الاردن.. أطباء يؤكدون أن عمليات ترقيع البكارة تنقذ حياة فتيات وآخرون يرونها جريمة أخلاقية
- حمدي مراد: الشرع يعتبر إجراء عملية الترقيع جريمة أكبر من الزنا
تلجأ فتيات إلى ترقيع غشاء بكارتهن، نتيجة تنشئة اجتماعية صارمة تحتم على الفتاة الاحتفاظ بهذا "الكنز"، في حالة تعكس حدة في الانفصام الذي يعيشه المجتمع العربي نتيجة الربط بين العفة وغشاء البكارة.
ويعد هذا الغشاء الرقيق "التعويذة" التي تستعين بها الفتاه أمام زوج المستقبل، و"العلامة المسجلة" لعفتها، ونقائها وقدرتها على حماية نفسها حتى تزف إلى زوجها.
ولأن العذرية خط أحمر، تنسج حولها الكثير من الخرافات والأساطير، وتشكل مادة دسمة تتناولها الفتيات بنهم، في نمنمات اجتماعية ومغالطات دون توفر أي سبيل علمي أو ديني واضح، ينبه الفتاه إلى كينونة ما تحمله في داخلها.
كما يفرض المجتمع العربي قيوده وعاداته على أبنائه في ظل تفريق صارخ بين الفتاه والشاب، ما يعكس تبني "عقلية شيزوفرينية"، من دون الالتفات إلى أننا لسنا في حاجة إلى العملية وغشاء البكارة لمعرفة أخلاق الفتاة.
طبيب اختصاصي نسائية وتوليد، فضل عدم ذكر اسمه، يؤكد "رفض" عدد كبير من الأطباء إجراء عمليات "ترقيع" غشاء البكارة، ليس فقط لكونها "غير قانونية" بل لأنها أيضا "غير أخلاقية".
ويعتبر، أن مجرد قبول الطبيب إجراء مثل هكذا عمليات هو "خداع وتدليس".
ويشير إلى أنه على أي طبيب "الامتناع" عن إجراء مثل هذه العمليات، وعدم التشجيع على الإقدام عليها، من اجل المحافظة على المجتمع، وعدم ترك الحبل على الغارب.
في المقابل يخالف طبيب آخر، فضل عدم ذكر اسمه أيضاً، زميله، قائلاً: "انه لا ضير في إجراء مثل هذه العمليات، خصوصا وان جهات دينية أفتت بجوازها، ترسيخا للمفهوم الديني القاضي بأولوية الستر على المعاصي وعدم الجهر بها، فضلا عن إنقاذ سمعة فتاة، لتبدأ حياه جديدة".
ويقول نفس الطبيب: إن إجراء مثل هذه العمليات "متاح"، وان كانت في أضيق الحدود، مشيراً إلى أن هذه العمليات "قد تساعد في إنقاذ حياة فتيات، كن من الممكن أن يمتن ضحية لجرائم الشرف".
يشار إلى أنه ترتكب في المملكة نحو 18 جريمة شرف في العام الواحد.
من جانبه، يشدد رئيس جمعية أطباء النسائية والتوليد الدكتور خليل البربرواي على ضرورة معرفة الطبيب بالدوافع والأسباب التي أدت الى فض غشاء البكارة، مشيرا إلى انه يؤيد إجراءها فقط في الحالات "الحرجة أو الطارئة كالاغتصاب".
ويبين أنه من الناحية الطبية "لا يمكن رجوع الغشاء إلى طبيعته 100%، كما أنه لا يمكن إجراء هذه العملية أكثر من مرة".
ويشير البربراوي إلى أن أي طبيب من واجبه حماية مرضاه، وعلى أي طبيب التثبت من أسباب تهتك الغشاء أو فضه عند الفتاه قبل إجراء العملية، مبينا أن أي طبيب يثبت عليه إجراء مثل هذه العمليات "يعطى تعليمات وتنبيهات، ومن ثم يحول إلى المجلس التأديبي في نقابة الأطباء"