فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا في العثور على جثامين أحبائهم المفقودين زفيريف يودع بطولة ميونخ للتنس ساعدت الحوثيين.. عودة سفينة تجسس إيرانية إلى البلاد بعد 3 سنوات من إرسالها مقتل شخص شمال العراق بهجوم نفذته مسيرة تركية إطلاق عاصفة الكترونية رافضة تمديد بيع الخمور بعد منتصف الليل هنية يصل إلى تركيا على رأس وفد من قيادة الحركة التنمية تضبط متسوّل يمتلك سيارتين حديثتين ودخل مرتفع بحوزته 235 دينارا في الزرقاء "القدس الدولية": منظمات متطرفة ترصد 50 ألف شيكل لمن يقدم "القربان" في الأقصى استشهاد طفل برصاص الاحتلال في مخيم طولكرم الصفدي في اتصال مع نظيره الإيراني: الأردن لن يسمح بخرق اجوائه من قبل ايران او (إسرائيل) نائب محافظ البنك المركزي المصري: ملتزمون بسعر صرف مرن روسيا.. أكبر مورد للنفط إلى الهند للعام الثاني على التوالي منغوليا تدفن 7 ملايين رأس ماشية مصر تعتزم خفض أسعار الخبز غير المدعم بما يصل إلى 40% "الاتحاد للطيران" تعلن عودة رحلاتها إلى العمل بصورة طبيعية

القسم : مقالات مختاره
عندما يصبح التطبيع نضالا ؟!!
نشر بتاريخ : 10/24/2017 7:35:12 PM
فيصل ملكاوي

 
فيصل ملكاوي 

توقع الراي العام ان يحاول الحزب الشيوعي الاردني ان ينفي او يناور او يحاول على الاقل تجاهل الاخبار التي نقلت اللقاء المصور الذي جمع شبيبة الحزب الشيوعي الاردني مع نظرائهم في اتحاد الشبيبة الاسرائيلي في مدينة سوتشي الروسية مؤخرا على هامش المشاركة في مهرجان الشباب والطلبة الذي عقد هناك بتنظيم من اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي الا ان المدهش والمثير ان احد قادة الحزب في الاردن صرح بشكل مباشر وبلا مواربة معلقا على هذه الاخبار بتاكيدها بل وصف أعضاء اتحاد الشبيبة الشيوعي الإسرائيلي (برفاق الكفاح والنضال ضد الامبريالية والاحتلال).

الغرابة في الامر ان الشعار الكبير الذي طالما رفعه الحزب الشيوعي الاردني برفض التطبيع المباشر وغير المباشر وبكافة اشكاله وصوره ، وتحت اي غطاء او اي

مبرر تهاوى مرة واحدة بحدوث ذلك اللقاء وتبرير القيادي في الحزب بانه لقاء « رفاق الكفاح والنضال « مع اتحاد الشبيبة الشيوعي الاسرائيلي وبتجاهل تام لكل انتقادات الراي العام لذلك اللقاء وكذلك من القوى الحزبية ومؤسسات المجتمع المدني التي طالما اصغت لهدير ماكينة الحزب الشيوعي

الدعائية التي حرمت وجرمت التطبيع مع اسرائيل ووصف كل مقترف ذلك الامر بالخيانة والاساءة للقضية الفلسطينية والانقلاب على الثوابت العربية في الصراع العربي الاسرائيلي الذي لا زال قائما وسيبقى ما دامت القضية الفلسطينية بكافة مفاصلها ترزح تحت نير الاحتلال الاسرائيلي.

صورة اللقاء الذي جمع بين شبيبة الشيوعي الاردني واتحاد الشبيبة الشيوعي الاسرائيلي كانت صادمة ، واثارت حالة واسعة من الجدل وردود الفعل لما اعتبر تطبيعا من حزب اردني طالما جاهر بمناهضة مثل هذا السلوك بل بنى صورته ودعايته على هذه الدعامة الجاذبة للشعبية للارتباط الوثيق للوجدان والحالة الاردنية بالقضية الفلسطينية واعتبارها قضية اردنية بامتياز بارضها وشعبها ومقدساتها ، لا زال الاردن يذود عنها في كافة المحافل وصولا الى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من حزيران من العام 1967.

بعد هذا اللقاء وهذا الدفاع والتبرير له ، من الحزب ، لم يعد بالامكان تصديق ازدواجية الخطاب ازاء مسالة التطبيع ، ولم يعد بالامكان تصديق هذا الخطاب اذا طرح كشعار مجددا في اي فعالية يشارك فيها الحزب داخليا او خارجيا ، فاذا كان اعضاء اتحاد الشبيبة الاسرائيلي (رفاق نضال وكفاح) بالنسبة للحزب الشيوعي الاردني او على الاقل بالنسبة لمن صرح بذلك من احد قياداته وان كان حاول تغطية ذلك باستخدام مفردات مثل ضد الاحتلال

والامبريالية متجاهلا في ذات الوقت ان الخريطة الحزبية الاسرائيلية تتفق على الاهداف الاساسية بالنسبة ( لاسرائيل ) وان اختلفت بالتكتيكات والاساليب لتحقيق

تلك الاهداف واولى تلك الاهداف هي رفض الاعتراف بالحقوق الفلسطينية ورفض ازالة الاحتلال كما ان دور بعض هذه الاحزاب وبالذات ذات الصبغة

الاشتراكية هو تجميل صورة الاحتلال البشعة امام العالم بممارسات شكلية لا معنى لها على ارض الواقع.

الذي يصف حزبا اسرائيليا مسجلا في اسرائيل برفاق الكفاح والنضال نسي فجاة وبلا سابق انذار ، ان اباء الاستيطان والقنابل النووية الاسرائيلية ، وعتاة الغزاة في قوات الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين والجولات ولبنان وسيناء خلال الحروب العربية الاسرائيلية خلال العقود الماضية ، هم ذاتهم حملة الفكر المتماهي

في ايدلوجياته والقائم على الاشتراكية والمصطلحات المستمدة من ذلك القاموس بل هم من مارسوا اشد انواع التطرف والتنصل من الشرعية الدولية ،ويفخرون بانهم الاباء المؤسسين للاحتلال ورعاة المشروع الاستيطاني وبناة المشروع النووي العسكري ولم يغادورا المشهد السياسي الاسرائيلي

كاصحاب القرار الا بعد ان اكملوا كل شيء ولم وعبدوا كل الطرق لليمين المتطرف للمراكمة على ما قام « الرفاق « بتاسيسه على مر العقود الماضية.

اذا سقط الشعار وغرق في ازدواجية المعايير فان مواصلة الخطاب بذات المفردات السابقة يبدو ضربا من الخيال ، او محاولة للاستخاف بذاكرة الراي

العام ووجدانه وهذه مهمة مستحيلة لان هذه الذاكرة حية ولا ينطلي عليها التلاعب بالمفردات امام الحقائق الدامغة التي تتكشف وتكشف المستورة تحتها.

عن الرأي

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023