الحقيقة الدولية – العريش – محمد الحر
عمرو سلامة، مدون مصري وطالب في السنة الثانية بكلية الإعلام في جامعة سيناء بمدينة العريش. رغم حداثة عمره إلا انه استطاع ان يلفت الأنظار إليه من خلال مدونته التي أطلقها عبر الشبكة العنكبوتية "الانترنت" واختار لها عنوانا لافتا هو "لسه عايش" رصد من خلالها العديد من الأحداث المهمة التي تجري في أنحاء مصر وتتعلق بالمواطن البسيط ومنها الإضرابات والاعتصامات التي يقيمها المواطنون والموظفون والفئات المهمشة، بالإضافة لتناوله للأحداث المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان، وكان له تغطية مميزة للعدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة.
ولأنه طالب مجتهد ونشط وملتزم دينيا و "مثير للمشاكل" لما يطرحه عبر مدونته، أعلنت كليته التي يدرس فيها حربا ضروسا ضده لإقصائه عن انتخابات اتحاد الطلاب إلى جانب العديد من المضايقات الأخرى، ودعوته صراحة لإزالة مدونته من على الانترنت، وعندما وقف عمرو ضد كل هذه الرياح جاءت عاصفة رفض قيده العام بالجامعة عقابا له على نشاطه وفكره وطموحه.
يقول سلامة لمراسل "الحقيقة الدولية" في سيناء: "اتجهت للتدوين منذ ثلاثة أعوام، في نيسان 2007 عندما كان التدوين مرتبطا بالحراك السياسي في الشارع، وكانت تجرى في تلك الأيام المحاكمات العسكرية لجماعة الإخوان والاعتقالات الكثيفة جدا التي واجهتها الجماعة، بالإضافة إلى انتخابات المجالس المحلية ومجلس الشورى والمظاهرات التي انطلقت من القوى الوطنية الفاعلة في الشارع كحركة كفاية وضد التوريث و6 ابريل، والتي كانت تسير المظاهرات والوقفات الاحتجاجية أمام النقابات خصوصا، وفي الميادين العامة عموما، أيضا كانت هناك أحداث حصار غزة وحرب لبنان الأخيرة في صيف 2006 ووقفات القضاة ضد التزوير في 2006 وأزمة رغيف العيش، وأزمة اختفاء البنزين، وكل هذه الأحداث وغيرها هي التي أدت إلى اتجاهي للتدوين، خاصة وأن التدوين ما هو إلا صفحه للتعبير عما بداخلي بحرية شديدة وممارسة ما أهواه وادرسه في الصحافة، حيث قمت بنقل مباشر للأحداث عبر تويتر والبلوجر واليوتيوب، وكنت دائما، وما زلت، اكتب، حيث الحرية المطلقة، عما يحدث في الشارع، بعد أن أصبحت نوافذ التعبير عن الرأي مغلقة في وجه كل مواطن مصري من المفترض انه يمارس حقه، وأصبح التكميم وغلق الأفواه الوسيلة التي يتبعها الأمن حاليا، فوجد اغلب الشباب، وكنت أنا منهم، منفذا الكترونيا للتعبير عما في صدورهم ولكني تميزت ببعض الأشياء التي أدت إلى مدونة "لسه عايش" المعروفة في الوسط التدويني الآن.
وأضاف أن عنوان المدونة جاء "بعد أن وجدت اليأس متأصلا في الشارع المصري وان التغير لن يأتي وان الحياة ستكون أسود مما كانت عليه، خاصة أن الشباب والشعب المصري عموما فقد الأمل في التغيير، وكانت هناك بعض المدونات التي كان اسمها (ميت) و (عيش ندل تموت محروق) هكذا من عناوين تؤدى إلى إحباط دام ومترسخ لا ينجلي، وأردت أن يكون هناك اسم جديد على الساحة التدوينية له علاقة بالأمل ورفع الروح المعنوية فـ "لسه عايش" اسم له معنيان الأول انه يعطى الأمل، والثاني انه يقول للظلم ان هناك من هو "لسه عايش" يتصدى لك فقف عند حدك، ولن تأخذ مني يأسا، وسأكون لك بالمرصاد.
لوبي إسلامي عربي
وقال سلامة ان الإعلام في مصر مبني على النفاق والمصلحة ولا يتجه دائما لمصلحة الشعب أو من يقرأه أو يراه أو يسمعه، وأصبح إعلاما شخصيا يبنى على إثارة المواضيع غير الهادفة والتي تثير الغرائز والشهوات ولا تعبر عن حال المواطن وما يجرى له.
وتابع: لقد وجدت أن المتحكم بالعالم والممسك بتلابيبه هو اللوبي الصهيوني والمتحكم في كافة وسائل الإعلام الأجنبية والعربية أيضا، فعزمت في نفسي ان أكون ضمن اللوبي الإسلامي العربي الإعلامي المتحدى لهؤلاء الذين ينشرون الكذب ويشوشون الخبر ويقمعونه عبر أدواتهم في البلدان العربية، وقبل هذا وذاك أعيش هاجسا أن للعرب قضية يجب أن تكون مثارة دائما ولنا حق يجب أن يسترد وهو القضية الفلسطينية والجولان ومزارع شبعا، كما يفعل اليهود حاليا باكتسابهم تعاطف العالم كله بشأن أمر حدث لهم منذ سنوات ألا وهو الهولوكوست الكاذب.
وأشار سلامة إلى أن مدونته معنية بشكل مباشر بالجانب الإنساني وحقوق الإنسان "لان هناك حقا يسلب، فلابد أن يكون هناك من يدافع عنه، والظلم انتشر والفساد عم وأصبح الفساد في مصر لا يجد من يقف أمامه، وأصبح الظالمون يمشون في الشوارع بحراسات ولا يخافون المحاسبة، وأصبح الحق مهدورا، وأصبح الظلم أمرا عاديا وشائعا وموجودا منه الكثير، وقد قرأت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال: أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر، فاعتبرت أن ما أقوم به هو جهاد ونضال من اجل حق مسلوب ومن اجل ترسيخ شرعية وتطبيق للقانون المهدر.
مضايقات حكومية
ولفت إلى أن هذا الأمر تسبب له بالعديد من المضايقات من قبل الدولة، و "كان أولها منعي من دخول انتخابات اتحاد الطلبة في الجامعة بدون أي أسباب واضحة من الإدارة، وانكشفت الأسباب بعد عدة تحقيقات أقامها نائب رئيس الجامعة بنفسه معي حتى اتضح انه بسبب مدونتي على الانترنت، وقد أصدرت الشبكة العربية لحقوق الإنسان وقتها بيانا قالت فيه إنني أول طالب أمنع من انتخابات الاتحاد لأنني مدون، وبدأت المضايقات تظهر عندما طالبتُ الجامعة بحملة ضد التدخين في الجامعة وقالوا لي "لو طلب احد غيرك هذا الطلب فنحن موافقون عليه، أما أنت بالذات فلن نوافق لك على أي طلب تطلبه".
وقال ان الوضع الفلسطيني عموما وقطاع غ