السلطات المصرية تعزز من وجودها على الحدود وتوقف العمل بالجدار الفولاذي بعد تعطل المعدات وفرار العاملين به
- وزير الخارجية المصري يعترفا ضمنا بإنشاء مصر للجدار ويقول: "أرض مصر وأمنها أكبر من أي شيء"
- مصادر فلسطينية: "إطلاق النار على الحدود المصرية جاء نتيجة شائعات بتوقف عمل الأنفاق نهائيا عن العمل بسبب الجدار وتطالب بفتح معبر رفح بشكل كامل للقضاء على تجارة الأنفاق |
الحقيقة الدولية – رفح – محمد الحر
تسود حالة من التوتر الشديد على الحدود المصرية – الفلسطينية بعد قيام ملثمين فلسطينيين بإطلاق النيران المكثفة باتجاه المعدات العاملة في تشييد الجار الفولاذي بالجانب المصري في مدينة رفح الحدودية مع قطاع غزة
مما أسفر عن عطب البريمة الرئيسية التي تعمل على حفر ممر تثبيت الألواح المعدنية للجدار الفولاذي بالإضافة لإصابة ثلاثة حفارات برصاص الفلسطينيين مما أدى لعطبها وتوقفها عن العمل.
وعلمت " الحقيقة الدولية " من مصادر مطلعة أن المسلحين الفلسطينيين قد حرصوا على إطلاق نيرانهم باتجاه المعدات فقط دون استهداف الأفراد العاملين في تشييد الجدار الفولاذي المصري ، بعد أن اخترقت "البريمة" الرئيسية التي أصابها الرصاص احد أهم الأنفاق الرئيسية وأدت إلى انهياره ، وان إطلاق النار جاء كأول ردود الفعل من أصحاب الأنفاق والعاملين بها على تشييد الجدار الذي سيمنع عمل الأنفاق ويحد من عمليات التهريب من خلالها بالإضافة إلى إضافة أعباء كبيرة على أصحاب الأنفاق الذين سيضرون للحفر بأعماق كبيرة تحت الجدار لإقامة أنفاق جديدة .
وقد امتنع العاملون بموقع تشييد الجدار شمالي معبر رفح البري والذين يتبعون شركة " المقاولون العرب " – أهم شركات الإنشاءات والمقاولات في مصر عن العمل وانسحبوا من الموقع خشية تعرض حياتهم للخطر ، وفشلت إدارة الشركة في إثناء العمال عن موقفهم بالتوقف عن العمل.
وقامت السلطات المصرية بتعزيز قواتها بمنطقة تشييد الجدار وعلى طول حدودها مع قطاع غزة تحسبا لإطلاق نار أو اعتداءات جديدة من الجانب الفلسطيني على المعدات والحدود المصرية بالجانب المصري ، كما أغلقت السلطات الأمنية الطريق المؤدي إلى معبر رفح البري بعد تدفق العديد من الصحافيين والإعلاميين من مختلف وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية على مدينة رفح لزيارة ورصد عملية إنشاء الجدار الفولاذي المصري عقب التسريبات المصرية بتأكيد تشييده وخاصة بعد قيام مجموعة من الفلسطينيين الملثمين بإطلاق النار باتجاهه ، وتقوم السلطات المصرية المتواجدة على الحواجز الأمنية بطول الطريق الدولي العريش – رفح بالتدقيق في هويات كافة الأشخاص المتوجهين إلى مدينة رفح للتأكد من شخصياتهم ومعرفة السبب في توجههم إلى المدينة فيما تمنع الصحافيين والإعلاميين من المرور باتجاه معبر رفح والمنطقة الحدودية مع قطاع غزة.كما قامت السلطات المصرية بمخاطبة قيادات بارزة بحركة المقاومة الإسلامية حماس لنشر قواتها على الحدود مع مصر لمنع تكرار الاعتداءات المسلحة من جانبها على الجانب المصري وسرعة التحقيق في حادث إطلاق النار على الحدود المصرية ومحاسبة المتورطين فيه.
وقالت مصادر فلسطينية من غزة – خلال تصريحات صحافية – انه مع انطلاق الآليات والمعدات الإنشائية في المنطقة الحدودية المصرية برفح راجت شائعات على نطاق واسع في غزة تفيد بان شريان الحياة الوحيد للقطاع – في إشارة إلى الأنفاق – سيتوقف في ظل تراجع العوائد الاقتصادية الخاصة بتلك التجارة التي ازدهرت خلال السنوات الثلاث الماضية منذ فرض الحصار الإسرائيلي على غزة ، فضلا عن ضعف الطلب على عمال حفر الأنفاق وحدوث بطالة واسعة في صفوف هذه العمالة".
وقال القيادي في حركة حماس الدكتور " محمود الزهار" أن فريقا من الحركة يواصل جمع المعلومات عن الجدار الفولاذي المصري لتقديم تقرير حوله لعرضه على رئاسة الحكومة الفلسطينية المقالة ، تمهيدا للتباحث حول هذا الملف في القاهرة خلال أول زيارة يقوم بها وفد الحركة للعاصمة المصرية.
وقال الدكتور" غازي حمد "– مدير سلطة المعابر بقطاع غزة - :" لقد ناشدنا الجانب المصري للعمل على فتح المعابر بشكل رسمي كأفضل السبل للقضاء على تلك التجارة – تجارة الأنفاق – حتى تتم الحركة فوق الأرض وليس تحتها لن من يفعلون ذلك مضطرون الى ذلك في ظل الحصار الراهن على قطاع غزة ".
وفي سياق متصل اعترف وزير الخارجية المصري "أحمد أبو الغيط " ضمنياً ببناء جدار فولاذي على حدود مصر مع قطاع غزة" وأكد- في تصريحات صحافية لوسيلة إعلام محلية –" أن من حق مصر فرض سيطرتها على حدودها وصيانة أرضها ويجب ألا يسمح أي مصري بانتهاكها.وأشار إلى أن "المهم هو صيانة الأرض المصرية، ويجب ألا يسمح أي مصري بأن تنتهك أرضه بهذا الشكل أو ذاك".
وقال وزير الخارجية المصري :" أن القضية الفلسطينية في قلب كل مصري لكن أرض مصر وأمنها أكبر من أي شيء ونحن على استعداد للتضحية بالكثير لاستعادة الحقوق الفلسطينية غير أن المأساة الكبرى هي أن الكثير من القيادات الفلسطينية لا يرون هذه الرؤية ومن يقل إن مصر تفرض سيطرتها على حدودها، نؤكد له أن هذا حق كامل لمصر.