موجة حرّ قادمة.. ودرجات الحرارة قد تصل إلى 44 مئوية البنك المركزي: ودائع البنوك ارتفعت مليار دينار منذ بداية العام تحذيرات جديدة.. المحليات الصناعية قد تسرّع البلوغ المبكر الأسهم الأوروبية ترتفع وتتجه نحو تحقيق مكاسب أسبوعية طفيفة الجيش يلقي القبض على شخص حاول التسلل عبر الحدود الشمالية حماس تتوعد: لن نوافق على هدنة مستقبلاً اذا فشلت مفاوضات وقف النار نائب درزي "إسرائيلي" للصفدي: افتحوا الحدود الأردنية لدروز السويداء جيش الاحتلال يصدر أوامر إخلاء قسري للسكان شمالي غزة وزير الزراعة: خطة طوارئ لحماية الغابات من الحرائق باستخدام الذكاء الاصطناعي الهجرة الدولية: نحو 80 ألف نازح من السويداء إعادة فتح التسجيل لرياض الأطفال في المدارس الحكومية خلال آب 638 قتيلًا في اشتباكات السويداء.. واعدامات ميدانية بين الأطراف المتقاتلة بيدرسون يطالب "إسرائيل" بوقف "انتهاكاتها الاستفزازية" في سوريا كوهين يصف الهجري بأنه "بطل من ابطال الامة" تعييّن الأردني محمد الجراروه مديرًا للاستخبارات الأسترالية
القسم : مقالات مختاره
ها هي فلسطين أمامك ..
نشر بتاريخ : 10/30/2016 6:50:15 PM
كامل النصيرات

 كامل النصيرات

كنتَ وأنت تمسح عرقك حين ترفع نظرك عن جهة الغرب تقول لصاحبك : هيها ..فلسطين هيها ..! وكنتَ تمسكه من كتفيه و تهزّه هزّة الغاضب : ليش مش قادرين يحرروها ؛ ليش ليش ..؟ كان صاحبك يهرب من قبضتيك ..ويفكّ نفسه هازئاً بك وبكل العرب : اسأل عربك ؛ أنا شو دخّلني ..وما تشد على حالك بلاش يطق لك عرق ..!!

كنّا صغاراً حينها ..لم نكن ننغمس في فقه الواقع ..لم نكن نحلم على المستوى اليومي إلا بباكيت دخان و فنجان قهوة ؛ ولا يهمّ بعدها شيء ..لأن فلسطين كانت الحديث اليومي و الغضب اليومي و الوجع اليومي ..بل فلسطين كانت فلسطين و ليست –مثل الآن- مجرد ذاكرة لا تشتعل حرارتها إلا مع حبوب تنشيط الذاكرة ..!

ها هي فلسطين الآن أمامك ..ها هي بكامل أناقتها و عذاباتها و نواحها و ضحكها تنظر إليك بعد كلّ هذا العمر ..ها هي تراك وأنت لا تفكّر بالسيجارة و القهوة و فيها ؛ بل تفكّر في أولادك الراكضين في الحياة ولا يفكرون إلا ببناطيلهم و موبايلاتهم و بالشوارع التي أعدّت لهم كل مقومات سرقة طفولتهم منهم ..شوارع لا تعطي لهم من فلسطين إلا أسماء قراها و مدنها على محلات تجاريّة تفكّر بالدينار ولا تفكِّر بالثأر و العودة ..!

ها هي فلسطينك يا تائه..أمام ناظريك ..! ماذا تبقّى من حلمك فيها ..؟! هل دمعتاك اللتان تسكبها الآن على أرض خدودك سيشفعان لك عندها ..؟! هل التنازل عن الأحلام الكبيرة بالتحرير و الانخراط بوحل الاستلاب للواقع سيكون عذراً مقبولاً أمام دهشتها لغيابك كلّ هذا العمر ..؟!

ما أجمل أن تتكحّل كلّ يوم بفلسطين ..كما كنتَ تفعل صغيراً ..! والأجملُ ؛ أن تعود لصاحبك ؛ ليهزّك هو من كتفيك و يقول لك غاضباً : مش رح أسألك عن عربك ..بل إنتَ وين كنتَ ..كلكم أشباه بعض ..!

سلام على فلسطين حتى آخر الزمان ..!

عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025