدت بأم عيني المعتصمين يستغيثون علنا برجال الأمن والجيش كي يحموهم من شباب اعتلوا طوابق عمارة قيد البناء وكانوا يرمون بالحجارة الكبيرة من الطابق الرابع وحتى السابع تقريبا وبشكل همجي ووحشي ولكن رجال الأمن لم يحركوا ساكنا
ثم قمت بنفسي بالذهاب إلى أعلى رتبة أمنية وقعت عيناي عليها ضمن المئات وكان ضابطا برتبة مقدم في الأمن العام وتحدثت معه بكل أدب عن ضرورة أن يوقفوا هؤلاء الذين يرمون الحجارة فقال لي بأنهم قد بعثوا مجموعة لتوقفهم فأسكتني ولكن على أرض الواقع لم أر شيئا
ثم جاءت مجموعة من الدرك فطوقوا المعتصمين ضمن طوق محكم ومنعوهم من الخروج من هذا الطوق ولم يتحركوا في اتجاه الآخرين الذين كانوا يرمون الحجارة بكامل الحرية مع كل التسهيلات من قوات الأمن فحاولت الخروج من الطوق لأحدّث المسؤول عنهم فمنعي رجال الدرك وتصادف أن أحد المسؤولين عنهم عرفني فجاء من خلف رجال الدرك وأخرجني من بينهم وتحدثت معه عن ضرورة عدم السماح لمن يرمون الحجارة بهذا الفعل القذر ويجب أن يسكتوهم فلم آخذ منه جوابا واضحا لأفاجأ بعدها وخلال ثوان بمجيء قوات الدرك المجهزين بسيارات فنزلوا على بعد مترين مني ومباشرة خرجوا من السيارات وخلال ثوان ابتدؤا بهجوم مباغت على المعتصمين المحجوزين أصلا ضمن المجموعة الأولى من قوات الدرك فابتدؤوا بضربهم ودفعهم لجهة واحدة
وبعدها وبتسارع عجيب سمحت قوات الأمن وبكل وضوح للبلطجية وأنا أشاهد بالهجوم على المعتصمين ليضربوا المتظاهرين رجالا ونساء شيوخا وصغارا وليستولوا على ممتلكاتهم وحاجاتهم الشخصية والميكرفونات والسماعات ثم ليقوموا لا بتكسيرها بل بتفتيتهما بطرقة انتقامية وكأن كل واحد من هؤلاء البلطجية كان ينتقم من قاتل أبيه أم أمه وأثناء ذلك كان بعض هؤلاء البلطجية يستفردون ببعض المعتصمين من الشباب وكبار السن فيهجم ما يقرب الخمسة إلى العشرة على واحد أعزل يرمونه أرضا ويوسعونه ضربا وهو بلا حول ولا قوة ثم يأتي اثنان أو ثلاثة من رجال الأمن بالزي الرسمي ليأخذوه من تحت أقدامهم فيتم جره كأنه قطعة لحم أو كيس قمامة فيتم أخذه إلى مبنى محافظة العاصمة الملاصق للموقع وأثناء جره يكون البلطجية من المدنيين يضربونه وفي أكثر من حالة لم يكن رجال الأمن يمنعونهم
ناهيك عن أن سيارة رش المياه المضغوطة أول ما رشت المياه وأنا أشهد وأقف على بعد أمتار رشتها على النساء العزليات القابعات تحت الجسر وقوات الدرك تهاجمهن وتدفعهن وحدثني شخص بعد دقائق