القسم : مقالات مختاره
خمس طعنات في ظهر الأقصى
نشر بتاريخ : 7/18/2017 1:57:16 PM
ماهر ابو طير

ماهر ابو طير


تقرأ تعليقات خطيرة جدا، بخصوص المسجد الأقصى، من جانب عرب ومسلمين، والواضح، ان غسيل العقل، لدى البعض، وصل مرحلة متقدمة، فلم يبق عندهم، عزيز، ولا عندهم اخلاق عرب او مسلمين.

خمسة تعليقات قرأتها عبر صفحات التواصل الاجتماعي بخصوص المسجد الاقصى، واول هذه التعليقات تقول ان الاقصى لو كان مهما للمسلمين، لما تغيرت القبلة، باتجاه مكة المكرمة، ويستدعي هؤلاء الآية الكريمة التي نصها « قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها» للدلالة على ان النبي صلى الله وعليه وسلم، لم يكن يرضى القدس قبلة، ويريد قبلة ثانية له، واصحاب هذا الرأي المشبوه، يريدون القول ان الاقصى، ليس قبلة، والقبلة تحولت، ومكانته بالتالي عند المسلمين مثل اي مسجد آخر، والهدف هنا، الطعن في مشروعية الاقصى، ومشاعرنا تجاهه.

ثاني هذه التعليقات يتحدث عن ان المسجد الاقصى، ليس هو المسجدين، قبة الصخرة والقبلي، وان هذين المسجدين، بناهما الامويون، وان الاقصى تحت هذين المسجدين، كما ان الاقصى، موقع وتراب ومكان، وليس بناء، بناه الامويون، وانه لو تم هدم المسجدين، او احدهما، فليس مشكلة، فالبناء قابل لاعادة العمران، والاقصى سيبقى، باعتباره موقعا، وليس مجرد بناء، واصحاب هذا الرأي يريدون التنصل بخسة شديدة، منذ الان، من اي اضرار قد تلحق بالاقصى، ويريدون تهوين المصيبة وتمريرها، تحت مسميات مختلفة.

التعليق الثالث، يقول ان علينا ان لانغضب كثيرا، اذا تم اغلاق الاقصى، او منع الصلاة فيه، او منع رفع الأذان، لان الاقصى تم اغلاقه ثمانين عاما واكثر ابان الغزوات الصليبية، وتحول الى حظائر خيل، حتى جاء فرج الله، بصلاح الدين الايوبي، ومثل اصحاب هذا الرأي يزيدون من شعرهم بيتا، اذ يقولون ان تصحيح عقيدة التوحيد لدى المسلمين اهم من هذه القصة، ونفر آخر يقول، ان علينا ان نغضب لمقتل الفلسطينيين، لو كان فينا خير، بدلا من غضبنا، على بناء يقام ويهدم ويقام.

اما التعليق الرابع والاسوأ فيقول ان اسرائيل حتى لو تقاسمت الاقصى جغرافيا، وشطرته الى نصفين، واقامت هيكل سليمان، في جزء من الحرم القدسي، فإن هذا الامر عادي جدا، لان الصلاة والاجر والثواب، امور ستبقى قائمة، باعتبار ان كل مساحة الحرم القدسي اقصى.

يأتي التعليق الخامس، وهو تعليق سمج وتافه جدا، ويقول ان الاقصى، مسجد للفلسطيينين، وعليهم ان يحلوا مشكلتهم بأيديهم، فتقول لهؤلاء ان الاقصى مسؤولية الجميع، فيبادرك هؤلاء بقصص لابداية لها ولانهاية، كلها تريد التخفف من المسؤولية والهروب الى حيث لامسؤولية.

لاتعرف مالذي اصاب روح هذه الامة. وهن ام ضعف. ام انها عمليات غسيل للعقول، ولانريد الدخول في جدل ديني ووطني هنا، لان الامور واضحة، فالاقصى رمز ديني للمسلمين، بكل ما تعنيه الكلمة، ومحاولة تأويل النصوص الدينية، وتصنيع اجتهادات جديدة، امر يصب في مصلحة الاحتلال؟!.

كما ان البعد الوطني، يضاف الى الديني، فالاقصى هنا، رمز سياسي للقدس، المدينة العربية المسلمة، ورمز لفلسطين، وليس مجرد مكان للصلاة، اسري اليه النبي وعرج منه الى السماء، وفي كل الاحوال، فإن هكذا تعليقات، تكشف هذه الهشاشة التي اصابت ارواحنا، فصار بيننا، من يؤثرون السلامة، والحياة، على قول الحقيقة؟!.

هذا زمن صعب جدا، يقرأ فيه العرب، اللغة العربية، من اليسار الى اليمين، وعلينا ان نتوقع الكثير، على شاكلة هذا الكلام، لكننا نعرف نهاية المطاف، ان الحق سيتم احقاقه، مهما طال الزمن، ومن يعش يرَ بأم عينيه.

عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023