موجة حنان سعودية تدفع الاردن لترقب مساعدات وواشنطن خلقت مساحات تفاؤل وشجعت عمان على اصلاحات سريعة
شهد مربع العلاقات الاردنية - السعودية خلال الايام القليلة الماضية شكلا من اشكال الانفراج خصوصا على صعيد الوعود السعودية بالتضامن ماليا مع عمان خلال الاسابيع المقبلة في محاولة اظهار الرياض اهتمامها بأزمة عجز الميزانية في الاقتصاد الاردني.
ولم تحصل تطورات ملموسة او سريعة على هذا الملف وفقا لمصدر اردني رسمي ومطلع لكن العاهل السعودي فيما يبدو ارسل اشارات ايجابية "ماليا" للاردنيين توحي بأن موقف الرياض المالي قد يتغير خلال وقت قصير وينتقل من نقطة ارتكازه خلال الاعوام الثلاثة الماضية.
وطوال الاعوام الثلاثة الماضية لم تقدم السعودية مساعدات مؤثرة للجانب الاردني وقلصت الى حد بعيد الغطاء النقدي الذي كانت تعد به الاردنيين بالعادة، لكن المسؤولين الاردنيين يترقبون وفي وقت قصير تغيرا في الموقف السعودي يؤدي الى ضخ مبلغ مالي معقول يساعد في تقليص عجز ميزانية الحكومة الاردنية التي تواجه ازمة مالية حادة وعشرات الاعتصامات المطلبية والمعيشية يوميا.
ومن الواضح ان المتغير الاقليمي الحاصل مؤخرا نبه الرياض لحساسية الموقف المالي في الاردن واعاد انتاج موقفها. وحسب المعلومات يتوقع مسؤولون اردنيون ان يتغير الموقف السعودي القديم خلال وقت قصير بحيث يصبح التضامن مع الاردن اقتصاديا عمليا وليس لفظيا ويتجاوز مسألة الوعود.
وكان العاهل السعودي قد اتصل الاسبوع الماضي بنظيره الاردني وابلغه تضامنه، لكن عمان تنتظر بصبر التعبير العملي الملموس عن هذه الوعود وتتوقع ضخ مساعدات مالية قريبا في الخزينة الاردنية لاغراض مواجهة النقص الحاد في العجز تفاعلا مع موجة التضامن والحنان السعودية المفاجئة.
ويقول خبراء الحكومة الاردنية بأن الخزينة محتاجة بشكل ملح لما لا يقل عن مليار دولار على الاقل وبسرعة لمواجهة حالة التأزم الحالية وبهدف الحفاظ على مستوى الاسعار وخصوصا المحروقات لما تبقى من العام الحالي على الاقل. وعلى ضفة مقابلة يبدو ان مشاعر الارتياح تسود في اوساط القرار الاردني من مؤشرات ايجابية ترد من واشنطن التي ضاعفت من اتصالاتها مع عمان مؤخرا ووعدت بتخصيص المزيد من المساعدات الاقتصادية مع تعهدها على الارجح بالضغط على السعودية لتقديم ضمانات داعمة اضافية للاردن.
ومن المرجح ان اتصالات واشنطن تقف خلف مقترحات بالانتقال اردنيا لدائرة الاصلاحات السريعة والمباشرة والخالية من التردد، وهذه المسألة كانت مدار نقاش مع مسؤولين في الادارة الامريكية طوال الايام الماضية.